رجّح رئيس جامعة الخليج العربي خالد العوهلي، افتتاح مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية في العام 2017، وذلك بعد أن تم الانتهاء من التصاميم والرسومات، ومن المتوقع البدء في تشييدها خلال العامين المقبلين.

وأوضح العوهلي أن مدينة الملك عبدالله الطبية ستقدم الخدمات التعليمية والطبية للبحرينيين والخليجيين.

وأعلن خلال مؤتمر صحافي عقد أمس الثلثاء (14 يناير/ كانون الثاني 2014) في مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي، عن نجاح أول عملية استئصال لسرطان المثانة بتقنية «ALA» لسعودي يبلغ من العمر 65 عاماً، والتي اعتبرها ضمن سلسلة من الإنجازات التي أنجزت سابقاً في المركز الطبي.

وقال رئيس قسم الجراحة بكلية الطب في المركز الطبي الجامعي زياد النائب: «أجريتُ العملية للمريض السعودي في (4 يناير 2014)، بعد أن كان يعاني من ورم سرطاني في المثانة، وقد استخدمت تقنية ALA، إذ تم إعطاء المريض كبسولة ALA قبل أربع ساعات من الموعد المقرر لإجراء العملية، والتي استغرقت ساعة واحدة، وتمكن المريض في اليوم التالي من مغادرة المستشفى».

وأوضح النائب أنه تم التجهيز للعملية قبل أكثر من شهر، إذ تم توقيع اتفاقية مع جامعة كوتشي في اليابان لتطوير البحث العلمي، كما انتظر الفريق الطبي الحصول على موافقة وزارة الصحة لاستخدام تقنية الـ ALA الجديدة وجهاز ALA-DUCK قبل إجراء الجراحة.

وقال: «إن هذه التقنية كانت تستخدم سابقاً عبر حقن المريض لمادة ALA، إلا أن جامعة الخليج العربية سعت إلى تطوير هذه المادة، إذ إن حقن المريض كان يسبب مضاعفات، لذا اتفقت الجامعة مع شركة SBI للعقاقير الطبية اليابانية لتطوير التقنية، وذلك بتحويلها إلى كبسولات، مما يحد من المضاعفات».

وأكد النائب أن هذه التقنية تساعد على الكشف عن الأورام السرطانية الموجودة في البروستات والأمعاء الدقيقة والمعدة والرحم، مشيراً إلى أنها تحسن من حياة المريض، خصوصاً أن الأورام السرطانية بعد استئصالها قد تعاود الظهور مرة أخرى، موضحاً أن هذا التطور العلمي يُمكّن الجرّاح من تحديد الخلايا التي لا ترى بالعين المجردة ليتمكن من استئصالها.

ودعا النائب بتعميم هذه التقنية على الدول كافة، مبدياً استعداد جامعة الخليج العربي والمركز الطبي الجامعي لتدريب الأطباء على هذه التقنية، إذ إن مثل هذه العمليات تحتاج إلى خبرة عملية وعلمية.

وفي رده على الصحافيين في ما يتعلق بكلفة العملية، قال النائب: «إن العملية كانت مجانية، فهي الأولى من نوعها، لذا فإن الكلفة لم تحدد حتى الآن، كما أن كلفة الجهاز لم يعلن عنها أيضاً، فالتقنية المستخدمة كانت تجريبية».

من جهته، قال عميد كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي خلدون الرومي: «قدمت الجامعة العديد من الخدمات التعليمة والتدريبية طوال 30 عاماً، إذ إنها خرّجت ما يقارب 1800 طبيب وطبيبة، كما قامت بتقديم خدمات طبية متطورة».

وأضاف قائلاً: «التقنية التي أُجريت بها عملية استئصال ورم المثانة تعد من أبرز التقنيات اليابانية لتشخيص المبكر للكشف عن الأورام وعودتها أيضاً بعد إجراء العمليات».

من جانبه، عبر السفير الياباني في البحرين شيجيكي سومي، عن سعادته بنجاح العملية، مؤكداً أن هذه التقنية تستخدم في اليابان منذ سنوات للكشف عن أمراض السرطانات.

وأوضح سومي أن اليابان والبحرين وقعتا عدة اتفاقيات لتبادل الخبرات الطبية، وخصوصاً في ما يتعلق بالتعاون بين القطاع الصحي الخاص والجامعات الطبية، مشيراً إلى أن بلاده ستسعى لنقل تقنياتها الطبية حرصاً منها على تقديم التعاون لدول الخليج العربي.

وفي هذا السياق، علّق العوهلي على السفير مؤكداً أن التعاون بين البلدين سيستمر في هذا المجال، موضحاً أن جامعة الخليج العربي لديها العديد من الاتفاقيات مع جامعات يابانية، كجامعة طوكيو، على صعيد طرح برنامج الماجستير في طب التشخيص، كما أن هناك تعاوناً مع جامعة تندو لاستخدام الخلايا الجذعية لعلاج القدم السكرية.

وأشار العوهلي إلى أن جامعة الخليج العربي تدعم التعاون المحلي، موضحاً أن هناك تعاوناً بين الجامعة ومجمع السلمانية الطبي لتبادل الخبرات ونقل التقنيات الطبية الحديثة.

من جانبه، تحدث مسئول شركة SBI للعقاقير الطبية اليابانية رياض ريحاني، قائلاً: «هناك خطة لإنشاء مصنع للأدوية لدول الخليج العربي، ومن المتوقع أن يكون مقره في البحرين».

وأضاف «إن تطوير التقنية ALA يعد خطوة مهمة في إدخال الصناعات الصيدلانية في مجال استئصال الأورام».

واختتم المؤتمر المدير التنفيذي للمركز الطبي الجامعي عبدالوهاب العبدالوهاب، مؤكداً أن مجموعة سليمان الحبيب الطبية أسهمت في تطوير الخدمات الطبية في الشرق الأوسط، وأنها الشركة الأولى التي وفّرت جهاز ALA.