تلمَّسنا منذ البدء، «درب الزلق» الذي سلكوه، إلا أننا أملنا منهم خير عطاء الشباب، الذي تمرّد على «مارد الفاتح»، وامتنعنا عن التقييم المرة تلو المرة، مع إيصال رسائل غير مباشرة، لاستنهاض روح الشباب وعطاءاته المفترض فيها الإقدام بالتطوير، إلا أن الأخوة الأفاضل، ولسبب ارتهان إرادتهم لبعض الكهول السياسيين التقليديين، تحت مظلة مبدأ استشارة الخبرات السياسية، والتي كان من المفترض أن تتنوع بتنوع الأطراف السياسية الفاعلة، إلا أن الأخوة في ائتلاف شباب الفاتح، لم يستطيعوا توسيع هذا الباب إلى أكثر من طرف واحد، كان هو من أشار عليهم، وربما هو من أسَّس هذا الائتلاف.
وبالمعنى السياسي والتاريخي لتسمية «الفاتح»، فهم لم يخرجوا من عباءة الصلب الذي أنجبهم، وتربوا في أحضانه ولو لفترة قصيرة، فقد جاء حراك الفاتح، وليسمحوا لي بوصفه بالمشؤوم، لإجهاض الحراكات الشعبية المعارضة لممارسات الحكومة، التي أوصلت الوطن إلى الواقع الذي انتهى إلى أزمة فبراير/ شباط 2011، وإفرازاتها السياسية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية، فلم يعوا ذلك من البداية، ولَيْتَهم تسمّوا بما لشعب البحرين من مآثر سياسية تاريخية، ليكونوا أقرب إلى تيار مختلف عن الموجود، بغض النظر عن تقييماتهم.
حقاً أنهم لم يخرجوا من عباءة حراك الفاتح، ولكنهم جاؤوا ليحلوا محله أو منافساً له، ولنفس الأهداف، من بعد ما وجدوا أنفسهم مهمشين داخله، ومن حيث إن للانشقاق ضرورة الاختلاف، فقد اختاروا الاختلاف مشوباً بالاتفاق، مع كل ما هو موجود على الساحة السياسية، وما كان لهم غير ذلك، خاصة وأنهم ما بين سندان ومطارق، تتشكل في الحكومة والمعارضة وائتلاف جمعيات الفاتح وأصوات الطَرْق المخيفة لهم، إزاء الخروج من التقوقع في حدود الطائفة، إلى المساحة المواطنية، فقصروا الجانب الاستشاري والتواصل والعمل السياسي في نطاق الطائفة.
وقد استطاع المستشارون الذين اختاروهم، أو الذين لا فكاك لهم منهم، أن يضعوا لهم ميزاناً للعمل، والقول بموجب مبدأ أن السياسة هي «فن الممكن المتدرج»، هذا التعريف الذي في جوهره معني بالتفاوض السياسي، الذي يتم من خلاله الاتفاق الموثق على العملية السياسية الكاملة، وعلى خطة عمل متدرجة موضوعيّاً وزمنيّاً، نتاجها الحتمي تحقيق النتيجة النهائية لكامل العملية السياسية دون الحيد عن أي جزء منها بنهاية فترة عملها، وهو فرع صغير جداً في العملية السياسية، التي من فروعها الأساسية، الحقوق المدنية والسياسية التي لا تخضع للممكن وغير الممكن، مثل العدالة والكرامة والمساواة، فهي حقوق كاملة، إما أن تكون أو لا تكون.
وعلى أساس هذا الفهم الخاطئ للعملية السياسية، أو فلنسمِّها الخديعة السياسية، صاغ الأخوة الأفاضل ما أسموه مشروعهم السياسي، وتبوأوا به المساحة الفكرية في «وسط» المثلث المغلق عليهم بأضلاعه الثلاثة، الحكومة والمعارضة وائتلاف جمعيات الفاتح، فكلما أداروا رؤوسهم ناحية طرف، وجدوا اقترابهم منه وفي ذات اللحظة اغترابهم عنه، وكذلك اطمئنانهم لكل الأطراف، وفي ذات اللحظة الرعب منهم، دون الفكاك من أسر مساحة المثلث المغلقة، لذا تجد الأخوة في ائتلاف شباب الفاتح بلا هوية، غير التغرب والاقتراب في آن واحد إلى كل الأطراف.
وكنتيجة، فإن مشروعهم وحراكهم السياسيين، يُعَبِّران عن ذلك بكل اقتدار، بحيث يتصادمون مع من يعتقدونه الطرف الأضعف، بتحميله مغبات الوضع الراهن، دون حسبان لما هو آتٍ، ويتوافقون مع شيء من الاختلاف مع الأطراف الذين في اعتقادهم أنهم الطرف الأقوى، وبحسبان الانتماء الطائفي على حساب المعيار المواطني، وهم بذلك يعتقدون أنهم أتوا بالجديد، إلا أنهم بذلك يخسرون الجميع.
والدليل أنهم مع النظام، السلطة التنفيذية (الحكومة) والسلطة التشريعية والسلطة القضائية والإعلام الرسمي، في توحدٍ لا فصل بينهم فيه، فيتبنُّون، أي ائتلاف شباب الفاتح، فكرة احتفاظ الحكومة بالوزارات السيادية التي من خلالها تتفرد السلطات بالقرار والثروة الوطنية، وللجميع علم بما حصل في الفترة ما بين فبراير 2011 إلى اليوم، وما زال، من قبل جميع الوزارات دون استثناء، نتيجة هيمنة الحكومة - الدولة - النظام، دون أخذ ائتلاف شباب الفاتح العبرة منها في صوغ مشروعهم السياسي، فلمتوليي الوزارات السيادية ومثلها الخدمية، الدور الأكبر في خدمة واجديها، فالأولى أن يكون مُوجِدُها الشعب، في صيغة موحدة مخصوصة بالحكومة، كما نص الدستور الحالي «الشعب مصدر السلطات جميعها»، أم هو تغافل من الأخوة الأفاضل عن هذا النص الدستوري.
أما موضوعة باقي المعالجات من تعديل للدوائر الانتخابية، والقضاء على الفساد وسرقة أموال الدولة، وملف التجنيس، وأضيفوا إليها ما شئتم، فليس حلها كما ورد في مشروعكم السياسي، ما لم ترتبط بصياغة واعتماد دستور عقدي، الأمر الذي لم يرد له ذكر في برنامجكم، الذي تناول العموميات بالعناوين لكثير من القضايا، إلا موضوعة الوزارات السيادية الذي أسهبتم فيه، بما يبقي الوضع السياسي والحقوقي على ما هو عليه، تقرباً للحكومة وإرضاءً لها ولأنفسكم في شقكم السياسي، وامتداداً لجناحكم «الفاتحي»، وكل من عدا مكونكم هذا، فهو سبب كما يقينكم المتخفي بالتقية التي تعيبون بها الآخرين، فإلى الجحيم، وهم السبب الوحيد لفشل كل شيء.
أستمحيكم عذراً أيها الأخوة في الوطن، على القسوة عليكم بالنقد، لعلي كمواطن، لا يرى بأن للتعدد المذهبي والطائفي أي سوء، إذا ما كان الجميع مواطنين، متساوين في الحقوق والواجبات، تجمعهم مظلة الوطن الكبير، الأكبر من المذاهب السياسية والمذهبية والطائفية، لعلي وغيري من المواطنين، أن نرى منكم مراجعة للذات، فما زال الأمل معقوداً بكم.
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 4145 - السبت 11 يناير 2014م الموافق 10 ربيع الاول 1435هـ
ابو حسين
الاخ عضو ائتلاف الفاتح كلام الاخي يؤكد المقال الاستاذ لان المطالب المشروعة
والمطروخة هي الكرامة والعدالة الاجتماعية المساواة في الحقوق والواجبات
واحترام حقوق الانسان هي مطالب لكافة ابناء الوطن ليس لها علاقة بمرجعية
الوفاق والشيخ عيسى قاسم ماذنب المعارضة عاما والوفاق خاضا لان المطالب
المشروعة ضد الحكومة اذن هي ضدكم يا اخي العزيز مشكلتكم ليس لكم هوية
او مطالب مشروعة واضحة ومطالب المعارضة والوفاق والشيخ عيسى قاسم
ليست طائفية كفى لعب على الذقون
استاذنا الكريم
لا يستحقون النصيحة. كلامك واضح و موضوعي و محايد و قلبك على البلد قبل فوات الاوان. الله يحفظك.
عضو في ائتلاف شباب الفاتح
علما بأننا نرحب بالشخصيات الشبابية الشيعية الخارجة من عباءه المرجعية، ختاما سأكتب تحديا لنتبين من هو المتقوقع في الطائفة، أنا أتحدى جمعية الوفاق أن تصرح فقط بهذا التصريح: نحن نرفض العمل من خلال تدخلات المرجع عيسى قاسم ونريده أن لايتدخل أو يؤثر على عملنا السياسي
mohammed
انا لست عضوا في الوفاق انا اطلب منك شخصيا انت تاتي لي بمقال او خطاب من الشيخ عسيى كلام يخص الطائفة او مطلب يخص الشيعه فقط وفقط او توجيه الوفاق بخلاف المواطنه
عضو في ائتلاف شباب الفاتح
عندما توجد لي جماهيرية شيعية أو سنية لاتأتمر بالمرجعية ولا تتأثر برأيها سنكون أول الباحثين في كوادر هذا الجمهور، لكن لاتقل لي ان ابحث في جماهير تيار الاخوان او مرجعية .............وتصفني بالطائفي إن رفضت ذلك
عضو في ائتلاف شباب الفاتح
من حق الجميع انتقاد آلية عمل أي كيان سياسي في الساحة وهذا مرحب بشرط ان يتجاوز حدود الشخصنه أو مزالق الأدب، عندما تستعين الوفاق بالطائفة ستعتبر قضية عادية لا مسائلة فيها لأن الديكور الذي يظهر في العام وطني، لكن عندما يرفض ائتلاف شباب الفاتح الاقتراب من هكذا تيارات تخدم طائفة معينه ويحاول الاستعانة بجمهور غير مؤدلج يوصف بالطائفي
ربما في قولك دواء
اقول يا سيدي حتى يتبرأ الفصيل من امه فهم كغيرهم أسرى ارزاقهم فلو فعلوا لمنعتهم امهم درها وصاروا كما انت وانا ولكن رب في قولك دواء.
بن صالح
هيهات ان يخرج الولد من عبائة ابيه
عن نفسي وهذه وجهة نظري من المستحيل ان يخرجوا من عبائة من انجبهم خاصة وانهم يستفيدون من الوضع الى درجة اننا اذا ذكرنا لاحدهم معاناة ابنائنا في الحصول على وظيفة يرد باستغراب كيف ونحن نتقلب في الوظائف وننتقي منها ما نشاء
نفس العملة
نفس العملة لا غير. وجهين ولكن نفس القيمة والهدف.
فما زال الأمل معقودا بكم هو السراب
فصلت وأوضحت لن يتغير برنامجهم يتماهون مع الحكومة ولا يستطيعون الخروج من تحت عباءتها والموضوع في التجمع الكبير الأضواء والإعلام مغلق عنهم الان يستطيعون التصريح والبروز الإعلامي لعله يتم الالتفات لهم وأعطاهم مركز ليسكتوا
ما في امل
ابدأ من حيث ما انتهى مقالك يا استاذنا الفاضل واقول ما في امل يخرجون من عباءة السلطه لانها اي السلطه هي من انشئتهم لمعارضة المعارضه ولتقول للعام ان المعارضه ليست وحدها في الساحه رغم علم السلطه انه لا يوجد جمهور لما يسمي نفسه الفاتح