العدد 4150 - الخميس 16 يناير 2014م الموافق 15 ربيع الاول 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

الصراع المادي (2)

تضمحل الحضارات بحدوث الكوارث، وقد تكون كوارث بفعل الطبيعة كالطوفان والزلازل والبراكين... الخ، وقد تكون الكوارث جراء تدخل الإنسان كالحروب على سبيل المثال، فالطبيعة أنهت الحضارة السومرية بفعل الطوفان العظيم وقصة الطوفان لا يمكن نكرانها فقد وردت في الكتب المقدسة والملاحم القديمة ويؤكد عليها أيضاً علماء الأركيولوجيا أما الحضارات التي انتهت بفعل الإنسان بسبب الحرب، الحضارة الفارسية عندما غزت الجيوش العربية المسلمة بلاد فارس وضمت فارس إلى الإمبراطورية الوليدة آنذاك.

ما أن تنتهي الكارثة حتى تقوم الجماعات البشرية المتبقية بإعادة تنظيم نفسها لتبدأ من جديد في بناء حضارة جديدة وهنا تظهر الصعوبات والمعوقات أولها في كيف أن تمتص صدمة الكارثة ومن بعدها في كيفية استغلال الموارد المتاحة لديها بعد الكارثة لتعيد بها إنتاج الحضارة، ولأن المعرفة العلمية والتكنولوجيا والفنون والآداب التي وصلت لها الحضارات السابقة هي نتاج تراكمات قديمة والكارثة قد أودت إلى زوال ذاك المخزون الهائل، فالعودة إلى مستوى رقي الحضارة السابق بعد زوال الكارثة مباشرة أمر مستحيل فلابد من أن تقوم الجماعة بمجهودات كبيرة وذلك يحتاج إلى فترات زمنية تطول أيضاً.

خلال فترة إعادة البناء أو إنتاج الحضارة تلجأ الجماعة إلى إعادة استكشاف العلوم التي دثرتها الكارثة ويطلق على تلك العلوم بالعلوم المندثرة، فتنظر الجماعة إلى آثار حضارتها السابقة فتتأمل وتعصف ذهنها لتعرف كيف تم التوصل إلى تلك المنجزات التي أصبحت آثاراً من الماضي، وفي وقتنا الحاضر مازال الرياضيون يتحيرون في كيفية توصل المصريين القدماء إلى الأشكال الهندسية لبعض الأهرامات التي تدخلها أشعة الشمس طوال فترات النهار على رغم أن قرص الشمس متحرك نتيجة دوران الأرض!

وكأن الحضارة دورة ما أن تنطلق من نقطة البداية حتى تصل لنقطة نهاية فتبدأ من جديد، فكم من حضارة حلت محل أخرى فالبابلية أتت بعد السومرية، وما يتسبب في إنهاء بعض الحضارات هو الصراع بين الحضارات أو الصراع داخل الحضارة ذاتها! فالحضارة الغربية تعلم بأنها إلى أفول ولكن ماذا تفعل تجاه الحضارات الأخرى التي يسطع نجمها غير افتعال الحروب والفتن والاستحواذ على ثرواتها وتطبعها بطابع رأسمالي وكل ذلك لتدمير بقية الحضارات لتطيل من بقاء حضارتها التي شاءت أم أبت آفلة.

علي جاسم


المواطن العربي... بين الدبَّابة والكوسا

خرج المواطن العربي من صمته بسؤاله المتكرر كل سنة، قائلاً: إلى متى ينتظر المواطن العربي حلولاً من بلده لعلاج اقتصاده المتخلف عن الركب الدولي بسبب ديونه المتراكمة عليه، والملاحق من قبل «ستناندر آند بورز»، والمتهم بالتخلف العلمي والإختناقات الديمقراطية، وضعف البنى التحتية، وهشاشة الوضع المالي؟

نتيجة تسابقه على شراء الأسلحة الحربية المتطورة، والتي تعرف بالفتاكة والقاتلة، والمواطن محاصر بين شبح ارتفاع أسعارالمواد الغذائية الأساسية، وبين الدبابة والمدفع.

إن سؤال المواطن العربي الغيور هذا أحرج بلده المحمل أصلاً بالعجز المالي بسبب آثارالربيع العربي، التي لا تزال آثاره باقية حتى اليوم، فأحد المواطنين، الذي ركب الدين أخمص قدميه، شاهدته واقفاً في سوق الخضراوات يبحث عن دينار كعادته في محفظته لشراء «الخيار»، بينما صار سعره 3 دنانير، والطماطم 4 دنانير حينها. إن قلق المواطن العربي ناجم من أن إفلاس اليونان أوصل إلى مرحلة التفكير ببيعها، وقد تصل عدواها لمصر لتنتقل لباقي الدول العربية؛ فبحسب وكالة التصنيف الائتماني «ستاندرد آند بوزر» وضع التصنيف الائتماني لمصر إلى نفس مستوى تصنيف اليونان، التي تجاهد للابتعاد عن حافة الإفلاس، وقالت الوكالة أيضاً إن تصنيف مصر الجديد أصبح «-B» بدلاً من «B» مع نظرة سلبية على المدى الطويل. كما أكد المستثمر والملياردير الأميركي الشهير جورج سوروس، أن اليونان ستبقى إلى الأبد عاجزة عن سداد ديونها.

مهدي خليل


النخبة المحايدة ودورها المتوقع لإنقاذ الوطن

من المستفيد من استمرار الأوضاع على ماهي عليه مُنذ 2011م؟ ولماذا أخفق الجميع في إيجاد الحلول للخروج من هذه الأزمة؟

إن استمرار الوضع على ما هو عليه يشير إلى وجود فئه مستفيدة من هذا الوضع. إلا أن الإخفاق والفشل في إيجاد الحل ينقلنا إلى صانعي القرار في الدولة؛ لأن أية محاولة جادة من جانبهم سيكون لها تأثير إيجابي في البحث عن حلول للأزمة.

ولكنهم للأسف فضلوا استخدام الحل الأمني كأداة للحل، ولكن هذا الحل لا يتجانس مع طبيعة الأزمة. وكذلك فضل البعض من الجانب الآخر استعمال العنف لحل الأزمة، مما أعطى مبرراً للميول أكثر للحل الأمني.

والواقع أن الطرفين فشلا رغم مبرراتهم في الوصول إلى حل. وأخطر النواحي التي تفرض التساؤل وتدعو للحيرة هو إخفاق النخبة المحايدة في الوطن من تقديم تصور ذاتي لحل الأزمة. لأن الناس كانت تنتظر منهم الكثير، ولكن خابت الظنون بهم عندما رأوهم صامتين ومنزوين يتفرجون، وفي بعض الأحيان يبكون ويضحكون.

حتى رجال الدين أصبح غالبيتهم يميل للطائفة لا للدين والوطن فأوجدوا بهذا الميول الطائفية البشعة التي اصطف وراءها ضعاف النفوس والمتسلقون، فأخذ بعضهم يكفر البعض ويتهمه بالخيانه.

والحقيقة هم من خانوا الدين والوطن بجر أبنائه للاصطفاف وراءهم لا باسم الوطن، ولكن باسم الطائفة. وكذلك تكدير الإخاء والمحبة. إن مثل هذه التصرفات تكون ذات نتائج مخيفة. وعلى رغم ذلك فإن هناك الكثير من أبناء الوطن عندهم إرادة ثابتة بأن لا خلاف على مصلحة الوطن.

لذلك فإن مصلحة الوطن كان لابد وأن تقود إلى إرادة واحدة للوصول إلى حل أساسه هذه المصلحة، وأساسه العدل، وأن يشعر الجميع بحقيقة المخاطر التي تترتب عليها استمرارية الأزمة، وأن يدخلها الجميع في اعتباره.

وبدون ذلك سيستمر الفشل في الوصول إلى حلول، وسيليه عدم النجاح وعدم القدرة على مواجهة الموقف. مرة أخرى ينبغى على النخبة المحايدة تقديم تصوراتها لإخراج الوطن من هذه الأزمة، وستحاسب من قبل التاريخ والأجيال المقبلة إن لم تفعل ذلك، وستتحمل مسئولية ذلك أمامهم.

خليل النزر


يوميات سيدة عجوز

هناك في حي شعبي تسكن امرأة شاحبة الوجه، مع بروز القليل من التجاعيد تحكي تاريخها وصبرها الجميل على الحياة.

اعتادت السيدة على مزاورة جارتها البدينة الكسولة، وهي في مثل عمرها أو أكبر إن كان صحيح عمرها كما تدعي. فهن كالعادة يتبادلن أحاديهن بين لوم الزمن ومعاتبة الناس والثرثرة النسائية.

وإذا قامت تودع هذه الجارة صاحبتها قامت من أرضها ببطىء وتكاسل وكلمات العجز تلحنها كالمعتاد مع قبلات الوداع على أمل أن اللقاء يتجدد غداً.

تخرج السيدة وتغلق باب بيت جارتها خلفها مع الصرير المزعج، الذي مازال عليه، فتتجه قاصدة بيتها قديم الطراز، الذي تقطن فيه مع قطها بعد أن ودعها أبناؤها على أن تكون زيارتهم لها في نهاية كل أسبوع. فها هي معتادة ما أن تدخل تدلي عباءتها السوداء على سيخ الحديد المصدأ، يكاد يشتكي من فقر سيدته المخيف، وقد اعتاد هو الآخر على هذه العباءة البالية والغبار الذي ينفض منها من كثرة كدح سيدته، لتؤمن لقمة عيشها مع قطها الذي يؤنسها في وحدتها.

نرجع إلى سيدتي، ماذا تفعل في وقت شارفت الشمس على المغيب والطيور اجتمعت على أن تأوي إلى مسكنها قبل أن تسود الظلمة في القرية؟

تذهب السيدة إلى مطبخها، وهي تمشي بخطوات بطيئة جداً، تارة تمسك جدار الحائط بسبب ألم ركبتها، وتارة تستند على ركبتها لكي تشفق عليها وتساعدها على الحراك.

تهرول قطتها لها، وكأنها تتمنى أن تساعدها على الحراك، ولكن لا محال فهي بلكاد تؤنسها وتتقاسم الخبز معها. وبعد انتهائها من العشاء تجلس أمام شاشة التلفاز قديم الطراز، بعد أن تلطمه لطمتين ليعمل مع ألوانه الباهتة، فهي تستمع بمشاهدة القنوات الفضائية على التردد الأرضي.

وما أن تدق السابعة والنصف مساءً، تهاتف ابنتها التي تسكن في ألمانيا مع زوجها الأحمق، وهي معتادة على حديث ابنتها وشكوتها المتكررة من زوجها، ولوم حظها على هذا الزوج، الذي يذيقها وجبات من الضرب صباحاً ومساءً، وأمها تستمع لها بهدوء وبقلب محترق على ابنتها التي خلفتها ضمن أربعة شبان.

فتسمِعها تراتيل الحمد للرب والصبر إلى أن تنتهي المكالمة بانقطاع مفاجئ، فتقوم السيدة لتأوي إلى فراشها الحديدي كثير الصرير، ومع ذلك مريح بسبب تعب اليوم ومسكِّن لأوجاعها.

ومثل كل ليلة يسبقها قطها المشاكس، وكأنه يقول: «أنا معك، حتى تطفئي قنديلك القديم، ولا أرتاح حتى أسمع شخيرك يدوي هذه الغرفة لأتاكد أنك على قيد الحياة بعدُ يا سيدتي العجوز».

سارة ثابت


محمد القفاص... إبداع يتواصل رغم التحديات

خلال رحلتي الفنية ومشاويري في الاشتغال والعمل بالكوادر الفنية والإعلامية كان لي الشرف في الالتقاء بمجموعة مميزة جداً من الفنانين والإعلاميين والذين لهم الأثر الكبير على الساحة الفنية والإعلامية والذين أيضاً تعلمت منهم ومن مسيرتهم الرائعة والتي يشهد لهم بها الجميع، ومن بين هؤلاء يبرز الأخ العزيز الفنان والمخرج البحريني المعروف محمد القفاص كأحد الإخوة الذين أرى فيهم بحق أنموذجاً رائعاً ومميزاً للفنان البحريني التي نتطلع إليه.

محمد القفاص هو مخرج بحريني غني التعريف وقد بدأ نشاطه الفني مع المسلسل المحلي (عجايب زمان) واستمر هذا النشاط ليشمل العديد من الأعمال الفنية المختلفة والمتعددة والتي لم تكن لولا الدافعية الكبيرة التي يمتلكها ويحتويها المخرج محمد القفاص في داخله... ففي داخله شغفٌ كبيرٌ بالفن واستيعاب حقيقي لماهية الفن ولدوره في الحياة وكيفية الاشتغال فيه، إنه كمن ولد والفن يمشي في عروقه... هو شيءٌ يتنفسه ويتغذى به ويعيشه في سكناته وحركاته.

يظهر احترام الناس له بشكل واضح، وقد شاهدت ذلك رأي العين خلال زيارتي لمواقع العمل التي يخرج فيها أعماله الفنية، وهناك العديد من الفنانين في الخليج العربي والوطن العربي الذين ينظرون بكل تقدير واحترام وإكبار إلى قدرات وعطاء محمد القفاص وليس خافياً اهتمام الفنان عبدالحسين عبد الرضا به، فمحمد القفاص هو (سفير البحرين للفن) حسب تعبير الفنان عبدالحسين عبدالرضا والذي سيكون له عمل فني مقبل يجمعه مع المخرج محمد القفاص... القاصي والداني يشهد لمحمد القفاص رؤيته وعطائه المميز في الساحة الفنية.

وعلى رغم هذه المكانة المتقدمة والناجحة لهذا المخرج البحريني إلا إنه من المفاجئ جداً ألا يكون المخرج محمد القفاص أحد من يمنحون «التفرغ» للفن، وهو الأمر الذي بلاشك يمثل تحدياً كبيراً وعظيماً على من يحاول جهد وقته أن يعطي أفضل ما لديه للفن في الوقت الذي يجاهد ليلتزم بأداء واجبات وظيفته الرسمية ما يوحي بأن هذا الفنان الذي يلاقي كل التقدير في الأوساط الخليجية والعربية هو بلا تقدير حقيقي له في الدوائر الفنية الرسمية محلياً... نحن بحاجة بكل تأكيد لرعاية كوادرنا الفنية وتشجيعها والدفع بها للأمام للعطاء أكثر... والتفرغ هو استثمار مربح جداً عندما يعطى لشخص مثل محمد القفاص هو غاية في العطاء والاجتهاد في عالم الفن.

عمار المختار


«آخر رسالة»

لا لا ثم لا لا ثم لا لا

آه يا ويلي ماني في حاله

جتني من خلي آخر رساله

كتب فيها وكتب

بيقطع حبل الموده

وأنا اليوم غارق في همي

وهمي زاد عن حده

دموعي هلت على صحن خدي

ما هي معقوله يا طير سعدي

ترى من سببك

جسمي بتتقطع أوصاله

أنا لازلت أحبك

رسالتك حيرتني وحيرتني

خلتني أهل دمعات الحزن

هذي منك ما هوب عداله

ما دريت إني بحبك ما دريت

يوم جيتك عرفت إني شقيت

وألحين قلبي فيك زاد انشغاله

تعبيرك لي ما يلوق

شمسك إستقرت في الغروب

وبعدي أحسبها شروق

والدنيا في عيوني أظلمت

وتقطعت مني كل العروق

وصرت حاير ثم حاير

واليوم ماني في حاله

جميل صلاح

العدد 4150 - الخميس 16 يناير 2014م الموافق 15 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً