العدد 4145 - السبت 11 يناير 2014م الموافق 10 ربيع الاول 1435هـ

فعاليات: «ثورات الربيع العربي» زلزال سيستمر نحو الديمقراطية والتغيير

المشاركون في منتدى «الوسط» طرحوا آراء متباينة بشأن «الربيع العربي»  - تصوير : عقيل الفردان
المشاركون في منتدى «الوسط» طرحوا آراء متباينة بشأن «الربيع العربي» - تصوير : عقيل الفردان

الوسط - حسن المدحوب، مالك عبدالله 

11 يناير 2014

شددت فعاليات على أن الأوضاع في الوطن العربي لا يمكن أن تعود إلى الوراء، بعد كل ما حدث في ثورات واحتجاجات الربيع العربي، مؤكدين أن «ما جرى هو زلزال سيستمر طويلاً نحو الديمقراطية».

وتباينت آراء ومواقف المنتدين المشاركين في ندوة أقامتها «الوسط»، لبحث مآل الربيع العربي بعد ثلاث سنوات على انطلاقته، والمدى الزمني الذي يمكن أن تنجزه ثورات واحتجاجات الربيع العربي في سبيل الإصلاح والديمقراطية، غير أن أغلبهم اعتبر أن «هذه الثورات هي سطرٌ أول في فصلٍ أول، لكتابٍ عنوانه الديمقراطية والتغيير»، داعين إلى التريث «قبل إصدار شهادات الوفاة».

وعلى رغم التفاؤل الغالب الذي ساد أجواء النقاش، فإن المنتدين أبدوا خشيتهم على مستقبل الربيع العربي من اللعب بورقة الطائفية.


بعد 3 أعوام على انطلاقها... تحذيرات من تشويهها بالطائفية وخشية عليها من القوى المضادة

فعاليات: «ثورات الربيع العربي» زلزال سيستمر نحو الديمقراطية والتغيير

الوسط - حسن المدحوب، مالك عبدالله

شددت فعاليات على أن الأوضاع في الوطن العربي لا يمكن أن تعود إلى الوراء، بعد كل ما حدث في ثورات واحتجاجات الربيع العربي، مؤكدين أن «ما جرى هو زلزال سيستمر طويلاً نحو الديمقراطية».

وتباينت آراء ومواقف المنتدين المشاركين في ندوة أقامتها «الوسط»، لبحث مآل الربيع العربي بعد ثلاث سنوات على انطلاقته، والمدى الزمني الذي يمكن أن تنجزه ثورات واحتجاجات الربيع العربي في سبيل الإصلاح والديمقراطية، غير أن أغلبهم اعتبر أن «هذه الثورات هي سطرٌ أول في فصلٍ أول، لكتابٍ عنوانه الديمقراطية والتغيير»، داعين إلى التريث «قبل إصدار شهادات الوفاة».

وعلى رغم التفاؤل الغالب الذي ساد أجواء النقاش، فإن المنتدين أبدوا خشيتهم على مستقبل الربيع العربي من اللعب بورقة الطائفية، بالإضافة إلى المحاولات المستميتة التي تبذلها الثورات المضادة (عبر المال السياسي) في إفشال هذا الربيع وإنهائه.

وانتقد مشاركون في الندوة، «الدور المُحبط الذي مارسته بعض تيارات الإسلام السياسي، وفشلها في إدارة بلدانها بعد أحداث الربيع العربي، ومحاولتها سرقة هذه الثورات من الشعوب».

وقد شارك في الندوة كل من المفكر علي فخرو، والأمين العام السابق لجمعية «المنبر التقدمي» حسن مدن، والقيادي في جمعية «الوفاق» عبدالجليل خليل، ورئيس جمعية «الشفافية» عبدالنبي العكري، والباحث الأكاديمي نادر كاظم، والإعلامية عصمت الموسوي، والباحثة والكاتبة منى فضل، والكاتبة الصحافية ريم خليفة، فيما أدار النقاشات في الندوة، رئيس تحرير «الوسط» منصور الجمري.

- الجمري: بالنسبة إلينا فإن الربيع العربي يعني الكثير، فالبعض قال إنه بداية دخول الديمقراطية، وإنه بعد 100 عام من اتفاقية سايكس-بيكو التي تشكلَ وفقها الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى، نشهد الهزة الأولى لهذه الاتفاقية الاستعمارية، غير أننا أيضاً نشهد حرباً طائفية بالوكالة تدار في العراق والشام، ونشهد تصادماً إقليميّاًً. لكن الصورة لاتزال متقلبة، ومازلنا في المخاض، فهل هذه بداية لتشكيل شرق أوسط على أسس ديمقراطية؟، وهل ما يجري يشبه ما حصل في أوروبا من العام 1618 إلى العام 1648 عندما كانت هناك حرب طائفية بين البروتستانت والكاثوليك، ولعد ذلك بدأ فصل الدين عن السياسة وزرعت بذرة تكون الدولة القومية التي نضجت مع قيام الثورة الفرنسية في 1789؟ أم هل ان الربيع العربي يشبه ما حصل في أوروبا في العام 1848، عندما اندلعت ثورات وانتفاضات في آن واحد في العديد من الدول الأوروبية، ورغم انها فشلت لكنها أسست لأوروبا الديمقراطية بعد 20 أو 30 عاماً؟ فهل نشهد انتقالاً نحو الديمقراطية بعد فترة من الزمن؟

البعض يتحدث عن أن ما يحصل هو صراع بين الديني والليبرالي، بين العلماني والإسلامي، بين العسكري والمدني، بين الشباب وجيبل الماضي، وأن هناك تقلبات كثيرة لابد أن تحدث لتغربل المسيرة قبل تستقيم، وهل هذه كلها دليل على صحة من قال إننا لانزال في البداية؟

ومؤخراً، عقدت منظمة «الإسكوا» ندوة عن الربيع العربي وحضرها رئيس جمعية «الشفافية» عبدالنبي العكري، فما هي أهم القضايا التي خلصت إليها ندوة «الإسكوا» عن الربيع العربي؟

- العكري: «الإسكوا» هي منظمة التنمية الاقتصادية لغرب آسيا، وغرب آسيا هي المنطقة من باكستان إلى البحر الأبيض المتوسط، وهذه المنظمة تابعة إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع إلى الأمم المتحدة ومقرها العاصمة اللبنانية (بيروت).

وقبل البدء، أنا ضد استخدام الشرق الأوسط إذ إن ساحة الربيع العربي هي الدول العربية. وقد أصدر برنامج الامم المتحدة الإنمائي تقارير مهمة جداً عن التنمية الإنسانية في العالم العربي، وعلى رغم أن من وضعه هم من أبناء المنطقة، الا إن الأمر المستغرب هو أن أي نظام عربي أو حتى النخب لم تأخذ هذه التقارير بجدية، وهي تقارير كانت تحذر من حدوث ما حدث في الربيع العربي، وركزت على الحوافز التي أطلقت هذه الظاهرة العربية، بمعنى أن ليس هناك أية دولة عربية كانت محصنة منه، فهو بدأ في تونس وانتصرت الثورة وفي 25 يناير/ كانون الثاني وصل إلى مصر وبعد أقل من شهر كان في البحرين، ما يعني أنها ليست حالة محلية.

كما أن هناك وشائج مشتركة ووجداناً مشتركاً، والأمر الذي لم تكن النخب منتبهة إليه، هو أنه، وعلى مدى سنوات، تشكلت شبكات بين الشباب العربي في مختلف البلدان، ولم تكن الحواجز تفصل بينهم، وهو ما جعل الشباب في الدول المختلفة يتلقفون ما جرى في تونس.

والتقرير الذي صدر مؤخراً عن الأسكوا بشأن الربيع العربي يؤكد أن الدرس الأول كان عبارة عن أن هناك أسباباً هيكلية في بنية الأنظمة السياسية كانت من بين الأسباب الرئيسية لهذه الثورات والحركات، وهذه الأسباب لا يمكن إصلاحها بالطرق الاعتيادية، إما بالثورة عليها أو بالتغيير الجذري في النظام، أو باصلاح هيكلي في تركيبة النظام

أما الدرس الثاني، فهو أن القوى التقليدية لا تستطيع حشد الجماهير وراءها وأصبحت نخبوية فقط. والدرس الثالث هو التفكير خارج الصندوق، أي التفكير خارج الأمور الاعتيادية، ففي مصر مثلاً كانت الدعوة إلى النزول المليوني ولم يكن أحد يصدق نزول الملايين، وخارج الصندوق بمعنى أن المرجعية هي للشعب وليست للشخص الذي يخرج نتيجة الصندوق. كما تم طرح إشكاليات أخرى، وهي أن هناك فشلاً في التنمية البشرية، وفشلاً في الحفاظ على الهوية فضلاً عن الأمور المعيشية، فالموضوع ليس موضوع ديمقراطية فقط.

والحلول يجب أن تكون مركبة وليست أحادية، بمعنى ليس الموضوع أن أنتخب وأذهب إلى برلمان، وطرح نقطة أن الحراك لم تكن له القدرة على الانتقال من الحشد الجماهيري إلى التنظيم كما حصل في أوروبا الشرقية، لذلك جاءت القوى المنظمة وتسلمت نتائج الثورات، وهذا الدرس واضح في مصر إذ توزع أبناء الثورة على 20 حزباً وبعض الأحزاب كانت غير حقيقية.

والبعض جاء ليقول إن الربيع العربي هو ربيع وحشي ليتحدث عن ضرب الاقتصاد، وكأن الثورة يمكن أن تكون بـ «الكلينكس»، وهذا حدث؛ لأن هناك تركة ضخمة متراكمة نتيجة سياسات الأنظمة، وأعتبر أن هذه المرحلة هي مرحلة قومية جديدة بعد مرحلة عبدالناصر التي أطلق فيها الحركة القومية.

- الجمري: تسميها حركة قومية، إذاً وليست ديمقراطية؟

- العكري: لا، قومية بمعنى عابرة للحدود، ولا تتعارض مع الديمقراطية، وأنا متفائل بأنه سيحدث شيء وخصوصاً أن الحراك كسر المسلَّمات.

- فضل: أثناء ما جرى في الربيع العربي، بدأت تثار مجموعة من النقاشات، أرى أن من شأنها أن تغني هذه الندوة، ومن ضمن هذه التساؤلات، هل هي ثورات أم حركات انتفاضة، أم أنها لا ترتكز على مقومات الثورة؟.

- كاظم: الحديث عن الربيع العربي اليوم، يختلف عن الربيع العربي في 2011، في الأيام الأولى، الكل اعتقد أن المنطقة أصحبت مهيأة لنقلة شبه كاملة للديمقراطية، وكان يبدو أن بيننا وبينها مسافة لا تزيد على شهر في تونس، وأسبوعين في مصر.

النموذجان التونسي والمصري، بقدر ما أعطيا المنطقة قدراً من الحماس، فقد عمّما طريقة سهلة للاعتقاد بأن إسقاط الأنظمة أو إصلاحها جوهرياً يتم عن طريق الدعوات في الفيسبوك وتويتر، ومن ثم يكون الاحتشاد في الميادين فقط، وكأن الأمر كله يتم بهذه البساطة.

هذا التفكير مشروع، وعمل عليه الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي، ثم مؤسسات المجتمع المدني، وفي نهاية الأمر سقط النظام، أؤ رأس النظام، في تونس ومصر.

المنطقة لم تعمل شيئاً لتبدأ للانتقال السهل أو حتى الصعب نحو الديمقراطية، وخلقت بعد ذلك معوقات كبيرة في طريق الانتقال السياسي.

التفكير الثوري تم على طريقة حركة (مايو/ أيار 1968) الأوروبية، الشباب العربي انتهج ماقامه به الباب الأوروبي آنذاك «فكّر بواقعية وطلب المستحيل»، وتغافل عن الموانع وطريقة التفكير المعتادة التي كانت كل القوى السياسية تفكر بها، وخرج عن المألوف في حراكه.

هناك أمور معقدة في المنطقة لا يمكن أن تحسب سريعاً، ولدينا مجتمع مدني ضعيف، وهناك جمعيات مفتعلة لإعاقة الحراك نحو المجتمع المدني.

صحيح أن الهم القومي واحد، وقد بدأ الربيع العربي على طريقة سقوط أحجار الدومينو، وهذا دليل على أن في حركات الربيع العربي خواص مشتركة، مع أن هناك حديثاً لا يمكن التغافل عنه، من أن ما جرى في الربيع العربي هو جزء من الحراك العالمي. ما جرى في تونس ومصر أوهمَ الناس بسهولة الوصول إلى شيء في حراكهم، غير أننا دخلنا الآن في منطقة معقدة على الأقل.

- خليل: قرأت لعدد ممن كتب عن الربيع العربي واطلعت على آراء عدد من المحللين والسياسيين، فهناك قسم منهم كان متشائماً، وهذا القسم يمكن أن يكون وقع في موضوع مسمى الربيع العربي، فرأى أن ما جرى يتعارض مع المسمى، إذ إن ما حصل هو برد بل برد قارس، فعدد من الكتاب مثلاً كانوا يكتبون عن الاسم والتوقيت، لكن الجميع مجمع على أن ما حدث في العالم العربي هو استثناء، لكنه الصفحة الأولى من هذه الحركة الشاملة، وهو بداية الزلزال وبالتالي على السياسيين والكتاب أن ينتظروا قليلاً وأنا أميل إلى أن ما جرى هو زلزال كبير. ومن نتائجه الأولية أنه كسر حاجز الخوف وهو بحاجة إلى تنظيم.

تونس بدأت فيها الانتفاضة لكن مركز الزلزال كان مصر، فمصر في سنة واحدة أعادت نفسها مرتين، أما بالنسبة إلى التوقيت فلم يكن أحد يتوقع ما حدث، ولا أحد يعلم، لماذا هذا الوقت بالذات؟، وأنا أميل إلى أنها كالمعادلات الكيميائية فهي مزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وفي البحرين كنا في منتدى قبل (14 فبراير/شباط 2011) وكانت توقعات معظم المشاركين غير صحيحة، إذ تحدثوا عن أن مئات الشباب سيخرجون وستنتهي. وهنا أشير إلى أنه ليس من المهم أن أعرف التوقيت، لكن ما يهمني هو أن الأنظمة العربية التي تفاجأت بما حدث في تونس ومصر وضعت مصدات، وفي البحرين مثلا (فبراير) مقبل بروح من الحراك المستمر، والمتجدد على رغم القمع واستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.

وشخصيّاً وضعت رصداً للبحرين وكان معظم المؤشرات حمراء، بل جميعها تشير إلى الحالة الأمنية، وما أقوله هو أن العام (2014) في البحرين قد يكون أعمق من حيث الحراك من العام 2013 ويجب ألا نستعجل؛ لأن التغيير في الدول العربية سيتسمر، والجيوش لن تنجح، ونجاحها إن حدث سيكون مؤقتاً، والزلزال حقيقي والتغيير الحقيقي في العالم العربي سيأخذ عقداً أو عقدين من أجل تغيير المنطقة بالكامل.

- مدن: مشكلة ما حدث في العالم العربي أن العامل الموضوعي كان قابلاً للانفجار، وما حدث كان سيحدث إما عاجلاً أو آجلاً. ليست الثورات وحدها المسئولة عن الفوضى الموجودة بسبب ما جرى في الربيع، أنا أحمل الأنظمة المسئولية الأكبر، لو كانت هناك استجابة حقيقية لتطلعات الشعوب، لما كانت الاستجابة الشعبية بهذا الحجم.

المشكلة أن الانفجار لم يأتِ في وقت فيه قوى سياسية منظمة تقوده إلى الاحتمالات الأفضل، أما في حالة الشباب فقد حصلوا على التمجيد باعتبار أنهم القوة المحركة للثورات، وهذا الأمر ليس مقتصراً على هذا الحراك، فكل الحراكات القومية واليسارية والتقدمية، كان الشباب هم العنصر المحرك والدافع لها، لكن يجب ألا نحمّل الشباب أكثر من طاقتهم، ومواقع التواصل الاجتماعي لم تنتج ثورة.

وعندما ذهبنا إلى الخطوة التالية، لم نجد قوى شبابية منظمة، تستطيع أن تطرح مشروعاً واضح المعالم تلتف حوله الناس، وكان من وصل إلى السلطة هم القوى الأكثر قوة وتنظيماً، وهم الإسلاميون.

السبب فيما وصلنا إليه هو هشاشة المجتمع المدني، وتونس تتمتع بمجتمع مدني أفضل من غيرها، على رغم سطوة نظام بن علي؛ لأن هناك آليات مختلفة كانت سائدة منذ عهد بورقيبة.

نحن الآن إزاء وضع يمكن أن نقول عنه إن «القديم يموت، لكن الجديد لا يستطيع أن يولد»، واعتقد أن هذه المسألة يمكن أن تطول أو تقصر، ويمكن أن يكون لمؤسسات المجتمع المدني دور مهم في الذهاب إلى حل في مدة أقصر، أو تنتج عن هذه الثورات انقسامات حادة، ولا يمكن أن نغفل أن القوى المتضررة من التغيير لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي، ففي البلدان البيروقراطية هذه القوى قوية، والقوى التي لا تريد التغيير، توجه طاقتها من أجل إعاقة مسار التغيير، ومنع القوى الحديثة من أن يكون لها الدور المؤثر في صناعة الأحداث.

- الموسوي: أنا أستغرب ممن يقول أن الربيع العربي دموي، ماذا كنا ننتظر من بلدان وفق التقارير البشرية على مدى 10 سنوات إنها صفر في الحريات والشفافية والديمقراطية وتمكين المرأة، فهي ليس فيها أي شيء من مقومات الدولة الحقيقية، وبلداننا كانت بحاجة إلى شرارة فقط. وكانت هناك انتفاضات مستمرة في العقود الماضية، لكنها ليست كبيرة كما حصل في العام 2011، فكما يصف أحد المصريين الأمر بأن تلك الحركات كان فيها عدد أفراد الشرطة أكبر من أعداد المتظاهرين.

والربيع العربي بيّن هشاشة الأنظمة وهشاشة المجتمعات والأحزاب السياسية، والنخب، والأنظمة كانت ضعيفة بحكم الاستبداد وقوانين الطوارئ وأمن الدولة تسبب في هشاشة النخب التي لم تستطع تكوين تراكم خبرات بسبب أجواء القمع.

والديمقراطيات في العالم العربي إما مهجنة أو على هامش بسيط، إلى درجة أننا وصلنا فيما بعد الثورات، إلى أن مصر لم يكن أمامها سوى إما شفيق أو مرسي، وأعتقد انه لايزال أمامنا زمن طويل، فثلاث سنوات لا تمثل شيئاً في تاريخ الأمم.

وما ساهم في حدوث الثورات بهذا الشكل هو الإعلام المتطور وثورة المعلومات الكبيرة، كما أنني أعتقد أن الربيع العربي تأخر، كما أحب أن أشير إلى أن البحرين جرت فيها حركة إصلاحية جرى التلاعب بها والبحرين كانت أذكى من غيرها من خلال احتياطها بعدد من الإجراءات فضلاً عن توهين شريحة وتقوية شريحة أخرى.

- فضل: يجب النظر إلى مسألة الربيع العربي بشكل موضوعي، عند النظر إلى التاريخ أنه حلقات مترابطة تحدد هذه الحلقات أوضاعاً داخلية موضوعية تتفاعل مع بعضها بعضاً لإنتاج شيء معين.

الربيع العربي لم ينزل بـ (براشوت)، وليس بسبب نظرية المؤامرة، هناك عوامل داخلية تختمر وتسبب الأزمات الموجودة والفشل التنموي، وأعتقد أن لدينا قصوراً لدى المفكرين والمحللين أنهم لا يأخذون العامل الخارجي بمحمل الجد، واقصد بالعامل الخارجي توازن القوى العالمية والإقليمية، التي لديها مصالح في المنطقة.

لا يمكن أن يقوم تغيير حقيقي دون أن يكون هناك وضوح في الدور الإقليمي أو الدولي، ولا يمكن أن نغفل هذا الدور في التغيير.

ما يميز هذه المرحلة من الربيع العربي، أنه بعد الحرب العالمية الثانية لم يكن الإعلام يصل إلى المواطن العادي ويحفزه على الخروج، ولكن الأوضاع تغيرت الآن، مواقع التواصل الاجتماعي كان لها دور كبير، وقد تحدث عنها الكثير من المحللين، حتى أناس من الخارج كان لهم التوجه نفسها.

هذه الحركات أو الثورات افتقدت إلى وجود قيادة حقيقية تقود الشارع، في هذا المجال تناسينا كثيراً وجود الإسلام السياسي في وسط الربيع العربي، ولا يمكن إغفال هذا الجانب في وسط هذا الربيع، وقدرته على تحشيد الشارع بالآلاف.

قد نختلف حول طبيعة هذه القيادة أو مستوى اختبائها حول الخطوط الخلفية والفرص التاريخية عبر سرقة الثورات كما يقال في مصر، ولكننا وجدنا في تونس وجود التيار السياسي وقدرته على الوصول للسلطة، بغض النظر عن وصول الإخوان في مصر، وانقلاب الناس عليه، وكذلك كما حدث في البحرين، صحيح أن ما حدث في البحرين كان حركة عفوية شبابية، ولكن التيار الإسلامي لعب دوراً واضحاً في مجريات الأحداث.

- الجمري: ثلاث سنوات من الربيع العربي لم تبقَ نتائج الثورة مستمرة في طريقها سوى في تونس كما طرح عدد من المشاركين، فهناك انتصار للمؤسسة العسكرية بالإضافة إلى القوى الإسلامية التي كانت الأكثر تنظيماً بين القوى في المجتمعات العربية، والآن هناك انبعاث لحرب طائفية ربما تقسم المنطقة على أسس غير ديمقراطية، والجميع هنا يتحدث عن أننا في المرحلة الأولى ممّا يجري، فهل نحن أمام إخفاق أم تعثر طبيعي؟

- فخرو: يجب أن ننظر إلى ما حدث في السنوات الثلاث الماضية من خلال نظرة تاريخية بمعنى الماضي والحاضر والمستقبل، والماضي ليس صغيراً، بل أنت تتحدث عن قرون من حكم الاستبداد والاستغلال البشع، أوجد أفكاراً بين العامة كلها سلبية ومشكلات كبيرة، وعندما تأتي الشعوب العربية وتخرج على ذلك، ما يعني أنها كسرت حاجز الخوف لأول مرة، وإذا أخذت هذا، ستنظر إلى الثورات عبر التاريخ العربي.

والشعوب العربية ضحّت بالكثير من الدماء من أجل محاربة الاستعمار بالإضافة إلى القيام بثورات وانتفاضات ولكن الإشكالية الأكبر أن كل هذه الثورات والانفجارات تصعد ولكنها تموت لأنه ليس هناك من يأخذها ليبني بين هذا الانفجار والانفجار الذي يليه، فقيادة ما بين الثورات غير موجودة.

- الجمري: أين المفكرين؟

- فخرو: يحدث انفجار وبعده انفجار أخر والذي قد يكون أسوء من الأول لأنه لم يبنى بين الانفجار الأول والثاني، والثورات تقوم لعقود فالثورة الفرنسية لم تنتهِ بعد، فشعاراتها مرفوعة للآن، وأي ثورة كان هناك من يقف وراءها ومن يقودها وهذه جماعات منظمة، وهذا الجانب التاريخي مهم للغاية.

وأعتقد أنه لا رجوع للماضي ومؤكداً أن الوضع العربي لن يعود للسابق قد تكون هناك عثرات وأحزان ولكن لا يمكن أن يحدث كل هذا الحراك وهذا الوعي الكبير اتجاه ما حدث وبالتالي تشبع وعدم قبول بما كان يجري ومن ثم نعود للوراء.

ومصر تعتبر المدخل في الوطن العربي، فعندما تنجح مصر فإمكانية النجاح في الدول العربية تزيد وكذلك في حال فشل مصر فإمكانية الفشل في الدول العربية تزيد، فلنحاول بنظرة تاريخية أن نقارن بين 2008 و2009 و2010 بالعام 2011 و2012و2013 فلو قيل في العام 2010 إن هذه الشعوب ستتحرك لقيل إن هذا مستحيل في وسط الخمول واليأس الذي كان منتشراً، لذلك أنت ستصل إلى أن هناك شيئاً كبيراً حدث في النفوس. والسؤال، هل نتعامل مع ثورة في دولة أو ثورات في أمة؟ والإجابة واضحة هي أننا نتعامل مع ثورات في أمة مما يعني ثورات عديدة ومتأثرة مع بعضها البعض والدليل أنها عندما تراجعت في مصر كانت النفوس متأثرة في الدول الأخرى والعكس أيضاً جرى.

على مدى 50 سنة الماضية وبدل أن تبنى قوى سياسية في المجتمع المدني قادرة على الاستفادة من الوضع لم يحصل كل هذا، وأكبر هزيمة فيما جرى كانت للتيارات القومية واليسارية والليبرالية لأنها أثبتت أنها دكاكين هنا وهناك.

- الجمري: الفشل المصري، وأيضاً التحارب الطائفي في الشام والعراق بالإضافة إلى ما يجري في الخليج من ضخ مالي من أجل الحشد الطائفي، ألا تعتبره أحبط الربيع العربي؟

- فخرو: هناك نواقص في حركات الربيع العربي، أولها أنك لا تتعامل مع دولة بل مع أمة في 22 دولة، والثانية القيادة الثورية، فليس هناك قيادة ثورية (مثل جورج واشنطن في الثورة الأميركية، أو اليعاقبة في الثورة الفرنسية، أو غاندي في الهند، أو مانديلا في جنوب أفريقيا)، وشخصياً كتبت أكثر من مرة عن هذا الأمر، ففي مصر التحق الشباب بعد الثورة إما بشخصية كمحمد البرادعي أو بحزب معين بينما كان يجب أن يكونوا في تكتل واحد بعد سقوط مبارك، والفضيحة الكبرى كانت هي القوى الموجودة لم تقترح عليهم التكتل.

والمشكلة الثانية هي أنه كان يجب تكوين شبكة بينما الشباب العربي في كل دولة ليستفيدوا من بعضهم البعض ويتعلموا من بعضهم البعض ولكن ذلك لم يحدث وظلَّ كلٌ يعيش في عالمه، ولا أعلم عن ثورة تكالبت عليها عوامل خارجية بالغة التعقيد والسوء كما هي ثورات العالم العربي بمعنى أن هناك دول لا تريد ثورات ناجحة منها إسرائيل والغرب.

- الجمري: ألا تعتقد مثلما يعتقد البعض أن الثورات مستوردة ولها أجندات خارجية؟

- فخرو: أنا لا أعتبر ذلك، وعيب علينا أنه كلما قمنا بعمل شيء جيد قلنا إنه قادم من الخارج، فمثلاً، انها إهانة لشعب البحرين عندما نقول إن إيران تحركه.

وعودة لموضوع الظروف المتكالبة ضد الثورات في العالم العربي، فإن المال الخليجي لعب بشكل سيئ كبير ضد الثورات العربية، والمال الذي يصرف الآن لإيجاد نكسة حقيقية في مصر لترجع كما كانت من خلال دفع الأموال ضد أي حراك تقدمي طوال تاريخها.

وأحد النواقص أن هناك مجتمعات لا توجد فيها تعقيدات مثل هذا المجتمع الذي توجد فيه انقسامات طبقية وطائفية وإثنية وغيرها، وأي ثورة تواجه هذا التعقيد لابد أن يصعب تحركها ولكنها تنظفه في النهاية.

وفي السيرورة التاريخية فإننا مازلنا في بداية البدايات والذين يحاولون التقليل من الحراك العربي إما من المصلحيين والانتهازيين الذين لا يريدون التغيير أو القوى الخارجية التي لا تريد أي تغيير ويجب ألا نعطي أي دفع لمشاعر الإحباط للشباب العربي بنية وبدون نية إذ إننا سنساهم في الاتجاه المعاكس للثورات فيكفيهم الإعلاميين الانتهازيين.

- الجمري: هل أعاق التيار الإسلامي السياسي الربيع العربي؟

- فضل: التيار الإسلامي جزء من الربيع العربي لا يمكن أن نتغاضى عن الحديث عن هذا التيار لأن له عمقه بغض النظر عن اتجاهاته، وإنما له وجوده وحضوره في الشارع خلال عقود من الزمن، ولا يمكن القول إن الربيع العربي افتقد إلى قيادة، وهنا قد نختلف عن مفهوم القيادة الفاعلة من عدمها.

- الجمري: هذا أمر مهم، نريد أن نسمع رأي عبدالجليل خليل لأن جمعية الوفاق لها دور رئيسي في البحرين وهي تصنف ضمن تيارات الإسلام السياسي.

- خليل: من أجل أن نأخذ دروس خصوصاً للإسلاميين، سأقارن بين تونس ومصر وسورية، تجربة مصر في تقديري ذهب الإخوان فيها إلى فكرة المغالبة وليس المشاركة، فالإخوان كانوا أكثر قوة منظمة في مصر ولكنهم «كوّشوا» على كل شيء وذهبوا للمغالبة من خلال أنهم أصحاب أكثر الأصوات، أما الإسلاميون في تونس فبدأوا بفكرة المشاركة وليس المغالبة فهم للآن يسيرون بصورة هادئة مع بعض المنغصات، فذهبت تونس لهيئة مشرفة على الانتخابات ثم إلى مجلس تأسيسي لدستور متفق عليه بعكس مصر التي ذهب فيها الإخوان إلى التكويش من خلال المغالبة، والإسلاميون إذا ذهبوا لفكرة المغالبة في البحرين فلن ينجحوا طويلاً لذلك لابد من المشاركة.

- خليفة: نحن في الشارع العربي لدينا صحوة ووعي بأهمية أن يكون لدينا نظام سياسي يؤمن بالطرف الآخر ولا يقصيه، يؤمن أن يحترم الطرف الآخر وليقصيه، بسبب الاحتقان الذي سبق الربيع العربي مهد لهذا الربيع.

البحرين فيها تاريخ من الوعي السياسي بسبب ما مر عليها من حراك ونضال ممتد، وهذا الوعي يعزز لثقافة مبنية على الاعتراف بالطرف الآخر تستخدم مصطلحات غير تمييزية وعنصرية، وللأسف بعض الكتَّاب بدأ يستخدم كلمات ذات دلالة طائفية في السنوات الأخيرة من أجل تفريق المجتمع وتضييع حركة الربيع العربي التي انطلقت في البحرين بعفوية وبمبادرات شبابية أبهرت جميع المراقبين في كل مكان..

المجتمع في البحرين يقسّم الآن ضمن خطة ممنهجة لإحباطه ولتخويفه من بعضه البعض، وبالتالي يتم احباط الربيع العربي، وللأسف الشديد هناك من يستخدم أداة الإعلام وتوجيهها في هذا الاتجاه.

اتفق مع الرأي الذي يشير إلى عدم وجود القيادة الثورية الواضحة لحركات الربيع العربي، وعندما ظهرت أسماء محفوظ في مصر لم يكن لديها تنظيم، ولكنها كانت تطمح إلى مرحلة مختلفة عبر صوتها وحراكها.

التنظيمات مهمة، لأنها رغم القمع الشديد في بلد مثل تونس فإن اتحاد الشغل لعب دوره. الشباب سيبقى يستخدم وسائل الإعلام الاجتماعي، لأنها ستبقى صوت من لا صوت له، لأنها ستكون وسيلة للتواصل في ظل غياب التمثيل المطلوب لها في الإعلام الرسمي.

- كاظم: من الثابت أن المنطقة إلى ما قبل العام 2011، كانت تعاني من انسداد تاريخي أو عجز تاريخي، وبعض الدول في المنطقة كانت مستثناة من التحولات الديمقراطية، وكان هناك إصلاح شكلي في عدد من البلدان.

ووصلنا إلى مرحلة استيأست الشعوب الأمل، وتأملنا من الربيع العربي أن يفتح الباب ولكن بعد ثلاث سنوات نشاهد تعقيدات ضخمة فمثلاً في ليبيا كان الشعب يريد بناء النظام، بعكس بعض الدول العربية التي كانت تطالب بإسقاط النظام، ومن الدروس المستفادة من الربيع العربي هي أننا أمام حركة احتجاجية لها مطالب ممزوجة فهي خليط من مطالب شتى لم تجتمع في يوم من الأيام في الدول العربية والنوى الصلبة لها هي الطبقة الوسطى هي التي كانت لها مطالب حقوقية وفي الديمقراطية ولكن الطبقات الأخرى غيّرتها بشكل كبير.

كل الحركات في الدول العربية على مدى التاريخ كانت تحمل شعار حتى حركات الجيوش التي كانت تقوم بعمليات انقلاب كانت ترفع شعارات معينة ولكنها شعارات لا تنتج ديمقراطية.

وهذه أول حركة شاملة فيها شيء من الواقعية وهو أن التغيير يجب أن يكون باتجاه الديمقراطية، وأتفق مع فخرو أن لا عودة للوراء وقد يهول البعض أننا سنعود إلى حال أسوأ من قبل كما يحدث في سورية رغم أنه مازال هناك جيش ونظام ولم يصلوا إلى مرحلة الجميع ضد الجميع.

ولكننا شهدنا سقوط التوافقات بين الأنظمة السياسية والجماعات السياسية التي تمثل القوى التقليدية التي كانت مستوعبة ضمن النظام السياسي كما في البحرين بين جمعية الوفاق والسلطة. كما أن الأنظمة العربية معظمها استخدمت كل أسلحة الردع من تأجيج طائفي وجيش وتنظيم القاعدة والحروب الأهلية وغيرها وبالتالي لا يوجد لديها سلاح ردع آخر فهذه الأسلحة بسقوطها تنتهي. وحتى لو شعرنا أن المنطقة دخلت في مرحلة خطيرة وأننا لن نصل إلى الديمقراطية بسهولة ولكن ليس من المصلحة التثبيط، ونحن دخلنا في مرحلة الانتقال إلى الربيع العربي.

- الجمري: هناك أمر متفق عليه وهو أننا مازلنا في البداية.

- الموسوي: الربيع العربي أظهر هشاشة الأنظمة، ووهشاشة النخب والمجتمع المدني، وأصبحنا أمام قضيتين أو جانبين، أنظمة لديها الأموال التي تنفقها من أجل إعاقة الربيع العربي، والمجتمعات الضعيفة التي يجري توهينها وتفتيتها كل يوم.

نحن بحاجة إلى أن تقوم الأحزاب بغربلة أخطائها، الأحزاب التي تكونت من لون واحد يجب أن تراجع نفسها من جديد على أساس وطني.

- مدن: إحدى نقاط ضعف الربيع العربي هو الإسلام السياسي، ولا أقلل من دور هذه التيارات في البحرين أو غيرها، في تونس أو مصر لم يكن هذا التيار هو من أطلق هذا الحراك، بل التحق به.

معضلات الإسلام السياسي أنه يتحدث بصوت وبلون واحد في مجتمعات طائفية ومنقسمة، ولكن هل يستطيع الإسلام السياسي في مجتمعات مختلفة أن يخاطب بقية الأطراف؟ نحن في البحرين نواجه مثل هذه الحالة.

البحرين ليست مكوناً واحداً فقط، بل هناك طرف آخر أيضاً، وعلينا أن نسعى إلى تكوين جبهة وطنية، وهذه العملية ليست مسئولية «الوفاق» فقط بل وعد والمنبر التقدمي وغيرها من التنظيمات السياسية.

الورقة الطائفية، ليس في البحرين فقط، بل في الوطن العربي، وإذا نجحت هذه الورقة ستعطل مشروع التغيير في الوطن العربي.

التسويات المقبلة ستكون مع بقايا النظام القديم، هذه القوى التقليدية لايزال لديها درجة من التماسك، ولا يمكن إغفالها في أي نوع من التغيير.

- خليل: في موضوع الإسلام السياسي، قلت إننا نحتاج للمشاركة وليس المغالبة، وفخرو تحدث في العام 2004، عن أن المشاركة من شأنها السيطرة على الكتلة السياسية الحرجة بحيث إن النظام لا يستطيع أن يسير مشاريعه.

نحن محتاجون لوحدة برامج فجمعية الوفاق اليوم تمثل الإسلام السياسي ولكن ما هو البرنامج الذي تعمل به؟ فهناك عملية تنسيق وتفاهم جيد بين المعارضة بمختلف تكويناتها بما فيها «الوفاق»، ونحن متحاجون لهذه الكتلة السياسية الحرجة التي يمكن أن تقف في وجه السلطة، وإذا قمنا بضرب بعضنا البعض سنعطي السلطة قوة لضرب المعارضة، وما يهمنا هو قيادة الساحة ببرامج موحدة تحقق طموحات الشعب بما فيهم الشباب.

وفي البحرين أنا مطمئن، بعد استخدام سلاح الطائفية والقوة الضاربة وغيرها، ولكن الحراك مستمر.

- الجمري: إذن مازلنا في السطر الأول من الصفحة الأولى من هذا الحراك؟

- العكري: هذه الثورات أو الانتفاضات أطلقت أموراً هائلة، هذه القوى تستطيع أن تقود الشارع إلى بر الأمان.

لدينا عاملان يشكلان المخاطر على الربيع العربي، الأول هو تشظي الثورة عبر الصراعات الطائفية، اليمن كان في حالة ثورة ولكنه تحول الآن إلى حركة انفصالية، وهذا الخطر ليس صغيراً.

إذا كان يراد تصحيح الوضع في اليمن أو في غيرها، لا يمكن أن أغير الأحزاب السياسية وإيديولوجياتها، لا «الوفاق» أو غيرها، ولكن يمكن أن أغير في سلوكها وبرامجها، المطلوب أن تتفق على تغيير تدريجي جذري، وليس شكلي.

كما أن بعض القوى الخارجية تحركت لاستيعاب التغيير في مصر واليمن عبر الأموال، ولا يمكن التقليل من خطورة هذا الحراك، ولكن الرد عليه يتم عبر التقارب مع القوى الحية التي لها مصلحة في التغيير عربياً.

- فخرو: أكبر شيء مفجع في السنوات الثلاث الماضية هو الفشل الذريع للإسلام السياسي، فالإخوان في مصر لو نجحوا لأصبح الوضع مختلفاً، فهم لو فهموا أن الفترة الانتقالية في كل ثورات العالم هي مراحل توافقية على الانتقال من نظام سابق إلى نظام مستقبلي لكان الوضع مختلف تماماً.

جميع البلدان العربية باستثناء تونس بمستوى معين لم يفهموا المرحلة الانتقالية، ولا نجلس لنقول أول ساعة أو أول أسبوع من الربيع العربي، أما الحديث عن أن الربيع العربي المشتبك بالخريف وغيره فهذا كلام فارغ، والجميع هنا متفق أن الحركات والثورات هي في البداية وبالتالي لن نستطيع أن نحكم ماذا سيحمل المستقبل؟ ومهما كان فالربيع العربي حقق المئات من الجوانب الإيجابية منها مشاعر الأمل وذهاب مشاعر الخوف والأمور النفسية.

وعلى القوى الناضجة والكتاب والمفكرين والقوى السياسية أن يساعدوا من يناضل في سبيل الربيع العربي، وأنا كتبت نحو 100 مقال منذ بداية الربيع العربي كلها موجهة للشباب العربي، وأعرف أن بعضهم سيقرأون حتى يعرفوا أن المجتمع ينظر إليهم بشكل إيجابي.

العدد 4145 - السبت 11 يناير 2014م الموافق 10 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 9:08 ص

      الخريف

      هههههه والله ضحكتونه ... شقال قال الربيع العربي وانت الصاج ... رحوا رقدوا احسن لكم

    • زائر 4 | 12:13 ص

      محمد

      موضوع جيد الربيع العربي الان في فصل الشتاء وان كان ساخن في سوريا

اقرأ ايضاً