أعطت اللجنة الإعلامية بنادي الاتفاق الكثير من الدروس «المجانية» للاتحادات والأندية المحلية للتعلم من خطواتها في العمل الإعلامي، فعلى رغم الامكانات البسيطة التي تمتلكها إلا أنها أثبتت أن الكوادر المميزة قادرة على النهوض بالعمل الإعلامي مهما كانت الامكانات.

لو نظرنا للصعوبات التي ترافق أندية القرى وخصوصاً نادي الاتفاق، سنرى أن الإدارة تعاني من أزمات مالية مستمرة بسبب الصعوبة التي تواجهها في الاستثمار والتسويق، على عكس الأندية الكبيرة التي تنتعش عاماً بعد عام باستثمارها المتواصل الذي يلبي احتياجات النادي في محتلف الجوانب.

لا يختلف اثنان على أن الجانب الإعلامي في الأندية وغالبية الاتحادات شبه معدوم، وأصبح البعض يعاني من صعوبات نشر أخباره لوسائل الإعلام والشارع الرياضي، وبعضها اضطر للتعاقد مع مكاتب إعلامية لكتابة أخباره وتغطية فعالياته، عدا بعض الأندية والاتحادات وهنا نستطيع القول إن الأندية والاتحادات التي تبحر بعملها الإعلامي المتميز «تنعد على الأصابع».

اختلفت الموازين رأساً على عقب بخروج اللجنة الإعلامية بنادي الاتفاق التي تديرها كفاءات إعلامية شابه من دون وجود دعم من أي جهة عدا الإدارة التي تسعى لتأمين احتياجات اللجنة، وعلى رغم ذلك أثبتت «إعلامية الاتفاق» بأنها قادرة على انتعاش السوق الإعلامي في الأندية والاتحادات، بفضل جهود هذه الكوكبة الشابة التي تقدم عمل إعلامي احترافي يعجز اللسان عن وصفه.

إن ما تقوم به هذه اللجنة أحرج الكثير من الاتحادات الكبيرة في البحرين، وليس فقط الاتحادات إنما الأندية أيضاً، فأثبتوا بأن العمل يحتاج إلى إرادة وليس المال فقط من يجعل العمل احترافيا ومتطورا، فهي تقدم مواد دسمة ومتابعة إعلامية رائعة سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الوسائل المرئية، ومن دون شك أن عملها يساهم بارتقاء مستوى فرقها الرياضية، وبالإمكان إلقاء نظرة على نتائج فريق القدم بين الموسم الجاري والمواسم السابقة وسنرى بأن الفرق شاسع وأعتقد أن متابعة إعلامية الاتفاق لعب دورا كبيرا بجعل اللاعبين يبذلون قصارى جهدهم لعكس الصورة الحقيقية للتطور.

مبادرة الاتحاد البحريني لكرة اليد بالاستعانة بالكوادر الإعلامية في هذه اللجنة لبطولة آسيا التي ستقام نهاية الشهر الجاري في البحرين، تعتبر مبادرة مميزة وتعطيهم حق من حقوقهم بإثبات إمكاناتهم للعالم.

أخيراً... يبقى الدور على الأندية والاتحادات بالاستعانة بهذه الطاقات الإعلامية لخلق بيئة صحية إعلامية مميزة، تساهم بارتقاء الرياضة البحرينية وانتعاشها، فهناك الكثير من الأندية والاتحادات أصبحت عاجزة عن فك شفرات تغطياتها الإعلامية الخجولة، وأصبحت إعلامية الاتفاق تتفوق على الاتحادات والأندية الكبيرة بفضل كفاءاتها الإعلامية الراغبة بالتطوير، وأتمنى أن تواصل هذه اللجنة عملها الدؤوب ومواصلة النهوض بالحركة الإعلامية وتحقيق أهدافها.