هناك العديد من الأمثلة الشعبية التي قيلت منذ عشرات السنين لكنها بقيت مرتبطة ارتباطا كبيرا بواقعنا الحياتي الذي نعيشه أو تمثل بعض صوره، ومن هذه الأمثلة «صاحب بالين كذاب» فهو ينطبق اليوم على ظاهرة امتهان مجموعة من رجال الصحافة الرياضية مهنة العلاقات العامة سواء في الأندية أو الاتحادات الرياضية، ولا اقصد العاملين في المؤسسات الحكومية لان تلك وظيفتهم على حساب عملهم الفرعي في الصحافة الرياضية، وهي تجربة غنية بالنسبة لي مررت بها في حياتي العملية ووجدت الفارق الكبير بينهما، أقدمها في هذا المقال من باب العلم بالشيء وليس من باب التفاخر.
حينما أنهيت دراستي ودخلت عالم المهن وانتظمت في حقل التدريس كوني حاصل على دبلوم المعهد العالي للمعلمين تخصص التربية الرياضية. وبفضل هذا الشهادة وجدت نفسي مدرسا في المدرسة التي درست فيها ردحا من الزمن حينما كنت طالبا في مرحلة الابتدائي والإعدادي وقضيت فيها أياما جميلة لا تنسى وهي مدرسة «الغربية» التي أطلق عليها فيما بعد مدرسة أبو بكر الصديق.
ولأنني كنت مولعا بالكتابة منذ كنت طالبا شاركت في تحرير دورية «مرآة الحورة» التي كانت تصدر عن مدرسة الحورة الثانوية للبنين. لذلك بعد أن تخرجت ودخلت عالم المهن شدتني مجلة الرياضة التي أسسها المرحوم عبدالرحمن عاشير «رحمة الله عليه»، وكانت من أجمل اللحظات حينما طلب مني مدير التحرير طيب الذكر حسن عثمان أن أغطي مباريات كرة اليد والطائرة والسلة والعاب القوى التي كانت مهضومة الحق في المجلة قياسا باللعبة الشعبية الأولى كرة القدم التي كانت محور اهتمام بقية الزملاء وتغطياتهم الرئيسية.
ومنذ ذلك العهد عملت في مهنة الصحافة الرياضية بتفان وإخلاص، وكانت ثمرته تبوئي منصب مدير تحرير مجلة الرياضة على رغم صغر سني بعد عودة عثمان إلى وطنه أم الكنانة مصر العربية. كما نجحت فيما بعد في تأسيس قسم رياضي ناجح في مجلة هنا البحرين التي تصدر عن وزارة الإعلام مع زملاء لي في المهنة. استمريت في تحريره حتى جاء الشيخ فواز بن محمد العام 2000 في رئاسة المؤسسة العامة للشباب والرياضة وعهد لي مهمة رئاسة قسم العلاقات العامة. حينها فضلت لأول مرة في حياتي العملية الابتعاد عن عالم الصحافة الرياضة بسبب إيماني الشخصي بأن عمل العلاقات العامة والصحافة لا يلتقيان في طريق واحد، ولا في الخط المهني على رغم تشابك مفهومها. فالأول يقدم الصورة الجميلة الناصعة للجهة التي يعمل فيها، أما الآخر فهو يعري الحقيقة ويكشف المستور ويفضح الأخطاء، ما يؤدي إلى التصادم بينهما.
وعلى رغم نجاحي في العلاقات العامة إلا أن الحنين كان يشدني شدا إلى مهنة المتاعب ولم يهدأ لي بال حتى تركت الوظيفة بعد خمس سنوات على رغم النجاحات التي حققتها آنذاك لأتفرغ بالكامل إلى العمل الصحافي الرياضي.
أقول في ختام مقالي، كم من تجربة مرت بها الصحافة الرياضية البحرينية لبعض الأقلام التي ارتضت أن يسخر حبرها لعمل العلاقات العامة من اجل المال فقط على حساب المهنية الصحافية التي تبتغي في المقام الأول والأخير الأمانة الصحافية. وهو ما يتماشى مع المثل القائل «صاحب بالين كذاب».
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4152 - السبت 18 يناير 2014م الموافق 17 ربيع الاول 1435هـ
اتحاد كرة القدم
بضبط في اتحاد كرة القدم
العلاقات العامة والصحفي شخص واحد
صحافتنا
فالحه تخدم الدوريات الاجنبيه اكثر من الالعابنا المحليه
احنا ابطال الخليج في الالعاب الجماعيه بالصالات كلها وللاسف
اعلامنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا سيء بما تحمله الكلمة
بطوله اليد تبقت عليها ايام معدوده ولا في دعم اعلامي رفيع المستوى يناسبها