هناك فرق شاسع بين من يدفع الثمن ومن يبحث عنه، ومن يدافع عن الحق على أنه حق، ومن يدافع عنه لمصلحة أو ازدواجية بالوجه الذي يراه.
الحق واضحٌ بيّن، لكنه يحتاج إلى نفوسٍ كبيرةٍ قادرةٍ على تبنّيه والعمل من أجل تثبيته مهما علت التضحيات من دون مقابل، ومع تكاثر هذه المجموعة في أية أمة تخلق نوعاً من الأمان وحائط صدٍّ ثابتاً عند المواجهة لا ينفك في الأزمات ولا يتراخى عندما يلوح شعاع ضوء في الأفق.
الحق هو الشيء الثابت، وهو ما منحه الشرع والقانون للناس كافةً على السواء، وقد اختلفت المذاهب القانونية في تعريف الحق، فيرى المذهب الشخصي وهو أقدم المذاهب القانونية، بأن الحق هو «سلطة وقدرة إرادية يعترف بها القانون للشخص في نطاق معلوم». أما المذهب الموضوعي فيذهب إلى أن الحق هو «مصلحة يحميها القانون». وللحق أركانٌ متمثلةٌ في صاحب الحق وهو من ثبت له الحق، ومصدر الحق وهو الشرع والقانون، ومن عليه الحق وهو المكلّف، ومحل الحق وهو ما يشير إليه المنشغلون بالقانون بأنها المصلحة الثابتة.
الحق ثابتٌ بثباته على مرّ الزمان، لا يختلف حوله اثنان، لكن تركته ثقيلةٌ بثقل أثره، وهو مؤثرٌ لذا فأصحاب الظلم والإجحاف يخافون منه بل هم كارهون له، بحسب ما ورد في القرآن الكريم حيث يقول عزّ وجل: «وأكثرهم للحق كارهون». «بلْ جاءهُم بالحقِّ وأكثَرُهُم لِلحقِّ كارهونَ» (المؤمنون، 70).
والحفاظ على الحق في الحياة أعلى القيم الإنسانية، وأكبر مسئولية تقع على كاهل الفرد. لذا فإن الهروب من مسئولية تحمل الحق تستقطب الغالبية العظمى منا، خصوصاً إذا كان الوقوف مع الحق يجلب أذى نفسياً ومادياً على صاحبه، وربما يشعر بعزلةٍ في مجتمعه، وهذا ما يؤكده الإمام علي (ع) في قوله «لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه». لذا أصبح طريق الحق موحشاً لخلو طريقه من مرتاديه، فالجمع عيدٌ، والوحدة وحشة، حين يرى الواقف في الحق وحيداً، وهو المتضرر وهو البعيد وهو المتؤذي وليس له ذنب سوى وقوفه مع الحق الذي يحتاج نَفَساً طويلاَ، وصبراً مريراً، وجهداً مكلفاً.
قليل في هذا الزمان من يدفع وغيره يكسب، والشهامة فيمن لا يبالي من الضرر مهما بلغ حدته ومدته إذ لا يحدوه إلا أنه على الحق، ويبحث عنه ويقره، بغض النظر عن مدى استفادته هو وأتباعه.
اليوم البحرين تعيش حالة من البحث عن الحق تحت أوجه عدة، الطريق طويل فمن يصمد ليواصل في الأمواج العاتية، هي ضريبة المتمسكين بالحق، فمازلنا في منتصف الطريق، ولسنا بحاجة إلى الاستباق بالسلب أو الإيجاب ما دام الحق هو الذي يسوقنا ولو كان الطريق صعباً.
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 4155 - الثلثاء 21 يناير 2014م الموافق 20 ربيع الاول 1435هـ
الحين
الحين لو الحكومة عاطية الشعب حقوقه شان ماصار الي صار راحة جابة لينه المجنسين وعطتهم حقوق الشعب منهو اولى الشعب لو المجنسين دائما الحكومة تبحث عن المشاكل ولين ثار الشعب اتهمتهو بالارهاب وزجت به داخل السجون المشتكى لله والله ياخد الحق المسلوب
سلام الله علبك با با الحسن
لا تستوحشوا طريق الحق لفلة سالكيه