العدد 4158 - الجمعة 24 يناير 2014م الموافق 23 ربيع الاول 1435هـ

الغريفي... مرآة البحرين... بعيون المخرق

هو بنك الطلبة، هو شعلة من العلم في حاضرة العلم النجف الأشرف. هو ممن خدموا حركة العلم والإيمان والوعي.. هو صاحب الذوق الأدبي.. هو صاحب الابتلاءات الصعبة من بعد ولادته عام 1919 بمنطقة النعيم، بدءاً من اليتم في الصغر حيث كان عمره 12 عاماً فقط، كما فقد والدته الغريفية أيضاً في النجف الأشرف أيام هجرته إليها لطلب العلم، وفقدَ البصر في الثامنة عشرة بسبب مرض الجدري الذي كان يهاجم البحرين، وبالذات المناطق الفقيرة، لضعف الخدمات الصحية حينها.. ومع ذلك واصل الرُقي في درجات العلم بصبرٍ وثبات وسمو.. هو من تلقى دروسه الحوزوية بداية في مسجد الخواجة ومسجد بن خميس وسط العاصمة المنامة.. هو من فقد فلذة كبده وقرة عينه التي كان يبصر بها بعد فقد بصره، كان أمله الذي رسم له امتداده ووجوده، ذاك الفتى اليافع المشتعل حماساً والذي غيبه الموت فجأة في حادث مرور في يوليو تموز عام 1985، لم يخلُ من سؤالٍ بلا جواب حتى اليوم! هو من عاني الكثير من الآلام والأسقام. هو من كان يقيم ويؤم صلاة الجماعة قبل ذهابه إلى النجف الأشرف وعمره 18 سنة، وكان مسجد السيد محمد الكائن في غربي النعيم هو أول موقع صلى فيه الجماعة، وبعد رجوعه من النجف الأشرف تصدى لصلاة الجماعة في مسجد الشيخ يعقوب (القريب من منزله) في الفرائض الثلاث.

هو العلوي الحسيني الذي اتخذ من مجالس جده الحسين (ع) مكاناً لنشر إرشاداته العلوية الولائية الصادقة.. هو السيد في أخلاقه الجميل في حديثه والقوي في حافظته..هو مرآة البحرين في الغربة والوطن.. هو من استقطب الحوزة العلمية المهاجرة إلي النجف من البحرين.. هو من أفاض بعلمه على غيره وغذى فيهم روح الجد والصبر والمثابرة والاجتهاد.. هو مؤسس أول حوزة علمية وارفة الظلال للرجال في البحرين بمنطقة النعيم ما زالت تؤتي أُكلها حتى اليوم، وزادها تنويراً بافتتاح الحوزة النسائية بها عام 1990. هو من انتقل إلى جوار ربه ضمن كوكبة العلماء الأجلاء عام 2011 بعد حياة حافلة بالعطاء المتنوع في الشأن الديني والاجتماعي والثقافي.

تلك كانت مقتطفات، بتصرف، من ثماني كلمات افتتح بها المصور الحصيف محمد سلمان المخرق كتابه الجديد الموسوم بـ (الغريفي.. ملامح من صور البصيرة)، الصادر مؤخراً (2013). وقد حملت تلك كلمات تواقيع: السيد جواد الوداعي، والشيخ أحمد العصفور، والشيخ عيسى قاسم، والشيخ محمد صالح الربيعي، والسيد عبدالله الغريفي، والسيد شرف بن السيد علي الموسوي، والشيخ علي العصفور، والشيخ نعمة الساعدي.

والمصور الفنان محمد سلمان المخرق، مصور أول بالصحيفة، صاحب عدسة لها خبرة وذخيرة من الصور منذ التسعينات من القرن العشرين، عندما بدأ مصوراً رسمياً في مجلة «المواقف»، حتى انتقاله لصحيفة «الوسط» في أبريل 2003.

وكتابه هو حديث الصورة الهامس في مشاعر الزمن، أكثر من الكلمة، حول حياة السيد علوي بن السيد أحمد بن السيد هاشم بن السيد علوي عتيق الحسين البحراني المتصل نسباً بالإمام موسى الكاظم (ع).

وكما أراد المصور محمد المخرق، فكتابه، مطبوعةً لا تثرثر كثيراً بل تفتح أمام القارئ بؤرة عدسته كما هي ليرى من خلال صندوق الدنيا أجزاءً نيرةً، ومحطات مبكرةً، ومتأخرة، من حياة العلامة الراحل السيد علوي الغريفي من خلال 36 عنواناً تمر بك في رحلة بصرية عريضة على مساحة، مريحة بصرياً، تقدر بـ 239 صفحة بالألوان.

إلا أمثال هؤلاء العلماء ذوي التاريخ العريق في بحور العلم لابد أن يكون هناك رصد أكاديمي وبحثٌ طويل النفس عن حياتهم وانجازاتهم وأطروحاتهم العلمية والفقهية، ليكتمل إبداع الصورة في الإطار العلمي المنشود.

كتاب مهم عن هذا الرجل العملاق فقهاً وعلماً ممن أنجبهم ثرى البحرين المعطاء.. هو صاحب الذوق الأدبي الذي رحل عن عمر ناهز الـ 92 عاماً، ولم يسئ لأحد ولا اشتكى منه أحد، بل كان عطاءً بلا حد.

العدد 4158 - الجمعة 24 يناير 2014م الموافق 23 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 8:22 ص

      سؤال

      اين بأمكاننا ان نجد هذا الكتاب

    • زائر 2 | 3:42 ص

      1000 تحية

      1000 1000 شكر للوسط و لك أخونا الصحفي المصور المبدع و المتألق محمد المخرّق
      "" الغريفي الراحل الكبير كان و مازال شعلة فما زال عطاؤه في تلامذته و تلامذتهم ، أمّا السيد أحمد فيظنّون أنّهم قد أطفؤوا شمعتة و لكن هيهات فهاهي شمعات كشمعة سماحة الغريفي الكبير حفظه الله و كذلك شيخ الشباب سماحة السيد محمد هادي نجل السيد أحمد الذي نجى من (الحادث المروري)!، نعم كلهم شموع تنير أرواحنا و سماء العلم و الفضيلة
      1000 1000 تحية لكل طالب علم ينشر علوم أهل البيت عليهم السلام بنية خالصة

    • زائر 1 | 2:34 ص

      رحمة الله علية

      الفاتحة لروحه الشريفة

اقرأ ايضاً