ذهبت معظم الأسواق المالية العالمية عكس الميول الراهنة خلال الأسبوع الماضي؛ ما نتج عنه ازدياد التقلُّب والشكوك المتعلقة بالاتجاه على المدى القريب. وزاد الشكوك المتعلقة بتباطؤ الأسواق الناشئة بسبب النفور من المخاطرة في وقت مازال فيه المستثمرون يبحثون عن موضوعات التداول الصحيحة.
وتسبَّب هذا النفور في إضعاف الدولار الأميركي وليس أقلها عمليات البيع للينِّ الياباني بسبب تقلُّص المواقف قصيرة الأجل المفرطة. وامتد هبوط العملات والأسهم في الأسواق الناشئة إلى أسواق الأسهم الرئيسية مع هبوط S&P 500 للأسبوع الثاني على التوالي.
وحصلت أسواق السندات على الدعم جرَّاء هذا مع هبوط عائدات الأسهم الحكومية الأميركية لعشر سنوات إلى أدنى مستوياتها في شهرين.
واستفاد مستثمرو الذهب من هذه التطورات مع انتعاش كل من المعدن الفعلي وأسهم تعدين الذهب، بينما هبطت السلع التي تعتمد على النمو كالمعادن الصناعية.
وعانى خام «برنت»، بينما كان قطاع الطاقة الأميركي حصيناً بعض الشيء ضد التطورات السلبية المحتملة هذه؛ إذ كان التركيز الأساسي على المسائل الأميركية المحلية ومنها على سبيل المثال قدرة خط الأنابيب من الغرب الأميركي الأوسط إلى خليج المكسيك (ما يمثل نقطة ايجابية لخام غرب تكساس الوسيط) بالإضافة إلى الشتاء الذي يتَّسم بالرياح الباردة التي دعمت بدورها نفط التدفئة (الديزل الخالي من الكبريت) وخاصة الغاز الطبيعي.
وكان الغاز الطبيعي أفضل السلع أداء للأسبوع الثاني بوصوله إلى 5 دولارات، وهو مستوى وصل إليه سابقاً ولكنه لم يتجاوزه في محاولتين في عامي 2010 و2011.
وساهم الطقس الأبرد من المعتاد في الولايات المتحدة إلى ازدياد الطلب على الغاز إلى الحد الذي انخفضت فيه مستويات التخزين إلى أدنى مستوياتها منذ العام 2005 في هذا الوقت من السنة.
وتحتوي المخازن الأميركية تحت الأرضية حالياً ما يقارب 2.423 مليار قدم مربع والذي يعد أقل بنسبة 12 بالمئة من معدل الخمس سنوات. ويساهم كل سحب
أسبوعي لغاية نهاية موسم السحب في نهاية مارس/ آذار في انخفاض مستويات المخازن إلى مستويات مقلقة؛ ما تطلب الدعم القوي في الأسابيع الحالية. بقي الزخم المتصاعد ثابتاً ولكن التغيُّر في الطقس يثير خطر إثارة مبالغ كبيرة من الأرباح.
أوْل هانسن
مدير تنظيم السلع - بنك ساكسو
العدد 4161 - الإثنين 27 يناير 2014م الموافق 26 ربيع الاول 1435هـ