العدد 4159 - السبت 25 يناير 2014م الموافق 24 ربيع الاول 1435هـ

مصر مرتبكة ولكن ثورتها لم تنفد بعد

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مصر بعد ثلاث سنوات من ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك تعيش انقساماً سياسياً حاداً، بعد تقلبات شهدت صعود نجم الإخوان المسلمين ووصولهم إلى الرئاسة في شخص محمد مرسي، ومن انقلاب الجيش على الإخوان بمساندة شعبية في منتصف العام الماضي. ميدان التحرير شهد تلك التقلبات، وفي وسطه ارتفعت الشعارات ضد مبارك، وضد العسكر، وضد مرسي، وضد عودة العسكر، وضد الإخوان.

مصر تبدو مرتبكة بعد ثلاث سنوات ثورة الربيع العربي، فتلك الثورة التي انطلقت من أجل الكرامة، ومن أجل العدالة الاجتماعية، ومن أجل التحرر من قبضة الدولة الأمنية الخانقة، تجد نفسها اليوم بين خيار التطرف الديني، أو سيادة العسكر. وهذا يعني أن القيم والأهداف التي ثار من أجلها الشباب المصري ربما أصبحت بعيدة المنال، ولاسيما أن نشطاء معروفين ممن شاركوا في قيادة انتفاضة 25 يناير يقبعون الآن في السجون.

قبل ثلاث سنوات كانت مصر منارة للعالم العربي تبشر بعهد جديد تتسيد فيه قيم الديمقراطية والحرية التي وصلت إلى معظم بقاع العالم ولكنها توقفت عند حدود الدول العربية. قبل ثلاث سنوات احتشد المصريون في الميادين وهتفوا معلنين بداية عهد جديد. وكانت هتافاتهم تدوّي في كل ميادين البلدان العربية، إذ سارع الشباب في كل مكان يرفعون شعارات الحرية والكرامة.

أمّا حالياً وبعد ثلاث سنوات، فإن مصر تعيش حالة من الاستقطاب العميق داخل المجتمع، وهذا الاستقطاب له تأثيره داخل وخارج مصر. أمّا الشباب الذين أشعلوا ثورة 25 يناير فإنهم يعيشون مرارة من نوع آخر وهم يشاهدون اختطاف ثمرة نضالهم، وتصطدم آمالهم بواقع مرير. مهما تكن الحال، فإن مصر تغيّرت قبل ثلاث سنوات وغيّرت معها الكثير، وهي لاتزال تمرُّ في مخاض لم يهدأ بعد، ولا يبدو أن ثورتها نفدت بعد.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4159 - السبت 25 يناير 2014م الموافق 24 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 10:31 ص

      العرب وثوراتهم

      رجعوا لاصلهم مع ان الثورة حلم وتسامح وتغييروغسل للنفوس على الاقلمصر اخف من العراق وسوريا وليبيا والباقى فى الدرب شان نعطى الانسانية احسن المثل فىتدمير الانسان لنفسه

    • زائر 5 | 2:49 ص

      خل عنك مصر

      خبر اليوم يادكتور دليل واضح على نجاح الحوار أتمنى من كتاب الوسط غداً تناول الموضوع بشفافية وعدم الخوف من الكتابة

    • زائر 4 | 2:05 ص

      الانقسام السياسي الحاد مشكلة للمواطنين و للقادة ........ ام محمود

      أمس تم اسقاط مروحية بها 5 عسكريين في جزيرة سيناء وأعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» المرتبطة بـ «القاعدة» السبت مسئوليتها عن التفجيرات الأربعة وطلبت من المسلمين الابتعاد عن مباني الشرطة.
      وسبق أن أعلنت هذه الجماعة مسئوليتها عن عدد من التفجيرات الأكثر دموية في مصر بعد عزل الجيش للرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو/ تموز الماضي.
      هذه الأخبار الحزينة عن مصر سببت لنا صدمة والامور مرشحة للتطور الى الأسوأ اليوم هناك كلمة مهمة للرئيس عدلي منصور ستضع النقاط على الحروف و ستكشف أعــــداء مصر
      هل للغرب تدخل ؟

    • زائر 3 | 1:16 ص

      سحق المسحوقين!!

      أصبح هم الجيش المصري الآن ضرب وسحق غزة وتلك أماني وأمنيات الصهيونية العالمية .وللأسف الشديد . فهل هذه ايمان واسلام ومحبة واخاء ؟

    • زائر 2 | 12:50 ص

      مصر لن تهدا

      حتى تستقيم الامور فالشعب المصري رفض الاخوان ولن يرضى بحكم العسكر فاصل ثورتهم هو الثورة على النظام العسكري المتسلط ثورتهم ضد الفساد والمفسدين وان المجازر التي قام بها العسكر بعد الاطاحة بنظام مرسي كبيره جدا
      ولن يستقيم الامر لهم لان الشعب المصري خدع ولن يرضى بانصاف الحلول

    • زائر 1 | 11:45 م

      ستظل مصر منارة للعالم العربي .... ام محمود

      مصر اليوم مشتعلة و متألمة بسبب قبضة بعض الجماعات الارهابية المتطرفة التي نفذت اغتيالات في صفوف الجيش و الشرطة و المواطنين و الشباب و عملت التفجيرات و من يدفع لهم هو نفس من يدفع للمخربين في سوريا و لبنان و العراق
      المتحف الاسلامي تضرر بصورة كبيرة و خسر معظم الاثار القيمة
      لكن مع هذه الفتنة العظيمة التي دامت لاكثر من 3 سنوات ف مصر ستنتصر على أعدائها و تقف قوية شامخة
      و في الروايات فان الامام المهدي ع سيلقي كلمة للعالم من فوق منبرها و يستخرج الكنوز و ألواح موسى من جبل سيناء و من الاهرام و من النيل

اقرأ ايضاً