أشاد السفير الفلسطيني لدى مملكة البحرين طه محمد عبد القادر بالدعم المستمر الذي تقدمه مملكة البحرين للقضية الفلسطينية على كافة الأصعدة وبمطالبتها بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، مشيرا إلى ان هذا الدعم أكد عليه خطاب عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إلى الأمم المتحدة الذي أعرب فيه جلالته عن كل الدعم والمؤازرة للقضية الفلسطينية والتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
وقال ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا جامعة الدول العربية لتبني وثيقة مملكة البحرين كإطار عمل للمضي قدماً نحو الدولة الفلسطينية المستقلة.
وتحدث السفير الفلسطيني عن الزيارة المقبلة للرئيس عباس إلى مملكة البحرين وقال انها تأتي في سياق العلاقات الأخوية المتجذرة بين الشعبين الشقيقين معربا عن تطلع الشعب الفلسطيني لزيارة وفد بحريني رفيع المستوى إلى فلسطين.
وفي حديث خاص لوكالة انباء البحرين "بنا"، أشاد السفير الفلسطيني طه عبد القادر بعمق ومتانة العلاقات الاخوية الطيبة التي تربط دولة فلسطين ومملكة البحرين، وقال ان العلاقات بين البلدين والشعبين البحريني والفلسطيني قوية جداً ويتجلى ذلك في الزيارة التي قام بها الوفد البحريني إلى فلسطين مؤخرا والدعوة التي وجهت للفلسطينيين لزيارة المملكة، كما نوه بالزيارات الرسمية الرفيعة المستوى المتبادلة بين الجانبين والتي في إطارها جاءت الزيارة التي قام بها الوفد البحريني إلى دولة فلسطين.
واكد كذلك على العلاقات الخاصة القائمة بين مملكة البحرين ودولة فلسطين في المجالات الثقافية والتي تزداد تطورا ونموا يوما بعد يوم ، منوها في هذا الصدد بجهود وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في دعم وتعزيز هذه العلاقات الاخوية من خلال توجيه الدعوة للشعراء والموسيقيين والفنانين الفلسطينيين لزيارة مملكة البحرين ، مشيرا الى ان وزارة الثقافة وجهت دعوات لكل من الشاعر محمود درويش، والشاعر سميح القاسم وعدد من الفرق الموسيقية والمطربين الفلسطينيين الذين زاروا البحرين وأقاموا امسيات وحفلات فيها حيث تحدثوا جميعاً عن أوجه التشابه الملحوظ بين القيم الثقافية لدى الشعبين الشقيقين والذين تتقارب موجات التواصل والانسجام فيما بينهما مما ساهم في تعزيز العلاقات الشعبية.
وأشاد السفير الفلسطيني بالتوقيع على بروتوكول التعاون بين وزارتي البلديات في البلدين الشقيقين، والذي يتضمن تبادل الخبرات والمعلومات فيما يتعلق بالقوانين البلدية وتكوين الهياكل البلدية، كما اشاد بما تلعبه وزارة التربية والتعليم البحرينية من دور حيوي هام من خلال التعاون مع السفارة الفلسطينية والمساهمة في النظام التعليمي الفلسطيني ومساعدة الحالات الفردية للطلاب الفلسطينيين.
وأكد السفير الفلسطيني ان القيادة البحرينية والشعب البحريني ومن خلال دعمهما ومؤازرتهما للجالية الفلسطينية المقيمة في البحرين "جعلونا نشعر بأننا في وطننا مما ساهم في تخفيف آلامنا إزاء الأحداث التي تتعرض لها فلسطين يوماً بعد يوم"، وقال إن الفلسطينيين بوسعهم العمل في المملكة والمشاركة في نهضة البحرين وبصفة عامة في مجال التربية والتعليم.
وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية بين البحرين وفلسطين أكد السفير الفلسطيني ان بلاده غنية بكثير من الموارد الطبيعية والزراعية ، مشيرا في هذا الصدد الى قيام وفدين تجاريين بحرينيين بزيارة فلسطين ضم سيدات ورجال أعمال بحرينيين، حيث اطلعا على القطاع الصناعي الفلسطيني بما في ذلك صناعة الأثاث والجلود ومقالع الحجر الشهيرة في فلسطين، وقال ان الوفدين ابديا اعجابهما بالأسعار التنافسية والجودة العالية للسلع والمنتجات الفلسطينية ، معربين عن رغبتهما في التعاون في قطاع الأغذية والزراعة الى جانب استيراد الفواكه والخضروات من فلسطين، وأضاف ان الوفد البحريني أبدى كذلك رغبته في الاستثمار في سوق العقارات الفلسطينية، الحيوية والمزدهرة التي تتمتع بإمكانيات ضخمة، مشيرا الى ان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى سبيل المثال دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة قد ذهبتا بعيداً وبدأت مشروعاتها هناك، وقال إن هذه الارتباطات والمشروعات تدعم الاقتصاد الوطني الفلسطيني وحماية الأراضي الفلسطينية.
واضاف إن تدفق الاستثمارات البحرينية تستهدف الآن الإمكانيات المتاحة للاستثمار في فلسطين، متطلعا لقدوم الاستثمارات البحرينية في السوق العقارية في القريب العاجل، وقال ان بوسع البحرين أن تلعب دوراً حيوياً في ضخ الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى فلسطين، الا انه استطرد قائلا "ان العقبة الوحيدة هنا ناتجة عن كون السيطرة على الحدود بيد اسرائيل إذ يتوجب الحصول على موافقة إسرائيل على زيارات المستثمرين الأمر الذي يتطلب الكثير من الوقت أحياناً، والتأخير في إنجاز المعاملات يؤثر كذلك على دخول الواردات إلى المدن الفلسطينية مثلاً رام الله ونابلس والقدس الشريف".
واكد السفير إن فلسطين تتمتع بسوق غنية لمنتجات البساتين والأزهار، مضيفا انه سعياً لضمان سرعة إرسال ووصول الصادرات والواردات، فقد أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان السيطرة الفلسطينية على الموانئ والحدود هي من ضمن الشروط قبل الدخول في أية مفاوضات مثمرة، حيث لا يمكن للفلسطينيين أن يعيشوا تحت سيطرة أجنبية على موانئهم وحدودهم الفلسطينية ، كما ان المراقبة الاسرائيلية على الحدود الفلسطينية لا تنفع الفلسطينيين بأي شيء.
وأكد السفير الفلسطيني أن بلاده لا تمانع من قيام قوات أوروبية، أمريكية أو قوات من الأمم المتحدة بعمليات المراقبة الحدودية، موضحا انه بالرغم من نقاط القوة فإن الفلسطينيين عاجزون عن الدخول في السوق العالمية بنجاح ويكمن السبب في عجزهم عن السيطرة على طرقهم التجارية، فالسيطرة الإسرائيلية على الحدود ونقاط التفتيش العشوائية تؤدي إلى تعطيل الشحنات وتعيق وصول الصادرات الفلسطينية إلى وجهاتها النهائية، مشيرا الى ان الجهود تتركز في الوقت الحاضر على إقامة البذرة من أجل تعزيز التجارة الفلسطينية من خلال انفتاح صناعات الفلسطينيين أمام الآخرين حتى يتسنى لهم التعرف على هذه المنتجات والصناعات.
واضاف انه إزاء هذا الدعم البحريني القوي يتطلع الفلسطينيون للاستثمارات البحرينية في سوق العقارات الفلسطينية علماً بأن الضفة الغربية تمت تصنيفها وفقاً لاتفاقية أوسلو إلى ثلاث مناطق تعرف بالأحرف ( أ، ب، ج). فالمدن في المنطقة (أ) تقع بالكامل تحت سيطرة السلطة الفلسطينية حيث يمكن للمستثمرين بناء العقارات أو الاستثمار هناك.
وقال السفير الفلسطيني إن الحكومة الفلسطينية ستقوم بتنظيم جولات جماعية للمستثمرين الراغبين في الاستثمار في فلسطين للاطمئنان على المناخ الاستثماري في فلسطين، مشيرا الى ان "الهدف هو التعرف مباشرة على الامكانيات والمخاطر وذلك حتى يتسنى لهم القرار حيث يتفاجأ معظمهم بالإمكانيات المتاحة".
وأضاف السفير الفلسطيني "أننا في المنطقة (ب) لدينا سيطرة تامة مع الأمن الإسرائيلي ومن الممكن النظر بشأن الاستثمار في المنطقة (ب) كذلك، وقال إن المستثمرين القطريين والفلسطينيين يقومون ببناء مشروع مدينة (الروابي) بتكلفة اجمالية وقدرها 400 مليون دولار في المنطقة (أ)، وتلك الاستثمارات من المؤمل أن تساهم في زيادة نمو الاقتصادي الفلسطيني، كما ان الاتحاد الأوروبي واليابان والولايات المتحدة تساهم في بناء البنى التحتية الأساسية في فلسطين، وتلك الاستثمارات تعتبر بمثابة عامل جذب للمزيد من الاستثمارات الضخمة إلى فلسطين ، حيث ان فلسطين تسمح بالمشاركة رؤوس الأموال الأجنبية في بناء الوطن.
وأكد السفير الفلسطيني ان أبواب السفارة الفلسطينية مشرعة أمام كل من يرغب في الاستثمار، وان المستثمرين يرفعون الروح المعنوية للفلسطينيين، "فحينما يرى الشعب الفلسطيني المستثمرين القادمين من الخارج فإنهم يدركون أنه كلما أتى الناس لبلادهم فإن المستقبل الفلسطيني لن يكون مظلماً"، كما اكد ان أي مستثمر يأتي إلى فلسطين ليتعرف بنفسه مباشرة فإنه سيجد كل الترحاب الذي عرف به الشعب الفلسطيني.