الرواية الخامسة لخفاجي وتحكي سيرة الإنسان المصري صاحب الحق الأصيل في الحياة في هذا الوطن، الذي جرده نظام مبارك من هذا الحق، ليتحول الوطن إلى سجن، والمواطن إلى شبح لإنسان كان، يموت بحلمه المؤود في صدره معذباً، محروماً من كل مطالب الحياة البيولوجية والمعنوية والروحية. العريان هو اسم بطل الرواية الذي بَخِل عليه المجتمع بداية من الاسم، وهو اسم يلقي بدلالته على الواقع الشحيح الذي يضن على الإنسان بما يستره، الاسم يتفق مع آليات السرد التي تسعي إلى كشف الشخصية بحيث تظل دائماً عارية عمّا يسترها أمام القارئ، لتنكشف كل جوانبها الثقافية والاجتماعية والنفسية والرؤيوية ليس جرياً وراء الطابع المفضوح للواقع، وليس لتقابل الرواية عرياً بعري، ولكنها تسعي إلى اكتشاف الجوهر الذي كان الواقع أعمى عن إدراكه، فإذا كان المجتمع قد جرد الشخصية من كل ما يسترها فالرواية تكشفها لتكشف عن نقائها وجوهرها، وكأنها تتعاطف معها بشكل ضمني، لنقدمها كنموذج إنساني ثري، بالإنسانية والطموح والوعي والأصالة والانتماء في واقع ضنين أعمى بلا إنسانية.
العدد 4158 - الجمعة 24 يناير 2014م الموافق 23 ربيع الاول 1435هـ