شهد شارع البديع خلال السنوات الماضية زخماً غير مسبوق في حركة البناء، وخصوصاً المجمَّعات والمحلات التجارية وانتشار المقاهي والمراكز المالية وفروع البنوك، في الوقت الذي لايزال الطلب فيه مستمراً على مساحات التأجير، وهذا ما دفع مستثمرين بحرينيين للبدء في تنفيذ فكرة تبلورت في ثلاث سنوات وهي سوق تراثية وسياحية تقدِّم مختلف الخدمات على شارع البديع.

وتقوم شركة «بوابة دلمون» بتنفيذ أهم مشروع لها حالياً وهو «سوق دلمون» على أرض تبلغ مساحتها 5.2 آلاف متر مربَّع، لتكون أول سوق مبنية بالكامل على أساس تراثي يحاكي الموروث الشعبي البحريني؛ إذ سيتم استخدام الخشب في جميع الديكورات والأبواب والنوافذ وذلك باستثمار يتجاوز المليوني دولار.

وأوضح المدير العام لشركة بوابة دلمون عبدالله علي، أن المشروع سيوفر نحو 80 محلاً متاحاً للتأجير بأسعار تنافسية وفي المتناول وعلى مساحات مختلفة، لافتاً إلى أن المشروع سيقام على مساحة أرض تبلغ 5232 متراً؛ إذ ستكون مساحة الطابق الأرضي نحو 1262 متراً في حين ستكون مساحة الطابق الثاني 1579 متراً، إلى جانب منطقة خدمات تبلغ مساحتها 3516 متراً؛ إذ يقع المشروع على شارع البديع العام وقبل دوار سار متجهًا نحو الشرق من جهة اليمين .

وأعتبر علي أن الاهتمام بالتراث والثقافة والعادات والتقاليد «سمة مميزة لمسيرة النهضة في البحرين، كما أن أحياء الموروث الحضاري البحريني فكرياً وثقافياً ومعمارياً والحفاظ عليه من خلال التعبير عن الجوانب الثقافية للنهضة البحرينية الحديثة».

وتابع «إيماناً منا بأهمية قطاع السياحة وكونه صناعة نامية على المستوى العالمي؛ إذ أصبح يشكل أحد العائدات الأساسية لكثير من دول العالم المتقدمة، قمنا بطرح فكرة هذا المشروع التجاري الذي يحمل الطابع التراثي لما تتمتع به مملكة البحرين من مقومات سياحية عديدة ومتميزة في موقعها الوسيط كبوابة بين شرق العالم وغربه».

وأشار إلى أن رؤية مشروع «سوق دلمون» هي أن «يكون مشروع سوق دلمون من أهم المشاريع التجارية على شارع البديع والذي يدمج بين عبق الماضي وتكنولوجيا الحاضر، في حين تتلخص أهدافه في «تنشيط العمل التجاري من خلال توفير محلات تجارية لمنطقة شارع البديع ذات الكثافة السكانية العالية، وترسيخ الطابع الشعبي البحريني، وتوفير واجهة سياحية تراثية لمملكة البحرين، وإحياء الأجواء التراثية من خلال الطابع الشعبي للسوق».

وأوضح علي أن الخدمات التي توفرها «سوق دلمون» ستشمل «وجود مواقف سيارات تتسع لما يزيد عن 60 سيارة، ومصاعد وسلالم داخل المجمع، كما تتميز السوق بوجود أربع بوابات رئيسية، ومرافق صحية، وخدمات أمن على مدار الساعة، كما تحتوي على صالة ألعاب للأطفال، وجلسات شعبية «.

وأوضح المدير العام لشركة «بوابة دلمون» بشأن مقاولة المشروع، بأنه تم توقيع عقد بناء «سوق دلمون» بتاريخ 19 ديسمبر/ كانون الأول 2013 مع شركة الجذور العقارية، وتعتبر شركة الجذور العقارية شريكاً مع بوابة دلمون في المشروع. وسيتم الانتهاء من المشروع خلال 18 شهراً من تاريخ توقيع العقد».

شارع البديع متعطِّش للمشروعات

من جانبه رأى المستشار المالي والإداري في شركة «بوابة دلمون» والتي تعمل على تقديم مجموعة من الخدمات العقارية المختلفة، محمد شعبان، أن شارع البديع لايزال «متعطشاً للمشروعات التجارية ومساحات التأجير، وهذا ما يعكسه الطلب على المجمَّعات التجارية التي ظهرت في السنوات الماضية على شارع البديع».

وتابع «ما يميز «سوق دلمون» عن غيره من المشروعات في البحرين أنه سيكون بطابع تراثي بحريني بالكامل يعكس البيئة المحلية من خلال الأبواب والنوافذ والخشب المستخدم، بصورة تعكس الحضارة البحرينية وتوفر خدمات تسوق ومقاهٍ ومطاعم محببة للمواطنين والأجانب على حد سواء».

وأوضح أن « سوق دلمون» ستكون منطقة جذب سياحية مع توفير المحلات التي تهم السياح والتي تبيع المنتجات التقليدية والتي تحاكي الحضارة البحرينية إلى جانب قربها من المملكة العربية السعودية وقربها من منطقة سار التي يسكنها عدد كبير من الجاليات الأجنبية؛ إذ ستشكِّل السوق واجهة محبَبة للكثيرين».

واعتبر شعبان أنه ينبغي على المستثمرين المساهمة في تنمية المجتمع المحلي عبر الاستثمار في البحرين وخلق فرص عمل جديدة للشباب، بحيث تعم الفائدة على الجميع.

مقاول ومصمِّم المشروع

وأوضح شعبان أن شركة «بوابة دلمون» وشريكها شركة «الجذور» قد أرسيتا عقد بناء المشروع على شركة الحلاق وهي أحدى شركات المقاولات البحرينية لتشييد المجمَّع التجاري.

كما أوضح بأن الرسوم التراثية والتصميم البحريني للمشروع قد قامت به شركة «الرواق الهندسية»؛ إذ قامت بعمل التصاميم الكاملة بما فيها النقوش على الخشبيات مثل الأبواب والنوافذ والحواجز وغيرها.

اهتمام بالمشروع

وأوضح شعبان أن المشروع منذ الكشف عنه قبل ثلاث سنوات حظي باهتمام واسع من القطاع التجاري والرسمي على حد سواء، لافتاً إلى اطلاع رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على مخططات المشروع في أحد المعارض التجارية، وأبدى إعجابه بكل الأفكار التي تساهم في النهوض بالاقتصاد البحريني، مثنياً على الدور الذي تقوم به الوزارات مثل الأشغال وهيئة الكهرباء والماء في مد المناطق الاستثمارية بالخدمات اللازمة.

كما أشار إلى أن أسعار التأجير ستكون بالمتناول، وهو ما عكسته الاتصالات التي تلقاها القائمون على المشروع لحجز مساحات لهم، على رغم أن الشركة لم تعلن بعد بدء الحجوزات، إلا أنه أشار إلى أنه يتوقع أن يتم البدء في تلقي الطلبات بعد نحو أربعة أشهر من الآن ومع تقدم أعمال البناء في المشروع.