العدد 4147 - الإثنين 13 يناير 2014م الموافق 12 ربيع الاول 1435هـ

المفتاح في احتفال المولد النبوي: الإسلام بريءٌ من نفوس لبست رداء الإرهاب

الشيخ فريد المفتاح متحدثاً في احتفال بالمولد النبوي الشريف
الشيخ فريد المفتاح متحدثاً في احتفال بالمولد النبوي الشريف

شدد وكيل الوزارة للشئون الإسلامية فريد المفتاح، على أن «المساس بالنفس البشرية والاعتداء على الأرواح وسفك الدماء البريئة من أبشع الجرائم التي ترتكب في حق الإنسان، وأن العبث بالأرواح والجرأة على سفك الدماء والتعدي على الممتلكات، لا تصدر إلا من نفوس غير سوية تجردت من كل معاني الإنسانية ولبست رداء العنف والإرهاب والترويع والإفساد، متطرفةً في الفكر والثقافة، منحرفةً في الطبع والسلوك»، لافتاً إلى أن مثل هذه النفوس الشيطانية وإن ادعت زوراً وبهتاناً الانتساب للإسلام، فالإسلام منهم ومن أفعالهم وجرائمهم براء.

جاء ذلك خلال الحفل الذي نظمته إدارة الشئون الدينية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، مساء أمس الأول (الأحد)، بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي بمناسبة ذكرى المولد النبوي.

وقال المفتاح: «إن المتأمل في مقاصد الشريعة، يدرك أن الإسلام دين البشر جميعاً، لأنه حقق بمنظومته القيمية في حفظ وصون الضرورات الخمس التي تمثل مقاصد وغايات الشريعة الغراء، ما يحفظ لكل البشر حقوقهم بغض النظر عن معتقداتهم وانتماءاتهم، فحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، كلياتٌ وضروراتٌ خمسٌ جاء الإسلام بها صيانةً للحقوق الإنسانية، منكراً شديد الإنكار على كل من يحاول انتهاكها أو المساس بها، حفاظاً على النفس البشرية وحقناً للدماء المعصومة».

وأوضح أن «الإسلام بعالميته دعوة للتعارف الإنساني، والانفتاح الثقافي، والحوار الحضاري، والتلاقي والتوافق بين جميع بني البشر على اختلاف مشاربهم ودياناتهم، والإسلام يدعو للوحدة والتآزر والتآلف والتعاون والتكافل، ليجعل من البشرية كياناً واحداً يشعر أفراده بالانتماء للجسد الواحد، ذلكم الدين النموذجي بالفهم الراقي السليم الذي علمه رسول الله (ص) أتباعه، الذي يأمر بحسن التعامل والتواصل والانفتاح والبناء، وينهى عن الهدم والانغلاق، دين كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، دين الأمن والسلم والسلام، يأمر به ويدعو إليه، ويسعى لتحقيقه لتسعد به البشرية جمعاء وتتقي به ويلات الحروب وصفات الكراهية وآثار العدوان».

وتابع «اننا في البحرين وانطلاقاً من إيماننا بالإسلام وشريعته السامية نعمل معاً على تحقيق غاية الإسلام في إيجاد مجتمع متحاب ومترابط ومتواد، تجمع المحبة والأخوة والسماحة كل أبنائه».

ودعا المفتاح، إلى «التأمل في حقيقة الإسلام الذي بني على قيم الحب والتسامح، والذي تمثله وتخلق به رسول الإسلام (ص)، برقيه الأخلاقي وسموه الحضاري وانفتاحه العالمي، وابتعاده وترفعه عن كل ما ينغص سلام وسعادة الحياة الإنسانية، وجعل هدي صاحب الذكرى رافداً لنا، ورائداً لسلوكياتنا، وموجهاً لأخلاقنا، ومرشداً لخطابنا الديني، ليكون خطاباً حضارياً وسطياً تسامحياً معتدلاً، لتتحقق أخوتنا وتلتئم جراحنا وتتوحد صفوفنا، لنحقق معاً رخاءً وسلاماً وتوافقاً وازدهاراً لأمتنا وأوطاننا».

كما دعا الجميع إلى الدفع باتجاه التنمية والتطوير والتحضر، والحفاظ على أمن البلد واستقراره، وتحقيق قاعدة اجتماع الكلمة ووحدة الصف، وترسيخ ثقافة التعايش السلمي، وتأكيد مبدأ الاحترام المتبادل بين الجميع، والقبول بالتعددية، وما دعا إليه الدين الإسلامي الحنيف من طاعة ولاة الأمر في المعروف، وصولاً إلى مجتمع تسوده روح المحبة والإخاء، وينعم بالأمن والأمان والاستقرار والرخاء والوحدة.

من جانبه، ألقى رئيس المحكمة الكبرى الشرعية (الدائرة السنية) الشيخ عبدالرحمن بن ضرار الشاعر، كلمة قال فيها: «ليس في المسلمين أعلى شأناً أو أرفع مكاناً من الرسول (ص)، فهو رحمة الله للمؤمنين، وهو البشير النذير والسراج المنير، ومع ذلك يحدثنا القرآن أن الله تبارك وتعالى طالب نبيه (ص) بأن يكون بعيداً عن معاني الإكراه والإرغام والتسلط».

وأوضح الشاعر أن «الله رسم لنبيه (ص) طريق دعوته ومنهج تبشيره وأسلوب تبليغه، فلم يجعل عماد ذلك الغلظة أو الفظاظة أو الإرهاب».

واشار إلى أن «الرسول (ص) كان واضحاً صريحاً في دعوته للإسلام، لا يعرف التخفي في الظلام، ولا يعرف الالتواء والإبهام، فهو يدعو على بصيرة ونور، ويدعو إلى طريق الاستقامة وحسن المعاملة وكريم المسالمة، لافتاً إلى أن الإسلام يقف في وجه الاعتداء على الغير بكل صرامة وقوة، فهو يحرم تهديد الناس في حياتهم أو أمنهم أو ممتلكاتهم أو معتقداتهم».

وأضاف الشاعر أن «الله سبحانه وتعالى قد كرر في القرآن الكريم النهي عن الاعتداء على الغير، فالميل إلى الإكراه والإرهاب يدعو صاحبه إلى التحريف والتضليل حتى يتلمس لنفسه بحسب زعمه وهواه مستنداً يعلل به عدوانه وبغيه، فينحرف في التأويل، ويتعسف في التعليل، وقد يفسر النصوص الشرعية على غير وجهها ومرماها، أو ينقل عن الله تعالى ما لم يأمر به، أو يقول في الدين ما ليس منه».

وألقى عضو مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية الشيخ فاضل فتيل، كلمة أوضح فيها أن «ديننا الحنيف ما قام إلا بأخلاق نبينا الكريم (ص)، فلقد كانت أخلاقه خالصةً مخلصة لا يطلب بها إلا وجه الله عز وجل لا لغرض دنيوي أو لزيادة الاتباع وإنما هو أدب السماء».

وقال: «لقد كان (ص) يشاور أصحابه في الأمور المهمة وهو أعلم منهم بالمصلحة فيها، وكان يحترم حتى من يخالفه الرأي والاتجاه، ومن هذا المنطلق يستوجب علينا اليوم ان نقتدي بأخلاق نبينا ونسلك دربه».

وتساءل فتيل «هل نحن من المقتدين؟، وهل نقبل الرأي المختلف معنا؟، وهل نتعايش مع من يخالفنا الاتجاه ووجهات النظر؟، وهل نحن مع اهلنا كما كان صلى الله عليه وآله وسلم مع أهله؟، وهل نحن في مجتمعنا ومع جيراننا كما يريد منا نبينا؟».

العدد 4147 - الإثنين 13 يناير 2014م الموافق 12 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 12:55 م

      كلام في مولد النبي بنفس طائفي

      هل هذا كلام في مولد النبي صلى الله عليه واله وسلم ؟ النبي ص قائد عظيم في الاخلاق والنبل والشرف ، وهذا كلام يشم منه النفس الطائفي الذي لا يليق في مولد سيد البشريه .

    • زائر 10 | 4:32 ص

      من الارهابي

      القاعده ارهابيه داعش ارهابيه النصره ارهابيه طالبان ارهبيه بوكو حرام ارهابيه

    • زائر 7 | 2:25 ص

      خاطرى

      خاطرى مره ياشيخ تستنكر ماتفعلهو الداخليه بالمساجد من خراب وتسوير وهدم اليس هادى مساجد مسلمين المشتكى لله

    • زائر 3 | 11:54 م

      حقاً الإسلام بريءٌ من نفوس لبست رداء الإرهاب: من هدمت المساجد ومن قطعن الرؤوس ومن تفخخ نفسها في الأبرياء..

      جمعية الوفاق: «إن مقام ومسجد الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان العبدي في منطقة عسكر، تحوّل إلى خربة مهجورة، وتم العبث بكل مقدرات المسجد والمقام، وتم العبث بالقبر والمسجد»..
      واعتبرت جمعية الوفاق أن «هذا العمل التخريبي الخطير فيه إهانة للدين، وهو عمل يعكس مستوى العداء والكراهية»..

اقرأ ايضاً