أعلن أمس عن رحيل واحدٍ من آخر قادة دولة الكيان الصهيوني التاريخيين أرييل شارون.
تاريخ شارون يلخص في جزء منه مأساة الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي وجد نفسه لاجئاً في أرضه، مشرداً في جهات الأرض الأربع، ليحلّ محله مستوطنون من مختلف البلدان. فقد ولد لأبوين من بيلاروسيا، وانضم في شبابه إلى منظمة «الهاغاناه» السرية ، وشارك في الهجمات الارهابية ضد الفلسطينيين. وفي حرب السويس (1956) قاد وحدة المظليين في سيناء، وشارك في حرب 1976 لاحتلال سيناء. وحين انطلقت حرب اكتوبر كان هو الشخص الذي قاد الهجوم المضاد لإفشال الهجوم المصري، بعد احد عشر يوماً من بدء العمليات الحربية.
في صيف 1982، قاد عملية غزو لبنان، ووصل بقواته إلى مشارف بيروت، ودفع منظمة التحرير الفلسطينية إلى الخروج من لبنان، ليغادر ياسر عرفات مقره إلى بلد بعيد: تونس. وارتبط اسمه كوزير للدفاع بـ «صبرا وشاتيلا»، وهي مجزرة دموية فظيعة، دفعت بآلاف الاسرائيليين إلى الخروج في مظاهرات ضده، ما دفع حكومتهم للتحقيق في الموضوع وإدانته باعتباره المسئول غير المباشر.
شارون تولى عدة وزارات: الدفاع، التجارة والصناعة، الاسكان، البنى التحتية، والخارجية، وظلّ قيادياً بارزاً يؤجّج الأحداث، وكان وراء اندلاع انتفاضة الأقصى في 2000 بعد اقتحامه باحة المسجد الأقصى. وهكذا ارتبط تاريخه بالنسبة للفلسطيني برائحة الدم والبارود. وفي 2002، رفع بعض الناجين من مجزرة صبرا وشاتيلا قضية ضده أمام القضاء البلجيكي، وكانت من أول قضايا ملاحقة الجلادين أمام المحاكم الدولية في العصر الحديث، إلا أن بلجيكا تنصلت لاحقاً من اتمام المهمة.
شارون اسمه أيضاً باسم غريمه ياسر عرفات، الذي انتهى تاريخه من قائد ثوري لمنظمة تحرير وطنية، إلى رئيس مقاطعة صغيرة تحت حراب الاحتلال. كانت سياسة التنازلات دون قاع، التي انتهجها عرفات، انتهت به أسيراً في مقر المقاطعة، حيث ظلّ حاكماً على غرفتين، إحدهما يستقبل فيها ضيوفه، والأخرى لمنامه نهاية العام 2004. يومها حاول عرفات أن يتصل هاتفياً بالرؤساء العرب المجتمعين في قمة بيروت دون جدوى. وكان يشكو من مقاطعتهم له، وكان آخر اتصال هاتفي مع أحدهم قبل عام من فرض تلك الاقامة الجبرية عليه.
ارتبط اسم شارون بإقامة السور الذي قطّع أوصال الأرض الفلسطينية، لمنع تنفيذ العمليات ضد «إسرائيل»، وشن هجوماً دمر فيه مقر عرفات وهو مقيم فيه. كانت إقامة السور تكريساً لفكرة القلعة، الحصينة، المحصّنة، التي تمد ذراعها لتحطيم الآخرين والاغارة عليهم والعودة إلى الحصن مجدداً للاحتماء. كانت فكرةً راسخةً في التاريخ اليهودي، تم تجديدها في فترة ما بعد سقوط الأسوار الكبرى، كما جرى في سور برلين.
شارون بسياسته التدميرية الكاسحة للحجر والبشر، لُقّب بـ «البلدوزر»، وفي الذاكرة الفلسطينية كان رمزاً للقتل وتنفيذ المجازر وسفك الدماء.
هذا القاتل، وبعد ستة عقود من التاريخ الدموي، دخل في غيبوبة لمدة تسعة أعوام، في واحدة من ضربات القدر. سيتذكره الفلسطينيون والعرب كلما قرأوا محمود درويش، وهو يكلّمهم عن قصة صمود روما:
يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل.
لا غرفة التعذيب باقية ولا زرد السلاسل.
نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل.
وحبوب سنبلةٍ تجف ستملأ الوادي سنابل.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4145 - السبت 11 يناير 2014م الموافق 10 ربيع الاول 1435هـ
هناك كثر
هناك نسخ كثيرة من شارون سينتقم منهم الله و القدر فلا غرفة تعذيب باقية و لا قيد و ما أجملها سنبلة تنبت سنابل هذه هي الحياة لا بقاء فيها إلا للحق و الظلم ستقوضد أركانه في يوم ما و سنشهد هذا اليوم بعون الله
أجمل التحية من بريد الشوق
صبراً للمظلومين والمناضلين الاحرار
يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل.
لا غرفة التعذيب باقية ولا زرد السلاسل.
بس وين اللي يفهمون. صبراً صبراً.
العبر
ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار
كان هناك ولم يزل أكثر من شارون
أحستت يا سيد لقد كنت منصفا ولكن كم شارون أنتجته امتنا؟
بن صالح
وحبوب سنبلةٍ تجف ستملأ الوادي سنابل.
يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل.
لا غرفة التعذيب باقية ولا زرد السلاسل.
نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل.
وحبوب سنبلةٍ تجف ستملأ الوادي سنابل.
إلى جهنم
بياخذ جزاءه عدل الحين .. إلى جهنم يا شارون
تساؤل
كنت أكره شاروه كره لا يعلم به إلا الله، لكن اليوم وعندما أتذكر الأسباب التي دعتني لكرهه، يتغير رأيي للحياد، شارون مجرم نعم، لكنه لم يصرح يومًا من الأيام أنه يريد إبادتي وإبادة الشيعة في العالم، لكن الفلسطينيون يصرحون جهارًا نهارًا بمعاداتي وبقتلي، ويعتبرون "الشيعة" سبة يطلقونها على أنفسهم !، وهم أكثر الانتحاريين الذي هاجموا المدنيين الشيعة في العراق في الشوارع والمساجد والأسواق .
جهنم
الى جهنم وبءسى المصير
ال
هلا بيك سيد ماراعني البارحة في البي بي سي الانجليزية انها كانت تعرض صورا للفلسطينيين وهم يوزعون الحلوى ويحرقون صور شارون الدموي الاصورة بالكاد ولمتكن واضحة لم يتم التركيز عليها والمذيع متشنجة وهي تذيع نبأ وفاته
سنابسيون
القتله والجلادون التاريخ يخلدهم كما هو حال ستالين وهتلر وشارون وصدام وغيرهم لكن خلودهم كيف يكون؟؟ لا يكون الا بتذكر كل ما هو بشع وسيء في حياة الناس ،والمصيبة ماذا سيأخذون معم غير قطعة قماش ولن تدوم على اجسادهم العفنة حيث الدود يعمل على حتى القماش .
مقال ممتاز
سلمت هذه الأيدي ايها القاسم.