العدد 4163 - الأربعاء 29 يناير 2014م الموافق 28 ربيع الاول 1435هـ

د. مير: التشخيص الصحيح نصف العلاج

مستقبل كبير للأشعة التشخيصية والطب النووي في المنطقة

يعد ضيفنا من الكفاءات البحرينية في مجال الطب التشخيصي، وهو متميز في تخصصه؛ إذ إنه استشاري لعدد من المستشفيات في دول الخليج. يترأس الدكتور حسين مير قسم الأشعة في المركز الطبي الجامعي في مدينة الملك عبدالله الطبية. ويُعد مير من استشاريي الأشعة التشخيصية والطب النووي والبوزيترون الطبقي المقطعي المتميزين النادرين في المملكة لقلة الاستشاريين البحرينيين في هذه التخصصات.

التقت «الوسط الطبي» مير في لقاء حول الطب التشخيصي، وقال إن هناك العديد من أنواع الأشعة كالسينية، والصوتية، والمقطعية وغيرها من الأنواع التي يكمل بعضها بعضاً.

وأشار مير إلى أن مستقبل الطب النووي كبير وواعد في المنطقة؛ لما له من دور في تشخيص وعلاج الكثير من الأمراض، وخصوصاً الأمراض السرطانية. وعزا الاستشاري مير قلَّة انتشاره في البحرين إلى كلفته العالية، ومحدودية ثقافة الأطباء في البحرين باستخدامات الطب النووي.

الحديث مع د. حسين مير تناول العديد من محاور الطب التشخيصي. فنترككم مع اللقاء:

* ما الطب التشخيصي؟

- الطب التشخيصي يعتمد على التحاليل والفحوصات؛ لتشخيص لحالة المريض واكتشاف أي مشكلة، أو أي شيء غير طبيعي في الفحوصات الروتينية. وينقسم إلى طب المختبر والأشعة التشخيصية.

وفيما يختص بالأشعة مجال تخصصي، فهناك أنواع عدة، هي؛ السينية وتختص في تشخيص أمراض الرئة، والعظام والمفاصل، والجيوب الأنفية وغيرها. والنوع الثاني، الأشعة الصوتية التي تستخدم في تشخيص أمراض البطن، والثدي، والغدة الدرقية، والأوعية الدموية، والمفاصل، كما تستخدم للحوامل.

ومع التطور الكبير في مجال التقنيات الطبية تم اختراع جهاز للأشعة المقطعية التي تعطي بيانات أكثر دقة، وتختص بتقديم بيانات تشريحية للرأس، والعنق، والرئتين. وتعد الأشعة المغناطيسية مشابهة للمقطعية لكنها أكثر دقة، وتعطي تفاصيل أكثر للأنسجة كأنسجة المخ والأعصاب والعضلات والعمود الفقري. وتستخدم الأشعة الملونة في تشخيص العديد من الحالات وأبرزها أمراض الجهاز الهضمي، والمسالك البولية والجهاز التناسلي.

وتختص أشعة الماموغرام في تشخيص أمراض الثدي. وتختص «DEXA» في الكشف عن كثافة العظام، ونسبة الدهون في الجسم.

لكل نوع من هذه الأنواع من الأشعة لها وظيفتها، ويكمل بعضها بعضاً.

* هل لك أنْ تعرفنا على الطبي النووي؟ وفيمَ يستخدم؟

- الطب النووي من الاختصاصات الطبية التي تجمع بين العلوم الأساسية كالفيزياء مع علوم الطب في تشخيص وعلاج الأمراض. وتُستخدم في الطب النووي مواد مشعة تساعد في تشخيص الأمراض، والالتهابات، والأورام، وقياس وظائف أعضاء الجسم كالقلب والكبد والرئة والكلية والمخ وغيرها.

هذا فيما يتعلق بالجانب التشخيصي، أما استخداماته في العلاج، فيتم عن طريق الحقن، أو العقاقير الطبية، أو البخار. وأكثر الحالات العلاجية التي يستخدم فيها الطب النووي هي علاج الأورام السرطانية، والغدد الصماء.

وقسم الطب النووي مهم جداً في مراكز زراعة الأعضاء؛ لأنه القادر على تشخيص أداء أعضاء الجسم، وخصوصاً المزروع حديثاً.

ويساهم الطب النووي في اختصار الوقت على المريض والطبيب المعالج، كما أنه يُجنِّب المريض مضاعفات الجراحة.

* كيف تُقيِّم وجود الطب النووي في المستشفيات الخليجية، والبحرينية خصوصاً؟

- الطب النووي بدأ في النصف الأول من القرن الماضي. وانتشر في الخليج قبل نحو 30 سنة. ومن خلال عملي في مستشفيات خليجية أستطيع أنْ أقول إنه منتشر ومستخدم بشكل مقبول في كل من السعودية والكويت.

أما عن البحرين فالطب النووي يعاني من نقص شديد في الأطباء الاستشاريين، والطواقم الطبية المساعدة، وفي الأجهزة أيضاً. وأود أن ألفت إلى أن هناك ندرة في الأطباء في هذا المجال على مستوى العالم مقارنة ببقية التخصصات الطبية المختلفة.

ولعل ذلك يرجع إلى كلفته العالية. فتجد أنّ المستشفيات الخاصة في البحرين تتردد في الاستثمار في هذا الجانب لقلِّة عوائده وارتفاع كلفته. لذا يصبح لزاماً على المستشفيات الحكومية توفير الخدمات الطبية في مجال الطب النووي.

كما أن هناك عاملاً آخر وهو أن ثقافة بعض الأطباء في البحرين باستخدامات الطب النووي محدودة جداً. على العكس من الأطباء العاملين في المملكة العربية السعودية والكويت الذين يتمتعون بدارية كافية حول الطب النووي واستخداماته.

وأعتقد أن أمام الطب النووي مستقبلاً كبيراً وواعداً في مجال تشخيص وعلاج الأورام، وأمراض الغدد، والقلب، والمخ، والأعصاب. كما أتوقع أن يسهم التقدم التقني الكبير في خفض كُلَف الطب النووي وبالتالي انتشاره بشكل أوسع.

* حدثنا عن الحالات التي عالجتها باستخدام تقنيات الطب النووي؟

- عالجت الكثير من الحالات باستخدام تقنيات الطب النووي، وتنقسم في المجمل إلى نوعين من الأمراض وهي أمراض الأورام السرطانية، وأمراض الغدد الصماء. وقد أجريت دراسة للحالات السرطانية التي قمت بعلاجها بالطب النووي ومتابعتها بعد العلاج لمدة سنتين وكانت النتائج جيدة. كما عالجت مئات الحالات من أمراض الغدة الدرقية بهذه التقنية داخل البحرين وخارجها.

* ما البوزيترون الطبقي المقطعي؟

- يُعد البوزيترون الطبقي المقطعي خليطاً بين الطب النووي والأشعة، وهو نوع من الأشعة الذي يعطي نتائج عالية الدقة تجمع بين تشخيص الأشعة الذي يقدم بيانات حول العضو البشري وحجمه وهي بيانات تشريحية، والتشخيص النووي الذي يقدم بيانات حول وظائف أعضاء الجسم «فسيولوجية».

ولابد على الطبيب في هذا المجال أن يتمتع بالخبرة، والتدريب العالي في مجالي الأشعة والطب النووي معاً.

* ما الخدمات التشخيصية المتوافرة في المركز الطبي الجامعي؟ وهل تقدم للقراء نبذة عن هذا المركز؟

- جميع أنواع الأشعة الاعتيادية والمقطعية والرنين المغناطيسي. كما نقوم بقراءة جميع أنواع الأشعة المحولة من المستشفيات الأخرى.

المركز الطبي الجامعي هو نواة لمدينة الملك عبدالله الطبية والتي ستشكل بإذن الله تحولاً في مستوى الخدمات الطبية بالمملكة بشكل عام والأشعة التشخيصية بشكل خاص؛ حيث سيحتوي قسم الأشعة هناك على جميع التخصصات التشخيصية والعلاجية والطب النووي. وهذا المشروع تابع لجامعة الخليج العربي وهي الجامعة التي أتشرف بأنني من خريجيها.

وتقوم مجموعة الدكتور سليمان الحبيب بإدارة المركز الطبي، وهي مجموعة رائدة في هذا المجال، وتعتبر أكبر مجموعة طبية على مستوى الشرق الأوسط. وإضافة إلى البحرين فإنها تدير مستشفيات ومراكز طبية ضخمة في المملكة العربية السعودية ودبي، وقد عملت مسبقاً في بعض منها قبل أن أرجع للبحرين، وهي حاصلة على شهادات كفاءة وجودة عالمية.

* كلمة أخيرة تقدمها لقراء «الوسط الطبي».

- في نهاية اللقاء، أتمنى الصحة والسلامة للجميع. وأنصح المرضى بمناقشة نتائج التشخيص مع طبيب الأشعة المختص بالتشخيص. أما فيما يتعلق بالعلاج فذلك متروك للطبيب المعالج.

وعلى المرضى اللجوء للطبيب المعالج الذي بدوره يُحدِّد نوع التشخيص الذي يريده.

وأود أن ألفت إلى أنه من المهم اصطحاب الأشعة القديمة أو تقاريرها عند زيارة طبيب الأشعة، فهي مهمة للمقارنة التي تساعد في رفع جودة التقرير الذي يُعدّه الطبيب، وينعكس بالتالي على جودة العلاج.

العدد 4163 - الأربعاء 29 يناير 2014م الموافق 28 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً