العدد 4144 - الجمعة 10 يناير 2014م الموافق 09 ربيع الاول 1435هـ

الفنان أيمن حاجي: ذاهب إليه... لا يمكن التوقف عنه

الفنان أيمن حاجي ينتمي إلى جيل الشباب الصاعد الذي ما انفك يبحث عن مرسى آمن يستقر فيه ويبسط قدماً عليه كما حال الكبار من الفنانين عبر مثابرةٍ هنا وجدٍّ واجتهادٍ هناك جلها تصب في مجال الرسم، هذا المجال الرحب الذي يبحث من خلاله كل فنان عن ذاته... يبحث عن طموحه الذي لا يحده حد، هكذا هي نظرة كل مبدع تكون نظرته ومستوى طموحاته هي الآفاق الأوسع والأبعد.

أيمن حاجي من مدينة المنامة ولد العام 1974، أخرج ما في جعبة الشاب ولو متأخراً بعض الوقت والذي تأثر بوالده الذي مازال مهووساً بالتصوير الفوتوعرافي حتى هذه اللحظة، وملازمته له في شغله حين كان يملك مؤسسة صباغة منذ الطفولة، فدخل عالم الألوان وتشبع. التأخر في المجيء إلى عالم الإبداع ليس بدعة... ليس جديداً... ليس مستغرباً. التاريخ مليء بالشواهد التي أتحفت العالم بإبداعاتها في شتى صنوف الفنون.

بدايات الدخول

نعم دخلت عالم الفن متأخرا ًعبر تعرفي إلى الفنانين موسى الدمستاني وشقير الدرازي وهذا الأخير هو من عرفني وأخذني إلى جمعية البحرين للفن المعاصر. وهناك تعرفت على الفنانين محمد المهدي وسيد حسن الساري، ومحمد المهدي هو من أعطاني الكثير من عالم الفن على صعيدي التوجيه والتشجيع والحضور في هذا العالم. طبعاً لا أنسى ذكر الأستاذين الكبيرين الفنان عبدالكريم العريض والفنان راشد العريفي وما يقدمانه لي من نصح وإرشاد والدفع بتجربتي الفنية.

التحقت بجمعية المرسم الحسيني للفنون الإسلامية حيث واظبت على المشاركة في أغلب الفعاليات التي تقيمها هذه الجمعية.

سافرت إلى الهند في العام 2008 والتحقت بدورة استمرت نحو شهر درست خلالها على يد أحد الفنانين في ولاية كيريلا. كان الدرس مركزاً على كيفية رسم وجه الإنسان (بورتريه) وكنت أبقى في هذا المرسم خمس ساعات متواصلة أمارس خلالها الرسم من دون انقطاع، واستفدت من هذه الدورة المكثفة الكثير في مجال الرسم وخصوصاً رسم الوجوه.

بعد ذلك رحت أتردد على زيارة سورية وألتقي كبار فنانيها في مراسمهم، وكنت أزور صالات العرض الفنية في دمشق. ذات يوم التقيت الفنان والناقد السوري القدير أسعد عرابي الذي قال لي «الفنان الحقيقي هو الذي يعطي ولا يهاب أي شيء لأنه طاقة متجددة». أعتقد أن هذا كلام مهم أثر فيَّ بشكل وآخر.

بين العامين 2010 و2011 تعرفت على الفنانة الأميركية مريان ولسون التي كانت مقيمة في البحرين وتعمل مدرسة لمادة الفنون في مدرسة ابن خلدون الخاصة. كان لها دور كبير في تنمية قدراتي في الثقافة الفنية والبصرية وفي طرائق الرسم. تعلمت منها الكثير... شجعتني وروجت الكثير من أعمالي في الولايات المتحدة الأميركية... لقد أخذت بي للاطلاع على العالم الخارجي في عالم الفن تحديداً. كانت لي تجربة جميلة واعتز بها كثيراً هي الرسم على بطاقات الهواتف المدفوعة الأجر، هذا إلى جانب محبتي المزج بين خامتي الفحم وألوان الأكريليك في الرسم؛ لأني وجدتها تقنية غنية جدّاً وممتعة في آن.

بعد ذلك سافرت الفنانة مريان الى دولة منمار ومن هناك نصحتي بزيارة تايلند للتعرف على الفن والفنانين هناك. بالفعل سافرت إلى تايلند وحرصت على زيارة أكاديمية الفنون في العاصمة بانكوك وتعرفت كيف ينظر الى الفنون البصرية وأهميتها في المجتمع... رأيت الجدية وحب الفن حيث يبقى الطلاب ساعات طويلة في مراسم الجامعة يزاولون الرسم. طبعاً اشتغلت مع الكثير من الفنانين التايلنديين في مراسمهم ومازلت حتى اللحظة. وفي كل زيارة لي لتايلند أحرص على مثل هذه الزيارات؛ لأني تعلمت منها طرق رسم الوجوه، البورتريه، وتقنيات الرسم بالألوان المائية حيث لكل فنان طريقته وتقنيته في الرسم والتلوين بهذه الخامة الشفافة.

رسم الوجه/ البورتريه

كثيراً ما أعتمد على رسم الشخصيات من الصور الفوتوغرافية كدراسات وخاصة الصور ذات الظل والضوء باستمرار... الزمن جد قصير.

الجيل الذي أنتمي إليه

عن هذا الجيل الذي أنتمي إليه أقول: أشعر أنه بحاجة إلى دعم من المؤسسات لأجل استمراريتنا حيث لا يخفى على أحد غلاء أسعار المواد الفنية، وكذلك حفزهم وإتاحة الفرص لسفرهم للاطلاع على تجارب الفنانين من الدول الأخرى وخاصة المتقدمة منها كأوروبا مثالاً وكذلك العمل على ترويج أعمالهم.

المعارض الجماعية الشبابية

بالنسبة إلى شح أو ندرة المعارض الشبابية في البحرين يمكنني الإشارة إلى أن الكثير من الفنانين الشباب يظن أنه صار كبيراً وقد وصل إلى مرحلة ومستوى لا يمكنه العرض بجوار فنان ربما يراه مبتدئاً. أتكلم من باب المحبة وما أود ملامسته ورؤيته قائماً في ساحتنا الفنية، بناء على ما شاهدته في الخارج من معارض تنظم باستمرار سواء من قبل جمعيات فنية أو صالات الفنون الخاصة. لقد شاهدت فنانين كباراً يعرضون بجانب فنانين صغار بهدف دعمهم وتشجيعهم ولم أر أية مشكلة أو خلل في ذلك بقدر ما فيه من محبة وإنسانية. هذا يعد رصيداً يحسب للفنان الكبير ويعده الفنان الشاب مكسباً له كونه عرض أعماله بجوار أعمال فنان كبير.

المعرض السنوي

أعتبر مشاركتي في المعرض السنوي للفنون التشكيلية الذي تنظمه وزارة الثقافة فرصة لي لعرض أعمالي في مثل هذه الفعالية المهمة والكبيرة، حيث يزور المعرض الكثير من المهتمين بالفنون التشكيلية ويلقى رعاية ودعماً كبيراً من الدولة.

الرسم مرة أخرى

ثمة قرار داخلي يقول لي لا يمكنك التوقف عنه، أطمح إلى أن أنتشر محليّاً ودوليّاً، وأن أعرض أعمالي في صالات الفنون الكبرى وفي المتاحف كطموح أي فنان في هذا العالم ينشد السمعة الفنية والانتشار، وأتمنى أن يجيء اليوم الذي أتخلص منه من الوظيفة؛ لأن الوظيفة تأخذ من الفنان الوقت الكثير بخلاف حين يكون متفرغاً ولا مهنة له سوى مزاولة الرسم فقط.

أشعر دائماً بأن لا وقت لدي وأن اليوم المكون من أربع وعشرين ساعة قصير وقليل جداً للرسم. أنا ذاهب إليه... لا يمكن التوقف عنه.

العدد 4144 - الجمعة 10 يناير 2014م الموافق 09 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً