دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلثاء (28 يناير / كانون الثاني 2014) رجال الاعمال الفرنسيين والاتراك الى زيادة المبادلات التجارية بين البلدين، بعد ان حاول طي صفحة العلاقات السياسية المتوترة إبان رئاسة سلفه نيكولا ساركوزي.
وقال الرئيس الفرنسي امام مجموعة من رجال وسيدات الاعمال الفرنسيين والاتراك في احد الفنادق الكبيرة في اسطنبول، في اليوم الثاني من زيارته، "في 2013، وقعت عقود تفوق قيمتها 15 مليار يورو".
واضاف مازحا "كان ذلك حتى قبل زيارتي، لذلك تخيلوا ماذا سيحدث بعدها"، مكررا هدفه برفع مستوى المبادلات الى 20 مليار يورو سنويا.
واكد نظيره التركي عبدلله غول ان "من السهولة بمكان بلوغ" هذا الرقم، مشيرا الى ان مستوى المبادلات الروسية-التركية اعلى بمرتين.
واوضح الوزير الفرنسي لرفع الانتاج ارنو مونبور "في غضون خمس سنوات، يمكن ان نحقق هذا الرقم عبر استثمارات متقاطعة ومزيد من المبادلات وعمليات تعاون ملموسة في الميادين كافة". وهو يرافق الرئيس هولاند في زيارة الدولة هذه التي وصفها المسؤولون الاتراك بأنها "تاريخية" بعد اثنين وعشرين عاما على الزيارة التي قام بها الرئيس فرنسوا ميتران.
وانتقد مونبور موقف نيكولا ساركوزي الذي عارض بقوة انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، معتبرا انه ادى الى "فترة جمود" في العلاقات.
وبنبرة تتسم بمزيد من الدبلوماسية، شدد هولاند امام رجال الاعمال الفرنسيين والاتراك على مناخ "الثقة" الذي يبذل قصارى جهده لاعادته منذ وصوله الى سدة الرئاسة من اجل تجاوز "التوترات" و"الوقت الضائع" للفترة السابقة.
وقال هولاند "لسنا متفقين على كل شيء" لكن "المناخ السياسي قد تغير منذ سنتين"، مشيرا الى انه لا يستطيع "قبول ان تتراجع فرنسا التي كانت في 2002 تمثل 6% من حصص السوق في تركيا الى 3% في 2012".
واسهب فرنسوا هولاند في الحديث عن مزايا تركيا التي يثير تقدمها الاقتصادي "اعجاب فرنسا"، مشيدا في الوقت نفسه بالصناعة الفرنسية في مجالات الطاقات النووية او المتجددة والنقل والمواد الغذائية.
ووقع الوزراء الفرنسيون والاتراك الاثنين مجموعة من اعلانات النوايا والاتفاقات في هذه المجالات وفي مجال مكافحة التزوير.
وتناول احد هذه الاتفاقات المشروع الفرنسي-الياباني لمحطة سينوب النووية الذي يمكن ان تستثمره مجموعة غاز دو فرانس - سويز التي تنوي ايضا بناء محطة حرارية جديدة في تركيا.
واكد رئيس مجموعة غاز دو فرانس-سويز جيرار ميسترالي "هذا هو الوقت المناسب للقيام بمشاريع في تركيا". وهو واحد من 40 مسؤولا اقتصاديا ورئيس شركة فرنسية يرافقون الرئيس هولاند في زيارته الى تركيا. واضاف ان "تحسن العلاقات يشجع التعاون الاقتصادي".
وعلى غرار ما يفعل في كل من رحلاته الى الخارج وخصوصا الى البلدان الناشئة، وجه هولاند نداء الى رجال الاعمال الاتراك قال فيه "تعالوا استثمروا في فرنسا"، واعدا ب "تأمين كل التسهيلات" ولاسيما منح التأشيرات.
وبنبرة دبلوماسية ايضا، اشاد الرئيس التركي بكون زيارة الرئيس الفرنسي "ازالت العقبات" التي كانت تعترض هذا التجديد للعلاقة الاقتصادية، محاولا من جهته طمأنة المستثمرين الفرنسيين.
وقال غول "تحدث احيانا نقاشات سياسية حادة في تركيا لكن لا شيء يمكن ان يهدد استقرار البلاد"، كما "لا يمكن لاي خلل امني ان يهدد توازنها الاقتصادي".
ومنذ اسابيع، تواجه تركيا فضيحة سياسية-مالية تشوه سمعة الحكومة الاسلامية المحافظة التي تتولى السلطة منذ 2002 وتثير قلق الاسواق المالية.
شئ عجيب
كان من اكثر المتشددين لاضمام تركيا لمجموعة الدول الاوربية ويش اللي غيره الحين