لا تنهض المجتمعات ولا تتطور أو تسير في ركب الحداثة والحضارة، إن لم يكن حاملها هو الجيل الشاب رجاله ونساؤه على قدم المساواة من دون تمييز أو تفريق، لكن أوضاع مجتمعنا المضطربة لا توحي بذلك. في وقت يرى فيه جيل الشباب ما طرأ على العالم من حوله من خطوات التقدم نحو بناء الإنسان.
من يحب هذا الوطن سيفتح الطريق أمام شبابه ويساعدهم على الوصول لمناصب ومراتب تمكنهم من توجيه دفة رياضة الوطن نحو المستقبل الذي تتسارع فيه الخطى ويتطلب عقولاً تفكر بنفس السرعة والاتجاه، ويقيني أن المحافظة على هذا الجيل، وخصوصا أولئك الذين يظهرون يوما بعد يوم أنهم أفضل ما تمتلك الوطن من إمكانات وقدرات، ولاسيما أولئك الذين قدموا في سنوات أعمارهم الصغيرة بعض الإنجازات التي رفعت اسم الوطن، وستكون تلك أفضل هدية نقدمها لهذا الجيل، وفي الأخير فإن طريقة تفكير المسئول هي حجر الزاوية في بناء المستقبل أو هدمه.
حكيم العريبي ويونس عبدالكريم وغيرهما من الشباب الرياضيين قدموا للوطن أغلى البطولات ورفعوا راية الوطن عالية في المجالات التي يبدعون فيها رياضيا على أمل أن يستمروا في ذلك لسنوات طويلة، في ظل الإمكانات الكبيرة التي يمتلكونها وقدموها للعالم، بل ووقف لها الجميع تصفيقا مشيدا بدور الدولة في تنميتهم وصقلهم والوصول بهم إلى طريق الإبداع وحصد الثمار، هؤلاء أثبتوا أنّ اللاعب البحريني لديه من الإمكانات الكثيرة التي تحتاج فقط إلى الدعم اللامحدود.
من شاهد إحساس العريبي وعبدالكريم وغيرهما الكثير وقتاليتهم الشديدة في المباريات الدولية، لا يمكنه أن يغفل أنهم مع زملائهم والفريق أظهروا روحا وحماسا ورغبة في رفع راية وطنهم خلال المنافسات، كما دافعوا عن كل من ضرب على وتر وطنيتهم، أقله، أولئك الذين كانوا يحاسبون ويحاكمون، ثم يعودون للمنتخب، ويكونون عند حسن ظن المسئولين قبل الجماهير.
أصبحنا الآن أمام خطر خسارة الكثير من اللاعبين والمواهب الشبابية التي كانت ستعني الكثير للبحرين في مسيرتها، لتغيب عنا قسرا لسنوات طويلة بدل أن تحظى مثل هذه الخامات بالتكريم، فهل هي الهدية التي نرد من خلالها على إنجاز هؤلاء الأبطال، سنظل نطالب برد الجميل لهؤلاء الأبطال، لأن هؤلاء ليس مكانهم الإبعاد بعد كل هذه الإنجازات، وإنما المكان المرموق، بعد كل جهدهم من أجل رفع راية الوطن في المحافل الخارجية، ويقيني أن الوصول لهم والتواصل معهم هو السبيل للوصول إلى نقطة الانطلاق التي تمكن الوطن من الدخول في المنافسة مع السابقين واللاحقين، ويقيني أكبر أن البحرين بما تملكه من مقومات بشرية أولاً ومادية ثانياً قادرة على التفوق في جميع المجالات، فإن نجحنا فبفضل من الله وإن أخفقنا فمن أنفسنا والشيطان، وسيحاكم التاريخ أي مسئول يقف حجر عثرة بطريق الشباب.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4141 - الثلثاء 07 يناير 2014م الموافق 05 ربيع الاول 1435هـ
وكفى
يا محمد مهدي قاعد تأذن في خرابه .........................................................................وكفى