العدد 4158 - الجمعة 24 يناير 2014م الموافق 23 ربيع الاول 1435هـ

دورة أخرى من الحديث عن حوار

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

البحرين تمرُّ بتموُّجات بين القمع والحوار منذ العام 2011. ففي ذروة الأحداث وصل العرض بشأن الحوار إلى قمته (من الجانب الرسمي) مع مبادرة سمو ولي العهد التي طرحها في سبعة مبادئ بتاريخ 13 مارس/ آذار 2011، قبيل إعلان حالة الطوارئ. بعد انتهاء حالة السلامة الوطنية، طرحت الجهات الرسمية «حوار التوافق الوطني» في يوليو/ تموز 2011 بصيغة منخفضة جداً، تشبه صندوق الاقتراحات الذي يتواجد في الشركات ويجمع في داخله خواطر واقتراحات الموظفين.

كان من الواضح للجهات الرسمية والمراقبين المهتمين بالشأن البحريني أن الحوار توقفت عجلته بصورة فعلية، ولكن الاضطرابات استمرت رغم ازدياد قوة القبضة الأمنية. وفي نهاية العام 2011 كانت لدى البحرين فرصة للخروج بحل عملي بعد القبول بتوصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصّي الحقائق. ولكن النهج لم يتغير جوهرياً، والتوصيات بدأت تفقد معناها لكثرة تجاهلها والالتفاف عليها.

في مطلع العام 2012 بدأت اتصالات غير معلنة بين جهات عليا والمعارضة، وتم التواصل بشأن خمس نقاط فقط؛ تشكيلة وصلاحيات مجلسي الشورى والنواب، الدوائر الانتخابية يجب أن تكون أكثر عدالة، تشكيل الحكومة، إصلاح القضاء، وتحقيق الأمن للجميع. هذه الاتصالات استمرت حتى نهاية مارس 2012، وقطعها الجانب الرسمي.

في نهاية العام 2012، تحدث سمو ولي العهد أمام مؤتمر حوار المنامة (7 ديسمبر/ كانون الأول 2012)، وقال خلال تلك الكلمة إن الحوار هو الحل الأمثل لحل أي خلافات وليس ممارسة العنف، وإنه ليس أميراً للسنّة فقط أو للشيعة فقط في البحرين وإنما للبحرينيين جميعاً على تنوعهم، كما نوّه إلى ضرورة الاستماع لصوت الغالبية العظمى من الشعب البحريني المتعايش مع بعضه البعض والذي يهمه أمنه ومستقبله. مباشرة بعد تلك الكلمة ثارت ضجة ضد هذا النهج، بما فيها مداخلات شرسة في معارضتها طُرحت داخل جلسة لمجلس الشورى في 10 ديسمبر 2012.

وفي مطلع العام 2013 بدأت حوارات عقيمة وتوقفت في مطلع العام 2014... وفي 15 يناير/ كانون الثاني 2014 تدخَّلَ ولي العهد وحرّك المياه الراكدة، وبدأ الديوان الملكي اجتماعات ثنائية، وأعلن الديوان أن الأجندة التي نوقشت تدور حول النقاط الخمس (وهي ذاتها النقاط التي طُرحت قبل عامين). تتصاعد حالياً اعتراضات مشابهة لتلك التي سمعناها أثناء جلسة مجلس الشورى في ديسمبر 2012. وفيما إذا كنا سنمرُّ بدورة مشابهة لما مررنا به، أو أننا سنخرج بحل إنساني وعادل ومقبول، فإن ذلك يتوقف على تصفية النوايا وتهيئة الأجواء وتوضيح مخاطر الاستمرار على النهج العقيم الذي لم يحقق نتيجة إيجابية لأي طرف.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4158 - الجمعة 24 يناير 2014م الموافق 23 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 9:44 ص

      الشعب البحريني لم يعد يثق في جدوى الحوار ... ام محمود

      يجب البحث بشكل جدي في حل سياسي ايجابي يعيد الامل بعد ان يأست الناس من الجدال و النقاشات التي بدون فائدة عالميا المنظمات تراقب و ترصد التحركات و ايضا الانتهاكات التي تحدث بين فترة و اخرى و الان تترقب الحوار اللي أعتقد لو كان ثنائي بين اعلى القيادات أفضل من تجمع 50 أة 60 من كل جانب و النتائج زيرو

    • زائر 19 | 6:15 ص

      اطلاق صراح المعتقلين

      ان اطلاق صراح المعتقلين من اكبر بوادر تهيئة الاجواء للحوار , فأن كان النظام جادا في نجاح هذا الحوار عليه بالمبدارة باطلاق صراح جميع المعتقلين

    • زائر 18 | 5:27 ص

      صراحة

      صراحة لو الحكومة جادة فى الحوار شان اطلقت جميع المعتقلين السياسيين وشالت الثكنة العسكرية من الشوارع والقرى وابتعدت عن قمع القرى والمدن وعن المداهمات ادا طبقت الحكومة هاده الشى سنتفائل لو بقليل والله ياخد الحق المسلوب

    • زائر 17 | 4:46 ص

      طلب

      دكتور منصور.. اتسمت مقالاتك في الأيام الأخيرة بسرد تاريخ الحوار.. على الرغم من أهمية ذلك لكن نريدك أن تفك حيرتنا من الطرح الأخير للحوار.. هذه المرحلة التي تشل العقول.. فك لنا عقدها أرجوك..

    • زائر 13 | 3:15 ص

      رغم الجراح والالم

      نتمنى ان تصدق النوايا هذه المره ولكن لحد الان لا يوجد بوادر على ارض الواقع وما نراه هو العكس القمع مستمر والمحاكمات الجاءره الظالمه مستمره وجميع سجناء الراي يقبعون في السجون ولا زال هناك مفصولين. نتمنى ان نرى شيء خطوات جديه من الجانب الرسمي.

    • زائر 11 | 2:50 ص

      النهج العقيم

      سيبقى النهج العقيم ولن يتغير لو ظليت تكتب ألف سنة لن يتغير شيء وهذه حقيقة لا تعب نفسك حاول تكتب عن شيء اخر افضل ليك دكتور او لا تعور راسك

    • زائر 10 | 2:22 ص

      لا يا دكتور ليست النوايا ولا صفاؤها

      يا دكتورنا العزيز انه الضغط ايا كان مصدره سواء من الداخل أو الخارج هو ما سيفرز حل للبحرين ، والسبب بسيط أن أي حل لابد أن يعني أن الشعب يصبح بنسبة ما له مقدرة التحكم في أمرين
      أولا: المشاركة في السلطة وهو يعني تنازل الحكومة عن بعض سلطاتها.
      ثانيا: المشاركة في إعادة توزيرع الثروة بصورة عادلة وهو ما يعني أيضا تنازل الساطات عن سيطرتها على بعض مصادر الثروة.
      هاذان الأمران لا يأتيان بنيات خالصة فقط النيات الخالصة شرطة لصحة الصلاة والصيام لكن في السياسة هو مقدار الضغوط

    • زائر 9 | 1:19 ص

      الدائرة الفارغة

      يا خوفي ما تكون دورة الحوار القادمة تدور في دائرة فارغة !!!

    • زائر 8 | 12:53 ص

      #

      من قال البحرين ماراح تنحل ازمتها .. اكو عدنا صاحب المصباح .. مارد الفاتح .. بس اطلبوو منه ويش تبوون .. وان شاء الله كل شي خير .. حتى 15% بتحصلوون عليها .. بس نبي صبر .. وقت .. الله يهديكم وايد عجولين ..

    • زائر 7 | 12:49 ص

      رغم ان التوجه العام هو بعدم نشر آراء المتشائمين ولكن

      نحن لسنا متشائمين ولكننا واقعيين وقد كانت توقعاتنا السابقة مصيبة100% لا لشطارتنا وذكاءنا بل لأن من يتعامل مع النظام فترة بسيطة يمكنه التعرف على توجهه وطريقته في التعامل.
      ونقول اوجدوا لنا اي معطيات تقول ان هذا الحوار يختلف عن سوابقه
      اعطونا اي ما يضمن ان هذا الحوار جدّي وليس كسوابقه

    • زائر 6 | 12:42 ص

      حوار !

      البلد لا يسير نحو حرار حقيقي او جاد ، كل مانراه على ارض الواقع يقول عكس ذلك

    • زائر 5 | 10:42 م

      الحل

      إذا كانت السلطة جادة في الحوار فهي تعلم تماماً أن الاستجابة لحل عادل ينفي التمييز عن المواطنين ويأتي بدوائر انتخابية عادلة تتحقق فيها الإدارة الشعبية في الحكومة والبرلمان.. سيحظى بدعم وقبول غالبية شعبنا من الشيعة والسنة، أما جماعة لا للتغيير فالركون لهم يعني دمار البلد واستمرار الأزمة

    • زائر 4 | 10:22 م

      منامي

      لو فيها حليب حلبت من زمان

    • زائر 3 | 10:03 م

      مالم يكن ..

      مالم يكن هناك إرادة جادة وكذلك تقليم بعض الاظافر التي تقف حجر عثرة في طريق الحوار فلن يكون هناك حوارا جادا .

    • زائر 2 | 9:37 م

      لن يكون جديد الأصوات التي تعلو بالرفض يمكن إسكاتها

      هم يتحججون بصوت المارد والفتح واعتراضاته وهم ليسوا سوى ريموتات كنترول وأقول هم لا يريد حلحلة الامور ونحن لسنا متعجلين مستقبلا سنرفض ما رفضوه هم والأيام بيننا

    • زائر 1 | 8:59 م

      يدكتور منصور الي فهمته من تحليلك أنك تبي تقول :

      الحوار هدفه المراوغة وكسب الوقت ..والحكومة ليست جادة في اسنوات الي طافت .

اقرأ ايضاً