في ظلال أسبوع الوحدة الإسلامية الذي انتهى قبل أيام، نستطيع القول إن رغبة الشعوب الإسلامية للوحدة كبيرة وفي غاية الأهمية في ظل ما يجري من أحداث في عالمنا الإسلامي.
كل ما يجري حالياً في عالمنا الإسلامي يدل على وجود مخطط خبيث لتقسيم هذه الأمة القويّة بأبنائها الواعيين، وهذا المخطط يريد زرع كل أنواع الفتن بين صفوف أبناء الأمة الإسلامية، ودفعهم للاقتتال والتكفير وتدمير البلدان الإسلامية، وإضعاف وتشويه صورة قادة هذا العالم الإسلامي العظيم الذين وقفوا بوجه القوى الاستكبارية المتغطرسة، ومرّغوا أنوف هذه القوى المتسلطة بالتراب.
فبدل الوقوف خلف هذه القيادات سواء كانت دينية أو سياسية، وسواء كانت تنتمي لهذا الحزب أو لذاك، أو تنتمي لهذه الطائفة أو تلك، فيعمل هذا المخطط الخبيث على زرع الأفكار الواهية في عقول الشباب المسلم من أجل التناحر والتقاتل باسم الدين والإسلام، بينما الإسلام بريء من هكذا أعمال.
في أجواء الوحدة الإسلامية أقول: «إننا نعرف وندرك الخلافات الموجودة بين جميع المسلمين، ونحن لا نحاول أن نعيش في الأحلام والواقع غير المنطقي، بل نحن نقول وبرغم كل هذه الاختلافات يجب علينا نحن أبناء الأمة الإسلامية التكاتف والتحاور مع بعضنا البعض، والوقوف صفاً واحداً ضد مخططات أعداء الأمة الإسلامية من القوى المستكبرة في العالم، ويجب علينا عدم إبهاج العدو الصهيوني بهذه الاختلافات والنزعات التي تدمرنا فعلياً وتقوي الكيان الصهيوني، وتجعله يزيد من بطشه وسفكه للدماء، ودعم كل من يُحقق له مراده في تقسيم هذه الأمة وتضعيفها».
الوحدة الإسلامية هي العامل الأساسي في الوقوف بوجه من يريد تفكيك هذه الأمة، ومن يريد فرض الأمر الواقع عليها، ومن يريد إذلالها والسيطرة على مقدراتها والتحكم بعقول أبنائها، وكما في قول أحد قادة عالمنا الإسلامي: «الوحدة أكبر سلاح بيد الشعوب ضد الاستكبار العالمي».
وبهذه الوحدة الإسلامية نُحقق التقدم والإنجاز لأمتنا الإسلامية، ولذا نرى عندما تعتمد إحدى البلدان الإسلامية على عقول شبابها الواعي والمثقف، وفي نفس الوقت هذا الشباب لا ينجر خلف الإغراءات المثيرة للاستكبار العالمي، كيف أن الاستكبار يصل لمرحلة تصفية هؤلاء الشباب من أجل عدم تحقيق التطور والإنجاز لبلدانهم، حتى يصلوا لمرحلة يتم طلب كل تقنية من هذه القوى المستكبرة، وبذلك تفرض هذه القوى الظالمة شروطها وأوامرها على بلداننا الإسلامية.
الوحدة الإسلامية تُحارب الآن من قِبل جبهة الاستكبار لأحد أهم الأسباب عندها، وهي الخشية من أن تصبح هذه البلدان الإسلامية قوة عظمى لا يقدر الاستكبار على فرض الشروط والأوامر عليها، وبذلك تُصبح الأمة الإسلامية قادرة بمفردها على تحرير الأراضي المُحتلة وإرجاع الأمل للشعوب المُستضعفة، وتصدير التطور والرُّقي لكافة أرجاء العالم، وتُصبح ذات صوت عالٍ في كافة المحافل العالمية والدولية، فلهذا السبب تتم محاربة هذه الوحدة.
فدعوانا للجميع في عالمنا الإسلامي التخلّص من النزعات الواهية من أجل تقوية الأمة الإسلامية.
حسين علي عاشور
نحن مجموعة من الأصدقاء نجتمع اسبوعيا في مجمع تجاري، نتناول فيه الشاي والقهوه والعصائر، ونتجاذب الأحاديث بشأن الكثير من المواضيع الاجتماعية، والاقتصادية، والرياضية، والسياسية، والفنية، والدينية، وفينا المتقاعدون وأصحاب أعمال، وموظفون، وقد دار الحديث في اللقاء الماضي عن الحوار الجديد المقترح إجراؤه في البحرين، ورحبنا جميعا بهذا الحوار الجديد الذي دشنه ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ونستطيع القول جازمين إنه لو أجري استقصاء للآراء في البحرين فإن غالبيتهم يرحبون بالحوار الذي نتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يكون حوارا جادا غير الحوارات السابقة التي لم تكن مثمرة بحيث يخرج بثمرات عليها توافق وطني.
ومن أهم الثمرات التى نرجوها: أولاً أن يتبنى مبدأ تطبيق القانون على الجميع بدون تمييز، وثانيا أن يحفظ المال العام من الهدر، وثالثا ان يكون مبدأ سياسة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات مطبقاً بالقول والعمل، ومن المعروف أن هذه المبادىء تحتاج الى وسائل قانونيه لتطبيقها، كالدستور والمجلس النيابي... الخ.
فمثلا هل هناك إنسان لا يشمئز ولايغضب اذا كان واقفا في طابور ورقمه السادس، ويرى انسانا آخر يقفز على الصف وينهي ما جاء من أجله بسرعة؟
إذن المطلوب ليس شيئا عظيما بل تطبيق لديننا الحنيف وتعاليم الديمقراطية الحديثة المطبقة في العالم المتقدم. وسأسرد هنا قصة عمرها سنوات سردت سابقاً، وهي أن رئيس الوزراء في السويد، عندما حضر حفل عشاء اقامته منظمة الدول العربية المصدرة للبترول في السويد، وقف في الطابور مثل غيره عندما انتهى الحفل ليسلم المسئول عن تسلم المعاطف رقمه ليسلمه معطفه.
والرسول الكريم (ص) أسوة حسنة للجميع، حيث ورد انه اذا كان يحمل شيئا كان الصحابة يجرون خلفه يريدون ان يحملوه عنه لكنه كان يرفض قائلا: صاحب الشيء أولى بحمله.
ورجوعا إلى ما كنا نقوله عن الحوار، قلنا يا ليت المتحاورين يضعون الأهداف أولا، ثم يتفقون على الوسائل المحققة لهذه الأهداف التي أصبحت اليوم معروفة للجميع، فالعالم تحول إلى قرية صغيرة والمقيم فيها يرى ويسمع كيف تسير الحياة في مختلف المجتمعات ومن الصعوبة بمكان أو من المستحيل تغطية مجريات العالم.
ومن المعروف ايضاً ان العالم اليوم يتقدم ولا ينتظر الكسالى والمقيدين بالماضي، فكل ثانية وقتية تمر تصبح من الماضي، والثواني تمر بدون استئذان من أحد، والمتطلع إلى المستقبل يحاول بقدر الامكان دخول السباق مع الوقت؛ لأنه اذا كان عاقلاً يعلم بأن العالم المتقدم يركض ونحن نراوح مكاننا متوقعين عطاءات غيبية مع أن جميع المسلمين يعلمون أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
إذن فالحوار القادم مطلوب منه الاسراع والتعقل لاستحداث وتطبيق مبدأ المواطنة المتساوية وملحقاتها، فالبحرين اليوم كالسيارة التي عجلاتها (مغرزة) فى التراب ركابها مشغولون بالجدال والنقاش ولا يعلمون او يتظاهرون بأنهم لا يعلمون بأن البحرين تحتاج الى خروج ركابها منها والتعاون فيما بينهم ودفعها الى خارج الحفره لتسير مستخدمة عجلاتها الأربع بالتساوي ناظرة الى المستقبل غير متناسية ايجابيات الماضي. ومن الله نسأل الهداية والرشاد.
عبدالعزيز علي حسين
عام جديد... بداية جديدة... أيام جديدة... في كل عام أرتكب الحماقات... أتعرض للمضايقات... أتطلع شوقاً للعام الجديد... وأرمي مخلفات عام مضى خلف أسوار الحنين، ربما كلنا هكذا... نخطط للأفضل نسعى للأجمل... نبتسم... نبكي... نعتذر... نصافح... نحب... نسامح وننسى.
هذه حكاياتنا في كل عام... مع الدقائق الأخيرة من كل سنة نبادر إلى غلق أبواب معينة ونشرع في فتح أخرى، وعادة ما تكون تلك الأبواب محملة بكل قوتنا وشجاعتنا لمواجهة ما تحمله لنا الأيام الجديدة!
أحياناً أفكر... ماذا لو لم توجد أعوام جديدة؟ وماذا لو حياتنا استمرت هكذا من دون حسبان؟... هل يا ترى سنحاول تغيير مجرى اتجاهات آمالنا وولادة نبضات قلب جديدة محملة بالتفاؤل؟... هل يا ترى سنقاتل لنبقى ولنستمر؟ هل سنجدد حياتنا وابتساماتنا؟ وهل سنطهر أنفسنا؟... إذاً لماذا ننتظر نهاية كل عام لنمنح أنفسنا بوابة جديدة نعبر من خلالها للغد؟
أليس من الأفضل لو تشكلنا وتلوّنا من جديد كلما أحسسنا بالتعب وبعدم القدرة على الحياة؟... هل يجدر بنا انتظار نهاية كل عام لزراعة حب الاستمرارية في ذاتنا؟!فلنسامح، ولنصافح... فلنحب، ولننسى، لنبدأ رسم مستقبلنا منذ الآن من دون انتظار لبداية الأعوام على أمل أن تحل علينا بأفضل حال.
شوق
لعبتيها ومات صدق
خليتي قلبي يحترق
مالومك يا قمرتي
هذي سوالف العشق
***
عرفت العشق ماله أمان
معروف على طول الزمان
ضاع الوفا وضاع الحنان
ما ظن في حبنا نتفق
***
أعتب يا محلي العتاب
للحب فتحتي ألف باب
بسألك لي ردي الجواب
عسى تفيد كل الطرق
***
أقول إلك وأني صريح
ترى منك قلبي جريح
ما هقيت في جسمي يخترق
***
اليوم ما يفيد الأسف
من سهمك دمي نزف
منهو اللي فينا اختلف
ومنهو إللي قلبه ما يرق
جميل صلاح
في ولادته (ص) أشرقت الشمس بنور ربها على صحراء قاحلة قبلية، مشركة في عرقها وعقلها، متحجرة في فكرها ومنطقها، متسلطة على بشرها، مفجوعة في وأد بناتها، قاتلة لمن يعصي أمرها.
حتى أنزل الله سبحانه وتعالى السكينة على قلوبها في معجزته الخالدة القرآن الكريم، رحمة ونوراً ومنهجاً وحياة وشفاءً لغد مشرق بنبي اسمه محمد ليتمم مكارم الأخلاق، فبايعته فئة قليلة، ونصره الله مقابل قريش وفراعنتها، التي ركبها الغرور والكبرياء والعظمة، وطغوا في البلاد، وأكثروا فيها الفساد.
وها هي الشام اليوم نسخة واقعية شاهدة على التاريخ، حيث أعمت أعين العصابات الإرهابية الدولارات والوعود بالجنة والعشاء مع الرسول الأكرم، فراحوا يفسدون ويعربدون فيهدمون المساجد ويقتلون من يختلف معهم، فتنتزع أكباد وقلوب الناس الأبرياء كما أكلت بالأمس كبد حمزة عم الرسول (ص)، وصلب ياسر وزوجته كما يصلب اليوم الرجال والأطفال وتقطع رؤوسهم في الأزقة وتنتهك وتغتصب نساؤهم، فأية جنة هذه التي ستستقبل هؤلاء.
قريش عادت لنا اليوم بنسختها العربية كما تفعل الأجهزة العربية اليوم مع من يختلف معها، حيث تلاحقهم بالكلاب البوليسية، وبالأنظمة الإلكترونية حتى قبورهم، كما هي بالأمس في نسختها القرشية في تهجير واضطهاد الصحابة والمسلمين، وطردهم من أوطانهم، ومطاردتهم من بلد إلى بلد حتى بلوغهم الحبشة.
تجرؤا عليه فقذفوه بالحجارة، وصفوه بالكاذب، ورموه بجلود الحيوانات، بل وحاصروه في شعب مكة، ومنعوا عنه الماء والطعام، بأبي وأمي مع أصحابه الذين لم يهنوا، وهم بين الحياة والموت، بسبب الجوع والعطش والحصار، ولم يضعفوا وهم يتلقون الإهانات والصفعات دفاعاً عن نبيهم وإسلامهم، لكنه بصبره وصموده انتصرعليهم وفتح مكة رافعاً شعار «العدل أساس الحكم»، حتى بايعته قريش كلها ذليلة مذعنة.
شهداؤهم فازوا وسعدوا بالجنة والحياة السرمدية، وهم الذين وعدهم القرآن بها، وضمت البقيع أطهر جسد على الأرض قاطبة، وهو جسد نبي الأمة محمد (ص)، مع أجساد شهداء أحد وبدر وحنين، الذين توسدوا التراب، وهو يقولون لا وألف لا لن نركع إلا لله، ولن نصلي إلا على محمد رسول الله وعلى أهل بيته الأطهار.
مهدي خليل
العدد 4158 - الجمعة 24 يناير 2014م الموافق 23 ربيع الاول 1435هـ