يعلمنا التاريخ أن الفتن والمشاكل الصغيرة منها والكبيرة، والاختلافات وحتى الحروب بين البلدان، لا يمكن لها أن تستمر إلى ما لا نهاية... لأن في استمرارها هلاك الحرث والنسل والتدمير. وقد جرب العرب في شبه الجزيرة العربية في العصر الجاهلي كيف الاختلاف والعصبية وعدم وجود لغة حوار عقلانية، أدى بهم إلى خوض حروب طاحنة أتت على الأخضر واليابس.
فقد حدثت حرب البسوس وحرب داحس والغبراء، نتيجة أسباب تافهة تمثلت في الاختلاف على سباق وتحديد الحصان الفائز. وقد استمرت الحرب بين القبائل أربعين سنة لكل واحدة، الأمر الذي أدى إلى إزهاق الأرواح وتيتيم الأطفال وترمل النساء. وانتهت حرب داحس والغبراء وكذلك حرب البسوس باتفاق طرفي النزاع على حل توافقي. وكان بإمكانهم الاتفاق على حل يرضي الطرفين قبل أن يشتد فتيل الحرب، إلا أن العصبية كان لها دورها الكبير في إذكاء نار الحرب ونشر الكراهية والبغضاء بين القبائل.
إن عملية الحوار ليست جديدة على العرب والمسلمين، فقد تم تطبيق مفهوم الحوار وأدى ذلك إلى وأد الفتن والاقتتال. فصلح الحديبية جاء نتيجة حوار بين المسلمين والكفار وانتهى بتفاهم حقن دماء الجميع.
وقد علمنا التاريخ الحديث أن الحربين العالميتين الأولى (1914 – 1919) والثانية (1939 – 1945) قد خلفتا دماراً كبيراً ومخيفاً وكوارث إنسانية يصعب حصرها، حيث هلك الملايين من البشر في دول أوروبا وبعض دول الشرق، ودمرت المباني، وخربت الشوارع وهدمت المصانع، وعم الكساد والفساد، وتفشت الأمراض الجسدية والنفسية في معظم بقاع العالم وانتهت الحربان بحوار أدى إلى وجود معاهدات تحمي البشر من شرور الحرب مرةً أخرى.
وشهد القرن العشرون الفتنة الطائفية البغيضة في ايرلندا بين البروتستانت والكاثوليك أصحاب الدين الواحد وهو الدين المسيحي، وسالت الدماء، وزهقت الأرواح البريئة ضحية هذا الخلاف... ولكن ما هي نتيجة ذلك؟ فالحرب والتعصب والتشدد لم تؤدي إلى حل، بل كان الحل في الحوار الذي نبع من احترام العناصر جميعها لتربة الوطن واعتبار الجميع شركاء في الوطن، وأصبحوا اليوم يتمتعون بنعمة الأمن والأمان باتخاذهم القرار العقلاني المتمثل بالحوار.
إن عدم اغتنام فرص الحوار الذي يقدم لجميع أطراف النزاع يؤدي في كثير من الأحيان إلى كوارث لا تحمد عقباها، ولنا في احتلال العراق الكويت العام 1990 مثالاً حياً على ذلك. فقد طالب المجتمع الدولي العراق بالإنسحاب من الكويت وعقد تسوية تنهي الأزمة، إلا أن قادة العراق آنذاك لم يدركوا أهمية الحوار، وكانت النتيجة احتلال العراق من قبل دول التحالف، الأمر الذي أدى إلى عدم استقرار العراق حتى يومنا هذا، حيث تتوارد الأخبار بين الفينة والأخرى بانفجارات في مناطق مختلفة، واستشهاد العديد من الأبرياء العزل من أبناء العراق لا لجريرة اقترفوها وإنما خلاف لم يأخذ الحوار الجدي فيه مكانه الصحيح بين أبناء الوطن الواحد بمختلف مكوناته.
دعونا نقرأ التاريخ عبر مراحله الثلاث المعروفة: القديم، والحديث، والمعاصر، فسوف نجد أن هناك العديد من الخلافات التي أدت إلى الاحتراب والاقتتال بين القبائل، والفئات، والجماعات، والدول. ولم نسمع أن حرباً انتهت ومشاكل حلت طواعية، وإنما انتهت تلك الحروب والمنازعات والخلافات عبر حوار الأطراف المتنازعة.
إن أخطر الحروب فتكاً بالمجتمعات البشرية الحروب الدينية أو الطائفية أو العنصرية، حيث تتغلب الأهواء والعواطف والانفعالات على العقل ومنطق الحكمة. الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم المشاكل وبث روح البغضاء والكراهية. وقد اصطلت دول أوروبا بحروب ونزاعات قومية وطائفية خسر فيها الجميع.
وعندما عادوا إلى رشدهم وحكموا عقولهم واعتبروا الحوار هو المخرج والمنقذ لهم، حلت جميع مشاكلهم وتحولت دول غرب أوروبا إلى دول مستقرة تنعم بالأمن والأمان، والرفاهية الاقتصادية، وازدهار العلم والمعرفة، وتوصلوا إلى ما يشبه الوحدة بينهم، رغم تباين قومياتهم ولغاتهم. فإلى متى تعي الأمة العربية أهمية الحوار للقضاء على أي خلافات تبرز بين أبناء المجتمعات العربية خصوصاً وهي مجتمعات نور قلوبها الإسلام. فالحوار هو الحل دائماً لأنه هو العقل وهو المنطق.
إقرأ أيضا لـ "منصور محمد سرحان"العدد 4156 - الأربعاء 22 يناير 2014م الموافق 21 ربيع الاول 1435هـ
الحاضر
لماذا لا تكون أمثلتكم من ىالحاضر لأننا اصبحنا نشك في كل شيء من الماضي
هلكنا من داحس وداعش وجماعة النصره
الإسلام المفيك والمنبود
التكفير اصبح سلاح من لا يريد التفكير, فيختصر الطريق بوضع من يفكر في سلة الكفر
الديانه
الحين الكفار يطبقون الشريعة الاسلاميه واحنه المسلمين مانطبق الشرع لازم المسلمين اعرفون انه ولادة الطفل وعيشته مع عائلته تكون فطرته ان كان شيعى يكون شيعى وان كان سنى يكون سنى لازم تفهمون هاده الشى يعنى لازم اكون منكم والله هو كفر افهمو ياناس كل واحد اعيش على فطرته واتركو عنكم الفتن ةوالطائفيه الي ودتنه فى داهيه الاجانب عايشين احسن منكم لانه ماعندهم طائقيه والله ياخد الحق
العقل زينه
ياليت قومي يسمعون ويعقلون ما يسمعون