افتتح وزير العمل جميل حميدان المؤتمر الخليجي الثاني لتدريب المدربين، تحت عنوان «المدرب يلتقي بالمدربين»، صباح يوم الأربعاء (8 يناير/ كانون الثاني 2014)، بمشاركة محلية وخليجية. وبدأ الحفل بكلمة من رئيس المؤتمر الرئيس التنفيذي لمجموعة أوريجين للاستشارات أحمد البناء.
وركز البنّاء على أهمية عقد هذا المؤتمر لأهمية تدريب المدربين وما لذلك من أثر على جودة التدريب الذي يخضع له المتدربون في شركات القطاعين العام والخاص.
وقال وزير العمل في الكلمة الافتتاحية : «إن هذه المبادرات تمثل انسجام العمل بين القطاع الخاص والقطاع العام فيما يتعلق بتدريب الموارد البشرية وتطوير مخرجات التدريب لتواكب احتياجات سوق العمل»، منوهاً أنه «في السنوات الأخيرة شهدت تطوراً ملحوظاً وملمساً في تنمية الموارد البشرية، وأصبح لزماً على الأفراد أخذ الدورات التدريبية التي من شأنها تأهيلهم»، مشيراً أنه «في هذا الشأن قامت وزارة العمل بمتابعة تطور مؤسسات التدريب وتطوير التشريعات والقوانين الداعمة للعملية التدريبية، وعليه فقد تمخضت إحصاءات التقييم للمؤسسات التدريبية عن حصول 4 هيئات تدريبية على مستوى ممتاز وحصول 20 منها على مستوى جيد و18 من هذه المؤسسات حصلت على مستوى مرضٍ، في حين مازالت 4 من هذه المؤسسات التدريبية تحاول تحسين أدائها للوصول للمستوى المطلوب».
وبين الوزير أن «هناك العديد من المبادرات التي تتخذها الوزارة بالتعاون مع جهات أخرى معنية». مشيراً في هذا الصدد إلى «منظومة المؤهلات المهنية» التي تعمل عليها مع هيئة الجودة، بالتعاون مع مشروع المعايير المهنية ومع مجلس التنمية الاقتصادية لخلق منظومة كاملة لجودة التدريب، كذلك إحكام الرقابة على مراكز التدريب وربطها بالمعايير المهنية.
وأعلن الوزير في المؤتمر الخليجي الثاني «لقاء المدربين بالمدربين» عن إطلاق مشروع «المرصد الوطني للموارد البشرية»، الذي قال عنه: «إنه بمثابة بوتقة لسوق العمل ستجمع من جميع الجهات الخاصة والعامة ويكون المرصد بمثابة بوصلة دقيقة وشفافة لتوافر المعلومات المطلوبة لسوق العمل، ورصد ما تحتاج السوق من وظائف».
من جانبه، وجد الرئيس التنفيذي لمجموعة أورجين أحمد البناء أن الاستثمار الحقيقي يبدأ بتطوير وتأهيل الموارد البشرية لكل مؤسسة، فقد أجمع العلماء والمفكرون على أن وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وإعطاءه الأدوات اللازمة من شأنه أن يساعد على التطور، في حين نوه إلى أن العبء الأساسي يقع على المدربين لهذه الموارد البشرية وهو ما نحاول اليوم تسليط الضوء عليه من خلال استضافة عدد من المتحدثين المختصين وذوي الشأن من داخل البحرين والخليج، بالإضافة إلى استضافة الكاتب والمؤلف الأميركي الشهير بوب بايك.
بعد ذلك، ألقى رئيس مجلس إدارة مجموعة SMR الماليزي آر. كي بالن محاضرة مختصرة عن أهمية تدريب المدربين وربط ذلك بالتجارب العالمية وما أحرزه التدريب من نتائج في آسيا وأوروبا ومدى انعكاس ذلك على تطور أعمال المؤسسات والشركات في القطاعين العام والخاص، ولاسيما بعد اهتمام هذه الدول بتدريب المدربين ليرفعوا من كفاءتهم ومهاراتهم في تحفيز المتدربين والتمكن من انخراطهم ما يرفع من فعالية التدريب ونتائجه بكل حرفية.
ثم تحدث الخبير الأميركي بوب بايك في محاضرة مختصرة عن أهمية تدريب المدربين من المنظور الاستراتجي، ووجه كلمته إلى القائمين على المؤسسات من وزراء ورؤساء تنفيذيين ومديرين، حاثاً على ضرورة تدريب المدربين وتعيين المدربين المحترفين، مركزاً على أهمية أن يكون مديري التدريب أنفسهم من ذوي الكفاءة والاحتراف المطلوب.
وضرب بايك مثلاً عمّا تقوم به بعض الشركات الكبرى في العالم مثل شركة IBM التي تصرف نحو مليون دولار سنوياً على تدريب موظفيها، وهو ما ساهم في أن تحقق نجاحاً يضاهي الشركات العملاقة الأخرى كشركة مايركوسوف. يشار إلى أن «بايك» هو مؤسس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بوب بايك في مينابوليس، وهو متخصص بتدريب المدربين ويعتمد في برامجه على الدروس التفاعلية، ومن أبرز مؤلفاته «تقنيات التدريب الإبداعي»، حالياً في طبعته الثالثة، وبيع منه أكثر 285.000 نسخة منذ طباعته في العام 1989، وبيع من الطبعة الثالثة وحدها نحو 50.000 نسخة.
العدد 4144 - الجمعة 10 يناير 2014م الموافق 09 ربيع الاول 1435هـ