قال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إن ما حققه معرض البحرين الدولي للطيران من نجاحات شهد بها الجميع، وإن مشاركة كبرى الشركات العالمية المعنية بالطيران والفضاء بمختلف تخصصاتها، تعكس اهتمام البحرين بقطاع الطيران والملاحة الجوية والاستثمار، ومواكبة تكنولوجيا العصر المتطورة، وتؤكد كفاءة أبناء البحرين وحرصهم المستمر على التفوق والتميز.
وأكد أن مملكة البحرين ماضية قُدُماً في طريق تحقيق المزيد من الإنجازات على الأصعدة كافة، وستشهد الأيام المقبلة إعلان إنشاء هيئة تُعنى بعلوم الفضاء، تبدأ من خلالها مملكة البحرين الدخول في مرحلة جديدة من الاستفادة من استخدامات الفضاء الخارجي بالشكل الذي يلبي احتياجاتها التنموية ويعود عليها بالنفع في مختلف المجالات.
جاء ذلك لدى استقبال جلالة عاهل البلاد، في قصر الصخير أمس الخميس (16 يناير/كانون الثاني 2014) بحضور ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، الوفود المشاركة في معرض البحرين الدولي للطيران 2014، والذي افتتح في وقت سابق من أمس في قاعدة الصخير الجوية.
وفي مستهل اللقاء، رحب جلالة الملك بضيوف مملكة البحرين من الدول الشقيقة والصديقة، وأعرب عن سعادته البالغة بتواجدهم في البحرين وترحيب جلالته بهم للمشاركة في معرض البحرين الدولي للطيران في دورته الثالثة.
وقال جلالة الملك إن الفضاء الخارجي أضحى اليوم ميداناً تتسابق فيه العديد من الدول في سبيل الاستفادة منه عبر تنفيذ تطبيقات عديدة تخدم البشرية، وتسهم في ازدهارها كالاتصالات والاستشعار عن بُعد وغيرها من التطبيقات العلمية والفنية والتجارية من خلال الاستخدام الأمثل للأقمار الاصطناعية.
وأضاف «يسجل تاريخ البحرين أنها أقدم مركز طيران في المنطقة، حيث ارتبطت ريادتها في تجارة اللؤلؤ بتاريخها وريادتها في مجال الطيران المدني، وساهم في ذلك ما تتمتع به من موقع استراتيجي متميز، وكوادر وطنية قادرة على استيعاب تكنولوجيا الطيران»، مشيرا إلى أن «أول رحلة طيران مسجلة هبطت في البحرين ترجع إلى العام 1918، كما كانت أول رحلة غير منتظمة لتجار اللؤلؤ من البحرين إلى أوروبا في العام 1927، ونظراً إلى الموقع الإستراتيجي للبحرين اختارت الخطوط الجوية الإمبراطورية البريطانية B0AC مملكة البحرين لتشغيل أول خطوطها المنتظمة في (أكتوبر/ تشرين الأول 1932) بخط سير لندن / البحرين / دلهي، ثم أنشئ مطار البحرين في العام 1937، وشهد العام 1950 نقلة نوعية في صناعة النقل الجوي بالبحرين بإنشاء شركة (غلف افيشين) بالتعاون مع الخطوط الجوية الإمبراطورية البريطانية والتي أصبحت فيما بعد طيران الخليج، وفي العام 1976 شهد مطار البحرين الدولي استقبال تدشين أول رحلة لطائرة (الكونكورد) في منطقة الشرق الأوسط».
وأعرب جلالة الملك عن سعادته بأن تتزامن إقامة هذا المعرض مع الاحتفال بمرور 200 عام على علاقات الصداقة التاريخية المتميزة التي تربط مملكة البحرين بالمملكة المتحدة في مختلف المجالات، شاكراً جلالته الإدارة البريطانية على تعاونها وإسهامها مع مملكة البحرين في إقامة هذا المعرض.
وقال: «إن مملكة البحرين التي يسرها وجودكم على أرضها لتعبر مجدداً عن تقديرها لكم ولمشاركتكم البناءة في هذا المعرض العالمي الذي يعكس عمق روابط الصداقة التاريخية بين دولنا في مختلف المجالات، من أجل مستقبل أكثر إشراقاً، فالبحرين كانت ولاتزال ملتقى الحضارات والأديان والثقافات والتواصل مع مختلف شعوب العالم، ويدها ممدودة دائماً بالسلام والمحبة للجميع». وأعرب جلالته عن شكره وتقديره لكل الجهود المثمرة التي بُذلت في الإعداد والتنظيم لهذا المعرض، وخص جلالته بالذكر الممثل الشخصي لجلالة الملك رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة وأعضاء اللجنة، وجميع من ساهم في إنجاح المعرض.
وفي الختام جدد جلالة العاهل، ترحيبه بالجميع، متمنياً لهم دوام التوفيق، متطلعا جلالته إلى أن يلتقيهم مجدداً في معارض الطيران المقبلة في مملكة البحرين، قريباً بإذن الله. وأقام جلالة الملك مأدبة غداء تكريماً للمشاركين في معرض البحرين الدولي للطيران وضيوف البلاد.
العدد 4150 - الخميس 16 يناير 2014م الموافق 15 ربيع الاول 1435هـ