أصابني التشاؤم لفترات طويلة وأنا أرى أن الحوار الوطني بين الدولة والمعارضة لم يصل إلى شيء ذي قيمة عملية. وكنت قد كتبت مقالاً الأسبوع الماضي أنعى فيه الحوار، وأشير إلى بعض المخاطر التي ستصيب البحرين بسبب ترك الحوار والمضي بالبلد إلى المجهول.
ولعل الله أراد أن يعطيني درساً في عدم اليأس فقد يأتي الفرج في اللحظات الأخيرة التي لا يتوقعها الإنسان، فالرسول الكريم علمنا أنه لا يغلب عسرٌ يسرين، اعتماداً على ما ذكره الله في سورة «الانشراح». ولعل يسر الحوار والذي جاء بعد ثلاث سنوات من العسر جاء في توجيه ملك البحرين لولي عهده بمواصلة الحوار حتى اكتمال المشوار، وقد فتح هذا التوجيه باباً واسعاً للعمل الجاد الذي يوصل البحرين إلى بر الأمان، ويبعدها عن التمزّق والضعف والانحلال.
ردود الفعل على توجيه الملك ومساعي ولي العهد توحي بكثير من الاطمئنان؛ فوزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد آل خليفة زفّ الخبر إلى المفوضة السامية لحقوق الانسان السيدة نافي بيلاي، حيث أطلعها على آخر التطورات الحقوقية والسياسية في البحرين. وكذلك اجتماع ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد مع الأطراف المشاركة في الحوار تنفيذاً لتوجيهات الملك الذي طلب منه إزالة كل العوائق التي تعترض الحوار الذي يحقق آمال وتطلعات كل البحرينيين. هذا الخبر أسعد المفوضة فأثنت عليه وقالت إنها ستدعمه للوصول إلى ما يحقّق طموحات الشعب البحريني.
أميركا هي الأخرى سارعت إلى الثناء على خطوة الملك، فأعلنت سفارتها في البحرين عن دعمها لجهود الملك الإصلاحية التي تهدف إلى توسيع الحقوق الأساسية لكل المواطنين، وإشراك الجميع في صياغة القرارات التي تؤثر عليهم. ونقلت صحيفة «الوسط» قول السفارة «لايزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لكننا متشجعون لرؤية الحكومة وجماعات المعارضة والشخصيات الرئيسة في المجتمع تناقش سبل العمل معاً لاتخاذ خطوات مهمة على الطريق نحو الحوار والمصالحة».
وقد فعلت وزارة الخارجية الفرنسية الشيء نفسه فطالبت السلطات والمعارضة بالإصلاحات التي تأخذ في الاعتبار تطلعات جميع البحرينيين.
المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان طالبت بالتعاطي الايجابي مع هذه الفرصة، كما طالبت بضرورة حماية المسار الديمقراطي والحفاظ على جو التعايش والوسطية والقبول بالآخر التي تتميّز بها البحرين، ودعت إلى نبذ الفتنة والعنف والخلافات والمشاحنات. كما كان للمؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني موقف مشابه حيث رحب رئيس مجلس أمنائها بخطوة الملك وقال -حسب «الوطن» البحرينية»: «إنها بثت الأمل والتفاؤل في المجتمع البحريني الذي بات قلقاً بعد تعليق جلسات حوار التوافق الوطني».
كثيرون رحّبوا بهذه الخطوة من داخل البحرين ومن خارجها، وهذا يؤكد أهميتها، كما يلقي في الوقت نفسه عبئاً إضافياً على سمو ولي العهد وكذلك كل الأطراف المشاركة في الحوار، فالفشل هنا ممنوع ولا مكان له، لكن الذي استوقفني قليلاً هو بعض تعليقات مجموعة من المشاركين في الحوار، إذ لاحظت فيها ميلاً إلى تحميل طرف عبء الفشل السابق وإن بطريق التلميح الذي يفهمه الجميع. فقد قال بعضهم: «يجب إيقاف العنف والتطرف قبل الحوار، وكذلك عدم تدخل قوى أجنبية في الحوار». ولكن الأغرب من هذا كله قول بعضهم: «إن المتحاورين يجب أن يكونوا بحرينيين مئة في المئة»! ولست أدري هل في البحرينيين من يحمل جنسية 50 % مثلاً؟ أم أن في الأمر شيئاً لم أفهمه باعتباري لست بحرينياً؟!
على كل حال لم أستطع هضم هذا الكلام، ولعله لا يكون محاولةً لوضع عراقيل في طريق الحوار وقبل بدايته.
الجميل في الموضوع والمشجّع عليه هو اللقاء الذي عقده سمو ولي العهد يوم الأربعاء الماضي مع وفد من جمعية «الوفاق» برئاسة الشيخ علي سلمان، وكذلك مع وفد من ائتلاف جمعيات الفاتح وممثلي السلطة التشريعية، وأعلن في هذا اللقاء عن بدء مرحلة جديدة من الحوار بعد التوقف الطويل الذي دام لحوالي ثلاث سنوات. وهذا اللقاء كما أعتقد يمثل مرحلة جادة وجديدة من الحوار الذي أعتقد أنه سينتهي إلى ما يحقّق آمال البحرينيين جميعاً.
لم أتابع موقف المملكة العربية السعودية من دعوة ملك البحرين للمضي في الحوار الوطني مع أنني أجزم أن السعودية يفرحها لم شمل البحرينيين واتفاق كلمتهم، ولكنني أود أن تدخل السعودية بقوةٍ على خط التصالح حيث لها مكانة خاصة عند جميع الفرقاء، وكذلك عند ملك البحرين وكافة المسئولين في الدولة.
على كل الذين سيشاركون في الحوار أن يضعوا مصلحة بلدهم قبل أي مصلحة أخرى، وأن يدركوا أن اقتصاد البحرين تأثر كثيراً بما يحصل فيها من اختلاف، كما أن نظرة الآخرين لها سياسياً قد تغيّر أيضاً وهذا ليس في مصلحة أحد.
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 4154 - الإثنين 20 يناير 2014م الموافق 19 ربيع الاول 1435هـ
الحقوق واضحة
فما الداعي للحوار؟ سوى تمييع المطالب واللعب بالوقت.
صراحه
الوضع مايبشر بصير حل ليس تشائم بس افعال الحكومة فى الفئه المغضوب عليها والاحكام التعسفيه وظلم الشعب اليومى والقمع اليومى لايبشر انه هناك راح اصير حل والله ياخد الحق المسلوب
التفاؤل
نعم يا أستاذ التفاؤل قد تتكاثر على الإنسان والمحن والمصائب ويصل الى مرحلة من اليأس ولكن عين الله لا تنام وأمره في ثانية إذا أراد ولو حاول البعض وضع العصا في العجلة لوقف مسيرتها لمآرب خبيثة في نفوسهم لن نيأس وثقتنا بالله كبيرة مع خالص تحياتنا لشخصك الكريم
لن تنجح المساعي إلا إذا ..........
لا يوجد حل وسط , القضاء على الإرهاب وتجفبف منابعة, وأخذ ضمانات ممن يدعم الإرهاب , قبل الحوار .
خذها مني كلمة والله وراء القصد
نحن من هدمت مساجدنا وانتهكت اعراضنا وقطعت ارزاقنا وسفكت دماءنا وزج بالسجون اطفالنا ونساءنا وشبابنا وروعنا في مداهمات ليلية !! نحن وبكل فخر لم نيأس يوما ولم يصل التشأوم لقلوبنا .. في كل يوم نزداد يقينا ان الله الواحد الاحد لا يترك عباده المظلومين ومهما اشتدت ظلمة الليل يأتي الفجر ممهدا لاشعة الشمس الوضاءة الدافئة ..
اقتصاد البحرين تأثر كثيراً......ضحكتني
يعني همك اقتصاد البلد ونحن الموطنين الي منا الشهداء والمصابين والسجناء والذين فقدوا وظائفهم واكبر وأخطر شئ فقدوا أو افقدوا كرامتهم من خلال مجنسين .....كانوا لايجدون الكرامة في بلدانهم اصبحوا يضربون المواطن وابنه على صدره.....وفي نهاية المقال تول تأثر الاقتصاد .
نريد حلا بلا الغام ولا نوايا خداع للشعب
ايا يكن الحل فشعب البحرين شبع من الانقلاب على حقوقه وشبع من نكث العهود لذلك اصبحت اعادة الثقة صعبة بسبب ما حدث
الجميع يريد الحل ولكن قل لي ايها الكاتب
هل يخدم الحوار تجنيس المزيد من الاجانب؟
هل يخدم الوضع تكريس الطائفية؟
هل يخدم الحوار العسف القضائي؟
هل وهل والف هل
أنت الفاهم يا أستاذ
ولست أدري هل في البحرينيين من يحمل جنسية 50 % مثلاً؟ أم أن في الأمر شيئاً لم أفهمه باعتباري لست بحرينياً؟
لا والله يا أستاذ محمد علي الهرفي تفهم وتعرف كل شيئ ,,
نحن البحرينين متسامحين ولسنا عنصريين وساشرح معنى نصف بحريني
البحرين مفتوح ومضياف كوني بحريني اب عن جد عن جد عن جد يعني بيور بحريني يأتيك الضيف للعيش الكريم وطلب الرزق وهو من دولة يشتمونها ليل نهار ويطيب المقام له ويتزوج وينجب أبناء ويحصلون على الجواز يقومك بعدها بشتمك ويتهمك بعمالة بلده وبلد اباءه ويتنكر لااصلة لوكنت مكانه لم تنكرت لااصلي ابدا لافتخرت ولدينا جزء يفتخر والجزء الثاني يستعر ويشتمك
العقل زينة والتنطع جهالة
على الأقل هذه مواقف مشرفة ولو كانت سذاجة شرحك تنم عما بداخلك ورفض التبعية والوطنية والتمسك بالعروبة ليس فيها ما يشين و ما يشين من يتأمر على وطنه ويذهب إلى الدولة المعنية ويقبل رؤوس قياداتها ويعلن نفسة خادم لهم
مشكلة
والجزأ الثالث يعلن نفسة خادما ويقبل الرؤوس إياها
مشكور على فقرة ما قبل الاخيرة
نريد حلا بحرينيا خالصا دون تدخل اي طرف اجنبي وخارجي نحن البحرينيون قادرون على صياغة الحل الذي نريد فقط لتكف عنا ايادي التدخلات الاجنبية كلها القريبة والبعيدة ومشكورة مساعيكم
ملاحظة
في الفقرة قبل الاخيرة شك ودليله وجود درع الجزيرة ونقطة على السطر
الحوار الثالث مقدماته تنبؤ بالفشل
الحوار الاول والثاني هو حوار شكلي بمعنى الكلمه وليس له علاقه بشيئ اسمه حوار . والسلطه ارادت فرض شروطها وان تقول للعالم ان هناك حوار ولكن تريد ان تكون نتائجه مفصله على شهية النظام تجاهل مطالب المعارضه الممثل لغالبية الشعب ..اما الحوار الثالث فانه من المتوقع ان يفشل كسابقيه وهذا ما لا نتمناه بسبب عدم تهيئة الاجواء من السلطه للحوار وانقطه الاهم ان المعارضه بعد هذا الكم من الانتهاكات المختلفه لا يمكن ان تتنازل عن المطالب في المقابل السلطه ايضاً لن تقدم تنازلات وهذا يعني ان الفشل حتمي
سيدي نريد ان نعيش وكرامتنا محفوظة فهل هذا المطلب صعب
هل يستوجب علينا ان نكون الضحايا والمهمشين فقط كوننا اصحاب مذهب مختلف لمن يملك القرار اي مطالبة اي قول لكلمة حق اصبحنا خونة صدقني سيدي الكاتب ان تعرف الحقيقة ونحن نقول معتقدنا يخصنا نحاسب عليه من ربكم الذي هو ربنا فلماذا تضيق علي باسم الرب وتكفرني خلني على قد عقلي لكن لن أرضى ان تستعبدني وتهينني بسبب مذهبي فلقد ذلك الزمان