العدد 4160 - الأحد 26 يناير 2014م الموافق 25 ربيع الاول 1435هـ

تشكيل حكومة انتقالية جديدة في افريقيا الوسطى

شكل رئيس وزراء افريقيا الوسطى اندري نزاباييكي اليوم الإثنين (27 يناير/ كانون الثاني 2014) حكومته الانتقالية الجديدة وترك فيها عددا كبيرا من وزراء الحكومة السابقة وعين ممثلا على الاقل للميليشيات المسيحية.

وعلى خط مواز، اعلن مجلس الامن الدولي انه سيتبنى الثلاثاء قرارا ينص على وضع نظام عقوبات بحق الاشخاص الذين يؤججون اعمال العنف في افريقيا الوسطى حيث ما زال التوتر محتدما بين المسلمين والمسيحيين.

والحكومة الجديدة التي تضم عشرين وزيرا بينهم سبع نساء تحتفظ بعدد من الوجوه المعروفة منذ الحكومة السابقة مثل هيربرت غونتران دجونو اهابا للاشغال العامة وهو مقرب من الرئيس السابق ميشال دجوتوديا، او ماري نويل كويارا التي تسلمت عدة مناصب وزارية في ظل حكم باتاسي.

وبين الوجوه التي تمثل حركة التمرد السابقة سيليكا، ارنو دجوباي-ابازيني للنقل وعبد الله حسن قادري للاتصالات وكان وزيرا للاقتصاد.

وذهبت وزارتا الدفاع والامن العام الى عسكريين من الجيش الوطني السابق وهما الجنرال توماس تيمانغاوا والكلونيل ديني وانغاو.

وتمثلت الميليشيات المسيحية ايضا بليوبولد نرسيس بارا لوزارة الشباب والرياضة.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال الاثنين ان "هذه العقوبات تستهدف الذين يهددون السلم والاستقرار ويعرقلون العملية الانتقالية السياسية في افريقيا الوسطى بتأجيج اعمال العنف وانتهاك حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي او بالمشاركة في نهب موارد البلاد".

واوضح نادال ان مجلس الامن سيعقد اجتماعا في هذا الشأن بناء على "مبادرة من فرنسا".

وقال "انها رسالة حازمة جدا سيوجهها مجلس الامن الى الاشخاص الذين يعرقلون الجهود المشتركة التي يبذلها الاتحاد الافريقي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي من اجل استعادة استقرار جمهورية افريقيا الوسطى".

واضاف ان "فرنسا تذكر ايضا بان انشاء عقوبات امر مكمل الى الملاحقات القضائية بحق مرتكبي انتهاكات حقوق الانسان وان كل مرتكبي التجاوزات سيحاسبون على افعالهم وان مكافحة التهرب من العقاب عنصر اساسي من المصالحة".

والاثنين اشار بيان للامم المتحدة الى "اعمال العنف الخطيرة التي سجلت ابعد من بانغي"، مؤكدا ان عناصر سابقين من سيليكا اطلقوا النار على السكان في نهاية كانون الثاني/يناير فقتلوا عشرة اشخاص على الاقل وجرحوا عددا اخر" في مدينة باكورانغا القريبة من الحدود التشادية.

واضاف البيان "في مدينة باورو المجاورة هاجمت ميليشيات مسيحية مدنيين مسلمين في 22 كانون الثاني/يناير ما اوقع 80 قتيلا على الاقل وجرح مئات الاشخاص. واحرق نحو اربعة الاف منزل ايضا".

وشهدت بانغي الاحد اعمال عنف بين مسيحيين ومسلمين رغم انتخاب كاترين سامبا بانزا رئيسة انتقالية اوكلت اليها مع الحكومة مهمة ارساء السلم في البلاد.

وتمثلت اعمال عنف الاحد في اطلاق نار وعمليات نهب حول حي بي.كي5 بوسط المدينة واكبر مركز تجاري في العاصمة حيث معظم المتاجر يملكها مسلمون.

وسادت افريقيا الوسطى الفقيرة التي تخلل تاريخها عدة انقلابات، فوضى عارمة غير مسبوقة ومجازر بين المسيحيين والمسلمين منذ اذار/مارس 2013.

وانتشر اكثر من 1600 جندي فرنسي في هذا البلد و4400 جندي افريقي بينما وعد الاتحاد الاوروبي بنشر 500 رجل.

من جهة اخرى، شوهدت قوافل من عناصر حركة سيليكا المتمردة وهي تغادر بانغي الاحد تحت حراسة قوة الاتحاد الافريقي وفق مصادر متطابقة.

وقال بيتر بوكارت مدير الطوارئ في هيومن رايتس ووتش ان احدى القوافل غادرت عاصمة افريقيا الوسطى مرفوقة بدورية معززة وتوجهت نحو مدينة بوسمبيلي شمال بانغي.

واضافت المصادر ان مقاتلي هذه الحركة ومنهم كثيرون متحدرون من البلدان المجاورة مثل تشاد والسودان يجرون حاليا مفاوضات مع القوة الافريقية لدعم افريقيا الوسطى (ميسكا) من اجل رحيلهم.

من جانب اخر افادت شهادات بعض سكان بانغي القاطنين قرب مخيم كساي ان "عناصر سيليكا الذين كانوا في ذلك المخيم فروا باسلحتهم وتركوا المكان (...) في دفعات متتالية التحقت بالتلال المطلة على المخيم وان فجر الاحد اخذوا بعض السكان كرهائن واقتادوهم بعيدا عن المخيم في اتجاه المخرج الشمالي".

وعلى خط مواز، دخلت الاثنين قافلة بضائع الى العاصمة بانغي لامداد جنود قوة ميسكا المتواجدين منذ وقت طويل في البلاد اضافة الى العسكريين الفرنسيين الذين تدخلوا في افريقيا الوسطى منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر.

وقدمت القافلة ايضا المعونة لمخيم مبوكو الضخم في محيط المطار والذي يقيم فيه اكثر من 100 الف مسيحي فروا من اعمال العنف، كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.

ومن اصل مئات الاف النازحين في البلد، فان 400 الف شخص موجودون في بانغي، اي نصف عدد سكان المدينة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً