حين تجد قلبك/ وطنك على حافة التصدع، تصاب بألم لا يشفيه إلا ندىً يعيد إلى ما كاد يتصدع نضارته عبر طراوة هو في الصميم من الحاجة إليها كي يلغي ما يبس من أطرافه. وحين يكون هذا التصدع واقعاً أكبر من مجرد وهم، تجد النفوس التي عشقت هذا الوطن تنغمس في قلق عارمٍ خوفاً من تهشمه الذي لن يبقي منه إلا فتات لا يقوى على تحمل وزن فراشة بما تحمله من جمال ونضارة.
هذا الواقع المر الذي تعيشه أوطاننا اليوم عبر موجات من التشطير والتضييق على الحريات وبث السموم الإعلامية في كل بيت، وعبر طوفان من هم وحزن يعيشه المواطن المسحوق، يجعل من الوطن مصدر ألم يحاول المواطن جاهداً أن يحيله أملاً فلا يقوى على ذلك إلا من تميز بالجلد والصبر والإيمان بهدفه وبتحركاته تجاه نيل السعادة هو ومن يؤمن بهم، على رغم كل موجات التجهيل التي تسعى لمحو الثقافة عن جيلٍ يُراد له أن ينشغل بأمور تبعده عن محاولة تطوير ذاته ومحيطه ثقافياً وعلمياً، كي لا يؤول به الأمر إلى المطالبة بحقوقه وحقوق من معه من مواطنين لن يقبلوا بأقل من نيل حقوقهم على جميع الأصعدة.
حين تجد الوطن الذي حلمت به منذ طفولتك ودرست معالمه في المرحلة الابتدائية وقرأت أحياءه وشعبه في قصص التراث التي خضّرت ذاكرتك بشيء من الجمال والسلام، مجرد ماضٍ أو وهم لم يولد إلا في الكتب أو ذاكرة أجدادك، تصاب بغصةٍ قد تكون أعنف من رصاص قوات أمن مسخرة للقمع، حيث الضمائر المخزنة في ثلاجات الموتى في مستشفى اشتُهِر بأن الداخل إليه مفقود، حسب الروايات الشعبية التي طالما فقدت أبطالاً دخلوه ولم يخرجوا منه إلا على نعشٍ خشبي لأسباب متعددة، كثير منها ناجم عن مرارة هذا الوطن.
وحين تجد الوظائف في الشركات الكبرى في وطنك حكراً على مواطنين من لون واحد، وأسماء عوائل معينة، تماماً كالوظائف في سلك الأمن وبعض الوزارات التي اشتهرت بالمكارثية وإقصاء شريحة كبيرة من المواطنين، تصاب بغثيان حين تريد لوطنك أن يكون جامعاً نظيفاً من المحسوبية والطائفية، وتصاب بألم نال غيرك من قبلك فقرّر أن يكون في جماعة محاولي تغيير هذا الواقع، ليصل إلى ما هو مقبولٌ من جميع الأطراف حتى ولو أدى ذلك إلى اعتقالهم أو قطع أرزاقهم وفصلهم ومطاردتهم كي لا يحصلوا على وظائف خوفاً من نقلهم عدوى المطالبة بالمساواة والعدالة إلى زملائهم كما حدث في وطننا، فاعتبرتهم وزارة العمل مجرد أرقام تفرح بتقليصها من غير الالتفات إلى الواقع الإنساني الذي يعيشه هؤلاء حتى ولو تقلّصوا إلى مفصول واحد.
الألم الذي تنتجه هذه الوقائع وغيرها كبير، ولكن الأمل الذي نحيا به مادام في الوطن من يشعر بغيره أكبر، ومادام في الشارع من هو مؤمنٌ بحقه وبقدرته على التغيير.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4163 - الأربعاء 29 يناير 2014م الموافق 28 ربيع الاول 1435هـ
بالنسبه لي مقال فيه من الطائفيه
وزارة الصحه و الزراعه و بتلكو و البتروكيماويات و البا
ترى تمثل مقالج لكن بالمقلوب
نحن
نحن شعب البحرين من سنة وشيعة لن نبيع وطنه خرجنا الى الشوارع لطلب تعديل اوضاع بلدنه ومطالبة حقوقنه المنزوعة وفابلتنه الحكومة بالقتل والسجن والتنكيل وهدم المساجد وتهمنه بلخونه هل كل من يطالب بحقوقه يتهم خاين للوطن الله ياخد الحق المسلوب وافرج عن شعبنه
مقال مؤلم كثيراً
الاوطان تستطيع في هذه الايام ان تكون مكانا للام ومصدراً للتجويع والارهاب والحزن والهم كما يحدث في بلداننا العربية التي تحكمها عقلية الديكتاتور
ابداع وطني
ابداع أستاذة