افتتح وزير العمل ، رئيس المجلس الأعلى للتدريب المهني ، جميل محمد علي حميدان، اليوم الاثنين (20 يناير / كانون الثاني 2014) ندوة حول "الاستفادة من الاختلافات الثقافية والتناقضات الاستراتيجية"، التي أقيمت تحت رعايته، بمشاركة الخبير الألماني مايكل بوخمان، وذلك بفندق الخليج.
وفي كلمته الافتتاحية، أشاد حميدان بمبادرة مؤسسة النقل الجوي والسياحة للاستشارات برئاسة محمد بوزيزي لاختيارها موضوعاً مهماً يتمحور حول "الاستفادة من الاختلافات الثقافية" وكيفية التعامل معها لخدمة العمل والانتاج، إضافة إلى اختيار المحاضر الدكتور مايكل بوخمان، لما يتمتع به من خبرة دولية في مجال التقريب بين الثقافات المتنوعة لتقديم خبراته العملية وطرح مفاهيمه الحيوية والمبتكرة.
وأكد حميدان على ضرورة التفاعل والتواصل والتحاور بين مختلف الثقافات في المؤسسة الواحدة ناهيك عن المؤسسات العابرة للحدود، خصوصاً وأننا نعيش في عصر العولمة، الذي يستدعي بذل المزيد من الجهود ليعرف كل منا الآخر بطريقة أفضل، مع تعزيز فرص تبادل الآراء المتاحة وصولاً لفهم أفضل وأوسع بين المجتمعات الإنسانية، وسعياً إلى ترسيخ علاقات اجتماعية ودولية قائمة على الثقة والاحترام المتبادل بين الجميع، لافتاً إلى أن من أهم الآليات التي تساعد على نشر المعلومات والرؤى في إطار تعزيز ثقافة الحوار، والتسامح، والاحترام، والتعايش السلمي بين الشعوب هي وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، والمؤسسات التعليمية والفكرية والبحثية وغيرها.
وأشار حميدان إلى أن قضية التنمية البشرية باتت تشكل اليوم محوراً أساسياً في دعم وتعزيز اقتصاديات الدول، وأن الارتقاء بها وتطويرها هو مدخل للتنمية المستدامة وتبوء مراكز فاعلة ومؤثرة على الصعيد الدولي. ومن هذا المنطلق فقد كان حرص حكومة البحرين على الاهتمام بالتنمية البشرية بارزاً ومركزاً، اتسم بالجدية والصدق والتجديد.
وأكد وزير العمل على أن من أهم عوامل هذا النجاح استمرار التعاون والتلاحم بين الجهود الرسمية والقطاع الخاص المتمثل في مؤسسات التنمية البشرية، حيث تتجسد الصورة الواضحة لدور القطاع الخاص في دعم العملية التنموية إلى جانب الدور الحكومي وباقي الشركاء في المجتمع، مضيفاً إن هذه المؤسسات لعبت دوراً بارزاً وفاعلاً في الارتقاء بالعنصر البشري ورفع كفــاءة الأداء والإنتاج لدى العامليــن المواطنين في القطاعين الحكومي والخاص حتى بات العامل البحريني يتمتع بقدرات مشهودة في المجالين الإداري والتقني لمواكبة التطورات العلمية المتسارعة.
وقال حميدان إن التحديات العالمية التي تفرضها العولمة والتطور التقني المتسارع والانفتاح العالمي يدفعنا أن نطرق أبواباً تسهم بتقريب التفاوت والاختلافات الثقافية والاجتماعية، لذلك فإننا في حاجة ماسة إلى مثل هذه الملتقيات الحيوية، وإلى المزيد من المحاضرات والندوات التي تتعرض لثقافة المؤسسات والعلاقات الاجتماعية بين العاملين بمختلف جنسياتهم ومشاربهم الثقافية والاجتماعية من أجل ترسيخ مبدأ التسامح والتفاهم وتأسيس علاقات إنسانية وبيئة عمل صحية تؤدي في النهاية إلى مزيد من الانتاجية والنمو إلى تكريس قيم المحبة والسلم الاجتماعي.
من جانبه أعرب المدير الإداري لمؤسسة النقل الجوي والسياحة للاستشارات محمد بوزيزي، عن بالغ شكره لوزير العمل على رعايته للفعالية ومساهمته في انجاحها من خلال توفير كافة سبل الدعم، منوهاً بدعم الجهات الراعية للفعالية، لافتاً إلى أن السعي إلى التقريب بين الثقافات المتنوعة يساهم في جعل العالم أفضل من خلال وجود بيئة عمل مثالية لتنمية الموارد البشرية والتطور في مختلف المجالات.
بعدها قدم بوخمان استعراضاً لمحتوى الندوة، مشيراً إلى أهم الاختلافات الثقافية التي تؤثر على أسلوب البشر في التعامل مع بعضهم البعض، وحتى في طريقة كلامهم وتعبيرهم عن أفكارهم، مستشهداً بعدة نماذج من قارة أوروبا وشرق آسيا والدول العربية، لافتاً إلى أن ذلك الاختلاف يجب أن يدار بطريقة صحيحة ليكون نقطة ايجابية تصب في صالح المؤسسة التي يعمل بها من ينتمون إلى ثقافات مختلفة ومتعددة، مؤكداً على أنه من خلال هذه الندوة سيتاح للمشاركين فرصة التعرف على أفضل السبل لتحقيق التكيف والتوافق بين الثقافات المختلفة، ومن ثم استثمار ذلك الاختلاف لتحقيق نتائج إيجابية تعود بالنفع على المؤسسات التي يعملون بها وعلى المجتمع بشكل عام.