أعلن وزير الخارجية الخميس الماضي التوصل إلى اتفاق مع المفوضة السامية لحقوق الإنسان في جنيف بشأن الإطار المرجعي للتعاون التقني وبناء القدرات بين البحرين ومكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان.
في الأعوام الثلاثة الأخيرة، ومع زيادة انتهاكات حقوق الإنسان بصورةٍ غير مسبوقة في تاريخ البحرين الحديث، كماً ونوعاً، وصدور عدة تقارير من منظمات حقوق الإنسان المستقلة أو تلك التابعة للأمم المتحدة، لجأ النظام إلى القفز على المطالب الدولية بتحسين أوضاع حقوق الإنسان، التي صدرت في جنيف بتصويت 47 دولة من مختلف قارات العالم. وقد سجّلت البحرين قصب السبق في الحصول على أعلى عددٍ من التوصيات المتعلقة بضرورة احترام حقوق الإنسان في تاريخ المنظمة الدولية.
اليوم، مازلنا نقف على مفترق طرق، فانتهاكات حقوق الإنسان وحالات التعذيب مازالت مستمرة، وأعداد المداهمات والاعتقالات مازالت في تزايد، وبصورةٍ يجري توثيقها شهرياً من قبل المنظمات الحقوقية البحرينية. هذا في الوقت الذي تعرب فيه السلطة عن ترحيبها بتوقيع «الاتفاق الإطاري» مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وكأن جوهر القضية ينحصر في مجرد توقيع الاتفاقيات.
الواقع على الأرض مختلفٌ عن المناورات، فهناك أعدادٌ كبيرةٌ من المعتقلين والسجناء، تجاوزت الثلاثة آلاف مواطن، بينهم عشرات النساء والفتيات، من مختلف المناطق والأعمار والمهن. وهي نسبةٌ عاليةٌ جداً مقارنة بعدد السكان (الأخوة الفلسطينيون عددهم 11 مليوناً من بينهم 4500 معتقل فقط).
السجناء والمعتقلون السياسيون يصنّفهم الإعلام العالمي معارضين سياسيين، وتعتبرهم منظمات حقوق الإنسان «معتقلي رأي»، رغم إصرار الجهات الرسمية على اعتبارهم إرهابيين ومجرمين وغيرها من توصيفات ونعوت لا تُشترى في سوق السياسة أو الإعلام العالمي.
الإعلام الرسمي وشبه الرسمي، لم ينجح إطلاقاً طوال الأعوام الثلاثة الماضية في التسويق لروايته، ولن ينجح في تحقيق هذه المهمة لسبب بسيط: هو وجود رصد دقيق وعملية توثيق لكل ما يجري على الأرض. ويساعد على ذلك توفر أجهزة التصوير بيد الجميع، خصوصاً الهواتف النقالة بتطبيقاتها الحديثة، التي توصل الفرد بشبكة الانترنت، وتتيح له نشر الأخبار والصور لحظة وقوعها، بفارق ثوانٍ معدودة.
ترحيب الخارجية بـ «اتفاق الإطار المرجعي للتعاون التقني مع مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان»، لن يغيّر من حقائق الأمور، ولن يحسّن من سمعة البلد في المجال الحقوقي، مادامت الانتهاكات مستمرة. ومن المحزن حقاً أن تنشر أخبار وصور للمعتقلين والسجناء، في أوضاع غير لائقة بكرامة الإنسان. وآخرها صورة للمعتقل الكفيف علي سعد بثيابٍ لا تقيه من البرد، والقيد في يده بأحد ممرات المستشفى، كما ورد في تغريدات المحامي محمد التاجر على موقع «تويتر».
التاجر تحدّث أيضاً كناشط حقوقي، عن أمثلةٍ أخرى للانتهاكات، منها منعه من زيارة أحد موكليه لعشرة أشهر رغم تصريح المحكمة مرتين؛ وإعادة مريضٍ إلى السجن «بعد يومٍ من العملية الجراحية ما يعني أن الدولة مازالت مستمرة في الاستخفاف بأرواح الموقوفين وموتهم لا يشكل لها أي مشكلة»، وتساءل: «هل يقبل أي مسئول في الداخلية أو الصحة أن يتم إخراجه من المستشفى بعد يوم من إجراء عملية جراحية في الرئة وفي مثل هذا الجو البارد؟
إنه تساؤل يجب الإجابة عليه بصدق، قبل توقيع الاتفاقية الإطارية المرجعية!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4152 - السبت 18 يناير 2014م الموافق 17 ربيع الاول 1435هـ
عطونا وجه رحم الله والديكم
يا قاسم حسين رحم الله والديكم و احبابكم ما في غيرك يتكلم بكل صراحه و شفافيه ، اتكلم لنا عن التامينات الاجتماعية وقانون شراء مده الخدمه في القطاع الخاص مثل ما يحصل بالقطاع العام ، قانون من شهر ابريل لحد الان لم ينفذ ليششششششششششششششششش ؟
والله غريبه
هذا يسمى حقد دفين محفور منذ عشرات السنين في بعض النفوس المهووسه بالأنتقام فكفي بالأستخفاف بالمواطن البحريني * الجوهره *
كما يجب أولاً الإجابة بصدق على كل متهم بجريمة التكفير في حق المسلمين!
بالعربي! الطلب من التكفيري الذي يجعل السنة نواصب نشر فتوى أو خطاب من المرجع الأكبر أن السنة ليسوا نواصب أو كفار. و الطلب من التكفيري الذي يجعل الشيعة روافض نشر فتوى أو خطاب من المرجع الأكبر أن الشيعة ليسوا مشركين أو كفار. وغير هذا فلن تجمعنا إلا الأهازيج الوطنية!
هذه الاتفاقيات لا تمر على المنظمات الحقوقية
وقعت الحكومة العديد من الاتفاقيات مع العديد من الدول والمنظمات الحقوقية وشركات العلاقات العامة معتقدةً ان العالم غبي ولا يفهم ألاعيب الحكومة. ولكن ماذا جنت ؟ أكبر توصيات انتهاكات حقوق الانسان في العالم.ادانة من الدول والمنظمات التي وقعت مع بعظها تلك الأتفاقيات. بمعنى ان العالم ليس كما يعتقدون مجرد مصالح وبس. اغبياء الحكومة هم من يعتقد ان الأمور ستسير هكذا اما العارفين بالوضع فلهم رأي آخر
دولة الأطر الديكورية
إمعان في الحاق الأذى حرمان تجاوزات كلها موثقة لصور الديكورية جاهزين
أعدادٌ كبيرةٌ من المعتقلين والسجناء، تجاوزت الثلاثة آلاف مواطن، بينهم عشرات النساء والفتيات، من مختلف المناطق والأعمار والمهن!!!
وجود هذا العدد الهائل من المعتقلين والسجناء ومن جميع المهن والمستويات من أطباء وممرضين وأكاديميين وطلبة جامعيين مؤشر على عمق المعارضة !!
سؤآل للدكتور منصور الجمري
وانا اسأل الدكتور منصور الجمري الذي اشاد بالاتفاقيه في احد اعمدته دون ان يتطرق الى ما تطرقت اليه يا سيدنا الفاضل .. وكنت اتمنى تقوم الوسط باستضافة وزير الخارجيه وتوجيه الاسئله المذكور في عمودك اليوم حتى لا يكون الخبر والاتفاقيه مجرد خبر وحتى يتبين لنا الخيط الاسود من الخيط الابيض
واذا بليتم فاستتروا!!
شكرًا لك سيدنا على هذا المقال الجريئ، ولم نعهد من قلمك الا الصراحة والجرئة. اعتقد ان وزير العدل أقر في أحد المقابلات بأن الحكومة تزمع استخدام المعتقلين السياسيين كورقة مفاوضة (مقاصصة) مع المعارضة. أي حين يتم إجبار الحكومة، من الداخل أو الخارج، على تقديم تنازلات تفوق ما خططت له، سوف تستخدم إخلاء سبيل المعتقلين كحل بديل عن بعض التنازلات لكي تغري المعارضة بخفض سقف مطالبها. هذا أسلوب رخيص ولم يعد هناك من يستخدمه سوى دول العالم الديكتاتوري.