لم يظهر القسم الشرقي الغني بالنفط من البلاد أية إشارات على استئناف الإنتاج ولذلك فمازلنا نرى الإنتاج الليبي ناقصاً عن مستوياته السابقة.
لايزال إنتاج النفط الليبي دون مستوى قدراته الإنتاجية منذ الصيف الماضي بعد اندلاع الاحتجاجات في مواقع الإنتاج وتعطيل الموانئ الرئيسية. من قمة الإنتاج عند 1.6 مليون برميل يومياً قبل الثورة، بدأ الإنتاج في التناقص تدريجياً خلال الشهرين الماضيين حتى وصل إلى نحو 200.000 برميل يومياً ويعد هذا السبب الرئيسي وراء الدعم الذي يلقاه خام برنت خلال هذا الوقت.
خلال ديسمبر/ كانون الأول، اقتربت أسعار خام برنت من حاجز 112 دولاراً للبرميل ولكنها لم تصل ومع ازدياد للمقاومة في هذا المستوى بعد التطور الأخير. كان شهر يناير/ كانون الثاني، كما قلنا سابقاً، شهراً مربحاً للمستثمرين في خام برنت خلال السنوات الثلاث الماضية في الوقت الذي تراوحت فيه عائداته إلى 4.6 في المئة. ساهم كل من ارتفاع توقعات النمو والمخاوف الجيوسياسية المرتفعة في ارتفاع الأسعار خلال هذا الوقت.
تبدو النظرة المستقبلية للعرض والطلب على النفط في بداية العام 2014 متوازنة وربما يتجاوز نمو العرض نمو الطلب فعلياً لأول مرة في العديد من السنوات بسبب الزيادة المستمرة في العرض الخاص بالدول خارج منظمة الأوبك من تقنيات الإنتاج غير التقليدية في أميركا الشمالية بعيداً عن النظرة المستقبلية تلك، تبدو المنافع المحتملة لخام النفط محدودة لكن اضطرابات العرض الثابتة ساهمت في بقاء السوق مدعومة حتى الآن. في حال نتج عن الأخبار القادمة من ليبيا عودة مستوى الإنتاج إلى طبيعته من دولة تمتلك الاحتياطي الأكبر في إفريقيا سيساعد ذلك أخيراً سعر خام برنت للاستقرار في مستوى أدنى مما كان عليه في السنتين الأخيرتين.
العدد 4147 - الإثنين 13 يناير 2014م الموافق 12 ربيع الاول 1435هـ