العدد 4149 - الأربعاء 15 يناير 2014م الموافق 14 ربيع الاول 1435هـ

«كانو الثقافي» ينظم ندوة «تعايش الأديان وأثره على السلم الوطني»

نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، بالتنسيق مع جمعية البحرين لتعايش وتسامح الأديان، ندوة ثقافية كبرى تحت عنوان «تعايش الأديان وأثره على السلم الوطني»، للمتحدثين الشيخ إبراهيم مطر والقس هاني عزيز والنائبة نانسي خضوري، من تقديم الكاتبة الصحافية بثينة خليفة قاسم.

وحضر الندوة جمع من كل الأديان والأعراق والثقافات، بحضور أهل الفكر والثقافة والصحافة والإعلام، على رغم الاختلافات الدينية والايديولوجية، إلا أن السلام والتسامح كاناً عنوان.

وتخلل الندوة توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، وقعه نائب رئيس المركز مبارك العطوي، ورئيس جمعية البحرين لتعايش وتسامح الأديان يوسف بوزبون، وذلك تمهيداً لإطلاق وثيقة تسامح ديني ومذهبي ضمن احتفالية وطنية كبرى تقام في الرابع عشر من فبراير/ شباط المقبل مع ذكرى ميثاق العمل الوطني.

وجاء في نص بروتوكول التعاون لإطلاق وثيقة مؤسسات المجتمع المدني للتسامح والتعايش الديني والمذهبي: «أصبح للتسامح الإنساني قيمة جوهرية في عالمنا الحديث، هي أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، فهذا العصر يتصف بالعولمة وبالسرعة المتزايدة في الحركة والانتقال والاتصال والتكافل والتقارب بين شعوب ودول العالم المتحضر، إلى جانب هيمنة قوى تسعى للسيطرة بزرع الشقاق وإثارة النعرات والمنازعات لتفريق الجماعات وتجزئ الأوطان. ولما كان التنوع الديني والمذهبي والعرقي ماثلاً في كل بقعه من بقاع العالم، فإنه لابد من نشر ثقافة التسامح والتعايش الإنساني وتعزيز مقوماتهما خدمة للسلم الوطني والسلام في العالم...».

واستهل الشيخ إبراهيم مطر حديثه ضمن ثلاثة محاور رئيسه، وهي تعايش الأديان من منظور إسلامي، الانفتاح الإسلامي على الثقافات العالمية والتسامح بين الأديان يحارب العنف والإرهاب، مشيراً إلى أن الإسلام منفتح على العالم، ولا يدعو إلى التعلم الديني فحسب، وإنما هو منفتح على جميع العلوم الدينية والعلمية والأدبية، مؤكداً أن الأديان لم تكن في حد ذاتها عائقاً أمام التبادل والتلاقح والتثقف ولا أمام التعايش والتسامح وإنما العائق يكمن في الذين يتوهمون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ويستغلون الأديان في أقدار الناس.

من جانبه، قال القس هاني: «كي نعيش في سلام يجب أولاً نعطي المجد لله بمعنى أن نكرم الله ونطيعه ونسلك بحسب وصاياه، فيكون لنا سلام في الأرض، فالسلام مع الآخر يبدأ بالسلام مع الله، معرفاً التعايش بأن نحيا في وحدة ولكنها وحدة متنوعة، مستعرضاً جوانب استحالة التعايش، ومنها فقدان الثقة، عدم قبول الآخر، فقدان السلام والجهل، ولكي نعيش في تعايش يجب أن نتعلم التسامح ونبعد عن الإدانة وتكفير الآخر.

إلى ذلك، قالت النائبة نانسي خضوري في كلمتها: «إن البحرين بلد ينعم بأبهى تقاليد الديمقراطية فهنا تجد الناس من كل الأديان والطوائف يعيشون بكامل الحرية والمساواة ونحن يهود البحرين نفتخر بأننا عرب خليجيون وبأننا نحمل صفتنا المميزة لقيمنا التقليدية وثقافتنا بعد أن استوطنا الشرق الأوسط عبر الأجيال». مضيفة أن الحرية الكاملة للعبادة مسموح بها بالبحرين إلا أن اليهود هنا ليسوا شديدي التدين ويميلون إلى ممارسة شعائرهم وإقامة صلواتهم والاحتفال بأعيادهم ومناسباتهم الدينية في منازلهم. ويبدي الكثير من اليهود من مختلف البلدان عند زياراتهم للبحرين اهتماماً شديداً بلقاء الجالية اليهودية هنا ويطلبون زيارة مواقع دور العبادة اليهودية (الكنيس) التي كانت مستخدمة حتى العام 1948 والمقبرة اليهودية التي مازالت قائمة.

وأكدت أن يهود البحرين لم يتعرضوا لأي أنواع من أنواع سوء المعاملة، ودائماً زوار البحرين يفاجأون عندما يعلمون بحقيقة التعايش بين المسلمين واليهود والمسيحيين والبهائيين وجميع الطوائف والمذاهب بسلام، مشيدة بما يتمتع به المشروع الإصلاحي لجلالة الملك من حيث كونه مشروعاً وطنياً جامعاً، تلتف حوله كل القوى والتيارات السياسية، الدولة والمجتمع، والنخب السياسية، وجماهير الشعب البحريني، فضلاً عن أنه يقدم الديمقراطية كنمط للحياة، وللممارسة، وأيضاً كمؤسسات وأدوار تفاعلات في الحياة السياسية من خلال تعزيز المشاركة وتأكيد دور المؤسسات وخصوصاً السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية.

العدد 4149 - الأربعاء 15 يناير 2014م الموافق 14 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً