حقَّق مشروع نماء التنموي نجاحاً كبيراً، إذ تم تكريمه مؤخراً من قبل إدارة كلية كابلان الدولية بمدينة كامبريدج البريطانية ومنحه منحتين دراسيتين؛ تقديراً من إدارة الكلية للمشروع النوعي وتميّزه ودوره الحيوي في خدمة المجتمع وتنمية قدرات الشباب، وذلك بعد أن أثمر التعاون بين المشروع والكلية مؤخراً عن ابتعاث مجموعة من الطلبة البحرينيين إلى الكلية لبدء تجربة الحياة الدراسية في بريطانيا.
وحول هذا التكريم، قالت المديرة الإدارية للدراسات في الكلية هيلين كروسلاند: «إن إدارة الكلية تثمّن عالياً المشاريع الخيرية التي ترتقي بالمجتمعات، ومن هذا المنطلق فإن الكلية تتشرف بتقديم هذه الجائزة ودرعها التذكاري ليوسف البوري، تقديراً للدور المتميز والجهد الكبير الذي بذله في إطلاق مشروع (نماء)، وهو مشروع رائع وناجح ومتميز، وقد سعدنا باستضافة الفوج الأول للمشروع، ونتطلع إلى تعاون أكبر في المستقبل».
وأضافت كروسلاند أن إدارة الكلية قرَّرت أيضاً منح المشروع منحتين مجانيتين شاملتين، وأكدت أن «الفوج الأول من الطلاب المبتعثين كانوا درسوا في الفصول الدولية للجامعة، والتي مكّنتهم من الالتقاء والتواصل مع طلاب آخرين من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي ساهم في صقل ثقافة تبادل الأفكار والثقافات والآراء الأخرى. كما أن الإقامة مع العائلات المضيفة التي تعيش حول مدينة كامبريدج فرصة لتمكين الطلبة من تجربة أسلوب حياة الأفراد والأسر البريطانية».
وتابعت بأن هؤلاء الطلبة البحرينيين قد تركوا انطباعاً إيجابياً رائعاً للغاية، هؤلاء الشباب متعاونون جداً، وترتسم الابتسامة على وجوهم دائماً، في حين أنهم كانوا يعملون بجد ونشاط من أجل تحسين قدراتهم اللغوية، والانخراط في جميع الأنشطة وتعاونهم المطلق مع الآخرين، مؤكدةً «لقد استطعنا معهم أن نحقق تقدماً ملحوظاً فيما قدِموا من أجله، وبالتأكيد لا نستطيع أن ننسى صورتهم في اليوم الأخير، حيث حضروا جميعاً وهم يرتدون زياً رمزياً بريطانياً موحداً ترك انطباعاً إيجابياً لدى إدارة الكلية ومنتسبيها عمّا يتمتع به هؤلاء الشباب من روح التعاون والانفتاح، معززين بهذه الصورة الصداقة المتميزة والقائمة بين البلدين».
وأفادت «لقد كان برنامجاً جميلاً في كل لحظاته التي اشترك في صناعتها الجميع واستفاد منها الجميع أيضاً، ونتمنى أن يستمر هذا التعاون بين المشروع والكلية مستقبلاً».
من جانبه عبّر رئيس المشروع يوسف البوري، عن سعادته وزملائه القائمين على هذا المشروع بهذا التكريم، الذي يأتي في وقت قياسي من عمر انطلاقته التي لا تتجاوز ستة أشهر، مقدراً وشاكراً للطلبة الذين كانوا خير سفراء لبلادهم وعكسوا الصورة الحقيقية والرائعة للشباب البحريني من خلال التزامهم وانضباطهم وتفاعلهم ومشاركتهم البناءة والمثمرة في البرامج وانفتاحهم، وخلقوا انطباعاً إيجابياً ورائعاً عبرت عنه إدارة الكلية، وهو ما يمثل لنا مصدر فخر واعتزاز.
وأردف البوري «لا شك أننا مررنا بتحديات عديدة حتى رأى هذا المشروع النور، وكان لإدارة الكلية دوراً كبيراً في ذلك بما أبدته من مرونة، خاصة وأن المشروع قائم على جهود ذاتية لم تحظ بأي دعم رسمي، ونطمح للكثير، وإننا لا زلنا في البداية، وإن كانت الخطوة الأولى موفقة، ولكننا استفدنا منها كثيراً للغاية، فلدينا الكثير من البرامج المتنوعة داخلياً وخارجياً نطمح في تحقيقيها لأنها تسهم في خلق قيادات واعدة تخدم مجتمعها ووطنها، متمنياً أن يحظى هذا المشروع بدعم أكبر ومن منطلق المسئولية الاجتماعية لمؤسسات الدولة والقطاع الخاص للمشاريع الخيرية والتنموية».
ولفت البوري إلى أن هذا التكريم دافع وحافز نحو الانطلاق بقوة، ويحمل دلالات كثيرة، من أبرزها أن الشباب البحريني لديه القدرة على أن يقدّم مبادرات مجتمعية ناجحة ومتميزة تكون موضع تقدير واهتمام الآخرين في مجتمعات ومؤسسات البلدان المتقدمة، وهو ما يترتب عليه داخلياً دعم ومساندة كل المبادرات الخيرة في وطننا العزيز، فلا يمكن أن يتم تقديرنا في الخارج ونعيش الغربة في الداخل.
العدد 4159 - السبت 25 يناير 2014م الموافق 24 ربيع الاول 1435هـ
شكرا لكم
ممتاز، أخبار تثلج الصدر، بارك الله في جهود الشباب البحريني