أكد وزير الصحة صادق عبد الكريم الشهابي أن الدورة المنقضية لمؤتمر وزراء الصحة لدول مجلس التعاون شهدت تحقيق الكثير من الإنجازات المتمثلة في وضع مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي على الخريطة العالمية، حيث تظهر بجلاء الجهود التي قام بها المجلس بحصوله على ثلاث جوائز عالمية هي الجائزة العالمية التكنولوجية البلاتينية للجودة للعام 2013م وشهادة ختم الجدارة في إدارة الجودة الشاملة، علاوة على جائزة الجمعية الأوروبية لأبحاث الجودة، منوهاً إلى أن حصول المجلس على هذه الجوائز في عام واحد يُعد إنجاز كبير وتتويج للجهود المبذولة على مدى السنوات الماضية.
جاء ذلك خلال مشاركته في انطلاق فعاليات المؤتمر السادس والسبعين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون والذي انطلق مساء يوم أمس الثلثاء (7 يناير/ كانون الثاني 2014) في العاصمة الكويت تحت شعار " معاً لمكافحة الأمراض غير السارية .. أولوية تنموية " بحضور الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني ووزراء الصحة في دول المجلس والمدير العام التنفيذي لمكتب وزراء الصحة لدول مجلس التعاون توفيق أحمد خوجه، والوكيل المساعد للرعاية الصحية والصحة العامة مريم الجلاهمة، ورئيس منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط علاء الدين العلوان.
وأشار الشهابي إلى أن هذه الدورة شهدت بداية انطلاقة لجنة تسعيرة الأدوية حيث عقدت سبع اجتماعات تم خلالها دراسة العديد من الموضوعات المتعلقة بهذا الشأن، كذلك عقد المؤتمر الخليجي الثاني للطب التكميلي تحت شعار " نحو طب تكميلي مبني على البراهين" فضلا عن عقد الكثير من اللقاءات العلمية بلغت 58 لقاء و62 اجتماع للجان الفنية بالإضافة إلى ما شهدته الدورة المنقضية من تفعيل متسارع للأنشطة والتي بدأت نتائجها تظهر على مخرجات الأداء في جميع المجالات، أهمها مكافحة العدوى، وكذلك الانتهاء من تحديث وإصدار دليل إجراءات الشراء الموحد في طبعته الثانية والذي ساهم في جودة وانسيابية تأمين المستحضرات الصيدلانية واللوازم الطبية للدول الأعضاء فضلاً عن قرب تدشين البرنامج الخليجي الإذاعي والتلفزيوني التوعوي "سلامتك" بعد انتهاء اللجنة العلمية للمراجعة النهائية لفقراته وبرامجه .
وأوضح الشهابي أن هذا المؤتمر يأتي في أعقاب اختتام الدورة الرابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، والتي عقدت في ديسمبر الماضي وأكد خلالها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس اهتمامهم الكبير بالمواطنة الخليجية التي تمثل الصحة أحد أهم ركائزها الأساسية مشددين على ضرورة أن تكون جهود دول المجلس في كافة المجالات التي تعنى بالمواطن متوافقة ومتناغمة وتصب جميعها نحو هدف واحد وهو أمن ورفاه المواطن الخليجي وقد عرضت خلال الاجتماع تقريراً خاصا حول ما تم اتخاذه بشان تنفيذ الخطة الخليجية لمكافحة الأمراض غير المعدية.
من جانبه، أكد وزير الصحة بدولة الكويت علي العبيدي أن ما حققه مجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون من إنجازات طوال مسيرته يدعو للفخر والاعتزاز ويبشر بالخير والقدرة على مواجهة التحديات التي تواجه النظم الخليجية الصحية والتي تتطلب التنسيق المستمر والعمل المشترك وتبادل الخبرات لوضع البرامج والاستراتيجيات الصحية الخليجية ذات الرؤى الواضحة والأهداف والغايات المحددة والتي تتفق مع أهمية الصحة ومكانتها كمكون رئيسي ومؤشراً هاماً ودعامة أساسية ببرامج التنمية وهو ما نتطلع إلى التأكيد عليه بالأهداف الإنمائية العالمية لما بعد عام 2015 والتي تعكف على صياغتها في صورتها النهائية المنظمات الدولية المتخصصة .
وأضاف العبيدي :"إن انعقاد هذا المؤتمر تحت شعار "معاً لمكافحة الأمراض المزمنة غير السارية كأولوية تنموية" يُترجم على أرض الواقع وبخطوات عملية تستند على البراهين والأدلة العلمية التزامنا جميعاً بالعمل المشترك للتصدي للأمراض المزمنة غير السارية التي تعتبر أحد أهم التحديات الرئيسية التي تواجه الخطط والبرامج الإنمائية لما يترتب عليها من وفيات ومضاعفات ترهق كاهل النظم الصحية وتستنزف الموارد والإمكانات على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والدولة"، مؤكداً أن النظم الصحية الخليجية تمتلك العديد من عوامل القوة التي تتمكن معها من التصدي للأمراض المزمنة غير السارية وتنفيذ الاستراتيجيات وخطط العمل الموضوعة لذلك والعمل الجاد المشترك مع الوزارات والهيئات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتنفيذ الخطط والمبادرات اللازمة وباعتبار مجابهة تحدي الأمراض المزمنة غير السارية أولوية تنموية ومسؤولية مشتركة يتحملها الجميع ومن خلال دمج الصحة بجميع البرامج والسياسات الانمائية وتطوير رؤية وفلسفة واستجابة النظم الصحية وهياكلها بما يتفق مع الأهداف والغايات التي نتطلع لها جميعا وتتطلع لها شعوبنا بالتغطية الصحية الشاملة .
وأكد العبيدي أن ما اظهرته تقارير المنظمات الدولية من إنجازات وفقاً لمؤشرات متابعة التقدم نحو تحقيق الأهداف الإنمائية ذات العلاقة بالصحة بدول مجلس التعاون مثل الانخفاض بمعدلات وفيات الأمومة والطفولة والتغطية العالية بالتطعيمات الواقية وارتفاع معدلات الأعمار المتوقعة عند الميلاد والتصدي للعدوى بالأمراض الوبائية تعكس حرص قيادات دول مجلس التعاون وأولي الامر على توفير الموارد والامكانات السخية للإنفاق على البرامج والمشروعات الصحية بدول مجلس التعاون وتبشر بالخير للعمل على تحقيق الأهداف والغايات التي نتطلع إليها والتي نتحمل مسؤولية وضع وتنفيذ البرامج والسياسات والاستراتيجيات اللازمة لبلوغها .
من جهته، ألقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف راشد الزياني، كلمة أشاد فيها بجهود وزراء الصحة في دول مجلس التعاون للارتقاء بالخدمات الصحية في دول المجلس وفي الجمهورية اليمنية وتعزيز مسيرة التعاون المشترك في مجال الصحة مهنئاً في هذا الصدد وزير الصحة في دولة الكويت علي العبيدي للثقة الأميرية السامية بتعيينه وزيراً للصحة متمنياً له دوام التوفيق. وتابع: " لقد أولى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس القطاع الصحي اهتماماً بالغاً تمثّل في إصدار المجلس الأعلى عدد من القرارات التي تهدف إلى تطوير الخدمات الصحية في دول مجلس التعاون والارتقاء بها وتوفير البيئة الصحية الملائمة لحياة أفضل للإنسان الخليجي، مشيداً في هذا الصدد بالاهتمام الذي توليه وزارات الصحة في دول المجلس والمكتب التنفيذي لمتابعة تنفيذ الخطة. وأشار الزياني إلى أن الخطوات الملموسة والمتخذة من قبل وزارات الصحة بدول المجلس مثل تشكيل اللجان الوطنية ووضع الخطط الوطنية تُعد دليل واضح على حجم الجهود المبذولة للمساهمة في الحد من هذه الأمراض الخطيرة .
من جانبه، ألقى المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون توفيق أحمد خوجه، كلمة أكد فيها أن انعقاد المؤتمر السادس والسبعين لمؤتمر وزراء الصحة لدول مجلس التعاون يأتي بعد أن حققت الدورة المنقضية الكثير من الإنجازات الصحية على مستوى دول المجلس والتي تبنتها اللجان الفنية المنبثقة عن المكتب التنفيذي في كافة المجالات، منها جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى ومكافحة الأمراض غير السارية ومكافحة التدخين والنظم الصحية. مؤكداً أن ما تحقق من منجزات خلال الدورة المنتهية لم يكن ليتحقق إلا بتوفيق الله ثم الرعاية والدعم المتواصل لرئيس الدورة الماضية وزير الصحة في صادق الشهابي وبتوجيهات وزراء الصحة في دول المجلس وجهود جميع أعضاء اللجان والهيئة التنفيذية ومنتسبي المكتب التنفيذي.