فوجئ كثيرون صباح يوم الجمعة الماضي بهدم «نصب النخيل» الذي شيّدته جمعية الإسكافي لتجميل البحرين في العام 2005، عندما أعلنت البحرين استعدادها لتسجيل قلعة البحرين ضمن قائمة التراث الإنسانيّ لدى اليونسكو آنذاك. وقد اشترك في هدم هذا النصب كلٌّ من وزارة الثقافة والمجلس البلديّ للمحافظة الشمالية بحجة بناء نصب آخر أكبر حجماً.
ما أثار التحفظ على عملية الهدم هو أن هذا العمل لم يكن مجرد نصب عاديّ كغيره، بل عكس جانباً تاريخياً مهماً للبحرين، وعبّر عن أربع حقب تاريخية وهي دلمون وتايلوس وأوال والبحرين، إلى جانب أنه يحمل ميزة غير موجودة في سواه، وهي أنه عَمَلٌ أهليٌّ بحت، كان نتاج تعاون بين أعضاء الجمعية من الفنانين الذين اعتبروه عملاً خاصاً بذلوا من أجل تنفيذه الكثير من الوقت والجهد والمشاعر. ومنذ اكتمل تشييده وحتى صباح الجمعة، مثّل هذا النصب جمالاً مختلفاً لمن يمرّ به من المواطنين والسواح، خصوصاً أنه مشيّدٌ على شارع حيوي يجعل من يمر عليه من المهتمين بالتراث أو الفن يتوقف عنده.
حينما هُدِمَ النصب، هُدِم معه مجهودٌ إنساني كبير، وهُدِمَ معه ما يثبت اهتمام الدولة بالشراكة المجتمعية في الحفاظ على التاريخ والمواطنة، وباهتمامها بالعمل الفني الذي مثّل لسنواتٍ صرحاً مهماً في التاريخ الوطني والفني. وكنا ننتظر تصريحاً ولو واحداً رسمياً يبرّر هذا الفعل من غير جدوى، في حين سرّب أحد الموظفين تصريحاً مجهولاً يفيد بأن الهدم جاء بموافقة المجلس البلدي للمحافظة الشمالية بالتعاون مع وزارة الثقافة التي تنوي بناء نصب آخر أكبر حجماً كما نشرت الصحافة قبل أشهر.
هذا التصريح مجهول المصدر جعلنا نتساءل: هل انعدمت البقع الجغرافية التي يمكن للدولة بناء نصب آخر عليها؟ وهل استأذنت الوزارة الجمعية في هدمه بعدما صفّقت في البداية لها عند تشييده؟ ولماذا لم تخاطب الوزارة أو المجلس البلدي الجمعية بشأن تطويره أو بناء نصب آخر يحاكيه؟ فجعلتها تُصدَم كبقية المواطنين بهدمه في الوقت الذي صارت عملية الهدم حسّاسةً لما تضمنه من ذكريات ومواقيت غابت عنها الحنكة وجانبها التوفيق.
وما أثار الاستغراب من جانب آخر هو موقف بعض المواطنين الذين ثاروا واستشاطوا غضباً عندما شاهدوا صور الهدم، وما إن عرفوا أن الموضوع لا شأن له بالجانب السياسي صمتوا وتنفّسوا الصعداء، وكأن الفن والتراث والعمل الشعبي والجهود الأهلية صارت أموراً غير مهمة بعدما هيمنت السياسة على حياتنا كلها.
إن جهود جمعية الإسكافي كانت محط تقديرٍ من خلال أعمالها التي تعكس حسها الوطني والفني، ولهذا كان من المفترض ألا يقبل المجلس البلدي بهذا الهدم، قبل أن يرجع إلى الجمعية، وأن يقترح على الوزارة مكاناً آخر لبناء النصب القادم والذي سيكلف الدولة الكثير وسيغيب عنه الجانب الأهلي كما يحصل دائماً.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4160 - الأحد 26 يناير 2014م الموافق 25 ربيع الاول 1435هـ
تصرف لا اخلاقي
إليك يا عروس الخليج من هدم مساجدك وامحى طابع كل قرية يا ترى هل لامحاء معالمها الوطنية فانتم تعيبون على فعل اليهود وما تقومون به لا يفرق أبدا سؤالي ها هي المبررات لازالت ذلك النصب الذي يجلب إبصار المارة أذلكم حقدا ياوزيرة الثقافة ام سياسة فإذا عرف السبب بطل العجب لكن سيبقى في الذاكرة كجواب الؤلؤة
ليسوا سواسيه ولكن
يقال وضع نصب تذكاري ليذكر الناس ذلك النصب من دون الإحتيال!فعند ما تزرع فسيله لتكبر وتصير نخله لتثمر ويستفيد منها من سيأكل الرطب أو التمر. فهذا نتاج عمل من زرع الفسيله وجنى الرطب عند ما أينع. هنا في البحرين بعد بلد المليون نخله صارت مليون جزمه أو كما يقال محليا كذبه. فقد زاد الكذب كما زاد النفاق وزاد الفساد كظاهره غير طبيعيه. فالتلوث البيئي والتدمير العشوائي والدفان و ... كلها أظهرت فساد أخلاقي وهذا لا يقال عن الكل وإنما عن البعض. اليس كذلك؟
يريدون ان يكون المواطن دائما مقهور
وينسفوا كل بصماته ولكن هيهات
الانهيار
لكل قدر اجل .. ولكل اجل سبب
عجبى
لم أسمع و لم أقرأ حتى الآن عن الجهة المسؤلة عن هدم النصب و سببه. لماذا لم يرد أحد أو جهة على هذا الفعل؟ من يقف وراء الهدم؟ ما سببه؟
لايريدون.
ليس العمل الاول الذ يرفضونه ,انهم لايريدون عمل يقوم به ابناء هذا الوطن الاصليين هم يريدون ان يأتوا بأجانبليعملوا ويسجلوا عل البلد التكلفه الباهظه ويتقاسموها مع الاجنبى فقط.