فقدت جزءاً كبيراً من بصرها في السنة الثالثة من المرحلة الثانوية بسبب إصابتها بارتفاع ضغط العين؛ ما أدى إلى إتلاف عصبها البصري، فتوقفت بعد ذلك عن الدراسة وهي الطالبة التي لطالما كانت متفوقة، ليضيع حلمها بدراسة الطب.

أدخل فقدان لولوة العبدالله لبصرها في صدمة قادتها لتحدي العتمة، ثم العودة مجدداً بعد ثلاثة أعوام لمقاعد الدراسة في معهد النور بجدة في المملكة العربية السعودية، وبعدها للجامعة من أجل دراسة الإعلام، لتمسي اليوم صحافية في إحدى الصحف المحلية في وطنها المملكة العربية السعودية.

توسطت لولوة زميلات رافقنها لحضور ملتقى الصداقة الخليجي الأول للمكفوفين في البحرين، والذي نظمته جمعية الصداقة للمكفوفين تحت رعاية من رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، أمس الأربعاء (22 يناير/ كانون الثاني 2014). ومن المزمع أن يستمر الملتقى الذي جاء تحت شعار «ملتقانا رمز محبة وإرادة»، وشارك فيه نحو 100 كفيف وضعيف بصر ومرافق من دول الخليج العربي حتى الاثنين المقبل.

شيخة: الملتقى يعيد لي ذكريات الدراسة

رأت الكفيفة شيخة الجاسي من سلطنة عمان أن الملتقى يعيد إليها ذكريات دراستها في مملكة البحرين، مشيرة إلى أن المشاركة فيه لها أثر كبير في التأثير على حياة الكفيف وشخصيته، فهي توفر له الفرصة لتبادل الخبرات والتعرف على التطور التكنولوجي، كما تسنح له الفرصة للتعرف على شخصيات جديدة وتجارب قد تكون أكثر صعوبة من التجربة التي مرَّ بها.

شيخة كفيفة في مقتبل العمر تعمل مترجمة في هيئة تقنية المعلومات في سلطنة عمان، لها أخت كفيفة ورافقها أخوها للملتقى، تشير إلى أن دعم الأهل وتفهمهم لنفسية الكفيف يجعل منه قادراً على مواصلة حياته أفضل من الأصحاء.

وتحدثت عن ظروف الكفيف في وطنها، مشيرة إلى أن هناك جهوداً مبذولة، إلا أن التحديات أكبر، والكفيف يحتاج إلى بيئة مناسبة تساعده على مواصلة حياته بصورة أسهل، كما يحتاج إلى تسهيلات في مجال العمل وتجاوز النظرة المجتمعية التقليدية له والتي ما زالت مسيطرة ولاسيما في المناطق الداخلية من السلطنة.