شارك الباحث في الشئون الإستراتيجية الدولية محمد نعمان جلال في ندوة «ثلاثة أعوام على الربيع العربي»، عبر ورقة حول الربيع العربي، وفيما يلي وجهة نظره:
أبعث إليكم بتهنئتي بالعام الجديد وأعبر عن الشكر لدعوتي للمشاركة في ندوة بعنوان «3 سنوات على الربيع العربي» وللأسف لن أتمكن من المشاركة وذلك لظروف خاصة ولضيق الوقت.
وفيما يلي باختصار وجهة نظري حول ما حدث وأطلقنا عليه الربيع العربي وتتمثل في النقاط الخمس التالية:
الأولى: إنني ممن انبهر بالسلمية في الربيع العربي والتغيير السلس للسلطة في تونس ومصر ولكنني توقعت في كتابي «ثورة 25 يناير وأبعادها الداخلية والخارجية» الصادر في أغسطس/ آب 2011 ردود فعل بثورات مضادة وتداعيات»، هذا وقد نشر الكتاب في شكل مقالات في صحيفة «الوسط» في مارس/ أبريل 2011.
الثانية: إنني أشرت للمرجعية التنظيمية للمتظاهرين آنذاك وهي كتب جان شارب الخبير الأميركي حول الانتقال من الديكتاتورية للديمقراطية وهي كتب عديدة منشورة على الإنترنت ومترجم الكتاب الرئيسي لها للغة العربية، ومن ثم فإنه رغم الدوافع الداخلية للتغيير إلا أنه للأسف بعض القوى التي دعت لذلك كانت مرتبطة بالخارج من حيث التمويل ومن حيث التدريب، ومن حيث الأفكار والأولويات.
الثالثة: إنني أشرت في مقالات عدة لتحول الربيع العربي إلى خريف وصيف وشتاء وهذا ما يحدث الآن في مصر وتونس بوجه خاص، وتحوله إلى رهن الوطن لقوى خارجية دولية وإقليمية، كما حدث ومازال في سورية، ما ترتب عليه تدمير الدولة وقتل آلالاف من الأبرياء وتشريد بضع ملايين من السوريين.
الرابعة: إن القوى الوطنية من الشباب النقي الذي أطلق شرارة الربيع العربي تراجعت في معظم البلاد بعد الأيام الأولى من الثورات، وسيطرت على الأوضاع قوى انتهازية متطرفة بعضها مرتبط بالخارج ولعل جماعة الإخوان هي في مقدمة تلك القوى وإن لم تكن الوحيدة. وما نشره المحامي ثروت الخرباوي، وكان من قيادات الحركة وممثلها لعدة سنوات في أوروبا ثم انشق عنها، تتضمن الكثير من تفاصيل مواقفها وتصرفاتها وسياساتها وأشير لكتابه «سر المعبد» الذي يفضح ارتباطات الجماعة بالولايات المتحدة منذ ما قبل عام 2005 وتزايد ذلك في 2005 وما بعدها ثم اتضح بصورة أكبر في التعهدات التي قدمتها للأميركان بخصوص حماية إسرائيل وعدم المساس بالمصالح الأميركية في المنطقة بخلاف ما يدعونه في تصريحاتهم.
الخامسة: إن هذه الثورة المضادة التي قادها الإخوان في مصر وتونس وليبيا وقادتها جماعات متطرفة مماثلة في دول عربية أخرى واتجهت لسياسة التطرف والإقصاء ما أدى لردود فعل عكسية تمثلت في ثلاث رئيسية، أولها استمرار الصراع والدماء والقتل والتشريد للمواطنين، وثانيها مزيداً من انكشاف اقتصاد الدول وزعزعة استقرارها السياسي والأمني، وثالثها مزيد من تحدي مؤسسات الدولة بهدف إضعافها ووصولاً لتدميرها، لأن هذه القوى تعتمد على فكر ونظرية العالمية الإسلامية بصورها المختلفة وهي ضد مفهوم الوطن والولاء له وضد مفهوم الحدود الوطنية واحترامها. ومن هنا ما تردد حول اتفاقات سرية للرئيس السابق محمد مرسي والجماعة مع أميركا للتنازل عن جزء من سيناء لحركة حماس لإقامة الدولة عليها وتحقيق الأمن لإسرائيل، وكذلك عرض التنازل عن حلايب وشلاتين بين مصر والسودان وهكذا. بالإضافة لتصريحات المرشد السابق مهدي عاكف حول الترحيب برئيس ماليزي لمصر بدلاً من رئيس قبطي مصري، وقوله « طز في مصر» وكذلك ترحيب وتمنيات المرشد محمد بديع بعد لقاء إسماعيل هنية في مكتبه بمقر الإخوان بمصر أنه يتمنى أن يكون هنية رئيساً لوزراء مصر ونشر ذلك كله في الصحف آنذاك، كذلك لجوؤهم للعنف واتباع سياسة الأرض المحروقة وهذه كلها أفكار وممارسات تتعارض مع جوهر الإسلام.
والسؤال ما العمل؟
للأسف ليس لدي وصفة سحرية، ولكن تجارب الديمقراطية في أوروبا وأميركا والهند اعتمدت على ركائز أربع هي:
الأولى: القيادة ذات الرؤية السياسية غير الأنانية وغير الطامعة في السلطة بصفتها سلطة ونموذج غاندي ونهرو في الهند.
الثانية: هي الكوادر الحزبية الواعية التي تمارس الإدارة وتشارك القوى الأخرى في ذلك.
الثالثة: هي القوات المسلحة والشرطة.
الرابعة: خلف كل ذلك هو دور المثقفين الليبراليين المؤمنين بالوطن وبالحرية وغير المؤدلجين دينياً، وتمثل ذلك في حزب المؤتمر في الهند وحزب الوفد في مصر عام 1919 وأمثالهما هؤلاء ساعدوا في بناء الدولة ومؤسساتها وضربوا المثل في النموذج وأيضاً نموذج مانديلا في جنوب إفريقيا.
المعضلة الرئيسية هل لدينا في العالم العربي مثل هذا النموذج؟ أقول للأسف بكل صراحة تاريخنا الإسلامي العربي مليء بالدماء والصراعات. يبقى لدينا الأمل في خروج قيادة من بين هذا الركام الذي نعيشه ونعاني بسببه، ولكن الطريق ربما كما قال الله تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
العدد 4145 - السبت 11 يناير 2014م الموافق 10 ربيع الاول 1435هـ
دبحتونا بالديموقراطية
أتعرفون ما الديموقراطية؟ هي حكم الأكثرية بعيدا عن حكم الدين؛ وقد كانت نتيجة للصراع بين البيروقراطيين والدينيين؛ فهي انتصار للمادة والرغبات على الدين
الحق يقال
مع اني ضد الاخوان في مصر ولكن هم فازو في الانتخابات ولهم الحق في حكم مصر والانقلاب الذي تم بواسطة الفلو واتباعهم والعسكر لا يريذ الدمقراطيه وكفاكم تظليل للناس
قمة الاستهبال
بالعودة للخبر..
الرابعة: خلف كل ذلك هو دور المثقفين الليبراليين المؤمنين بالوطن وبالحرية وغير المؤدلجين دينياً ......
ولكن الطريق ربما كما قال الله تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».