المتفق عليه من أعداء وأصدقاء رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، أن تركيا شهدت في عهده ومنذ ولايته سنة 2002 وإلى الآن تقدماً اقتصادياً كبيراً وغير مسبوق في تاريخها الحديث، كما شهدت أيضاً استقراراً سياسياً ملحوظاً. وقد استطاع أردوغان في هذه الفترة تحجيم قدرة الجيش على حكم تركيا، حيث استطاع إعادة البلاد إلى الحكم المدني.
ولم يقف الجيش طوال تلك الفترة صامتاً، فقد حاول القيام بعدة محاولات انقلاب لكنه لم ينجح كما نجح سابقاً في الإطاحة بأربع حكومات سابقة، ولعل هذا وذاك ما جعل بعض قادة الجيش لا يزال يحمل رفضاً لحكومة أردوغان وتوجهاتها الإصلاحية المعتدلة .
في الأيام الأخيرة شهدت حكومة أردوغان حرباً شرسةً ومن جهات متعددة مختلفة التوجهات الفكرية والسياسية، ولكن هذه التوجهات اتفقت على العمل للإطاحة بأردوغان وحكومته، واستبدالها بحكومة أخرى تتماشى مع سياساتهم وتوجهاتهم الفكرية.
حكومة الصهاينة لا تخفى رغبتها القوية في الإطاحة بحكومة أردوغان؛ فهو الوحيد الذي استطاع إجبارها على الاعتذار عن الجريمة البشعة التي ارتكبتها بحق تسعة من الأتراك حينما سمحت لقراصنتها التعرض لسفينة مرمرة التركية التي جاءت للمشاركة في فك الحصار عن أهالي غزة، كما أجبرهم على دفع تعويضات مالية كافية لأهالي الشهداء وهذا ما لم تفعله سابقاً. وقد أكد أردوغان أن جريمة الصهاينة لا تقل في إرهابها عمّا فعلته القاعدة في أميركا العام 2001، وهذا القول ليس مألوفاً من قادة الدول.
وإذا أضفنا إلى كل ذلك رفض أردوغان لأقوال الرئيس الصهيوني بيريز في دافوس 2009 وتركه المؤتمر قبل نهايته، وكذلك مواقفه المتتالية لدعم غزة ورفض حصارها، أدركنا لماذا تعمل «إسرائيل» ضمن مجموعة أخرى للإطاحة بأردوغان حيث تعده عدواً قوياً لها، ومن مصلحتها التخلص منه والإتيان بآخر على غرار سابقيه تتماشى مصالحهم مع مصالحها الحيوية.
مجموعة كبيرة من السياسيين والكتاب والصحافيين الصهاينة عبّروا صراحةً عن عداوتهم لأردوغان، فوكيل الخارجية الأسبق وسفير «إسرائيل» الأسبق في تركيا آلون ليفين قال: «إن إسرائيل هي أكثر الأطراف استفادةً من سقوط أردوغان»، وقال إنه يتمنى أن لا ينجح حزب أردوغان في الانتخابات القادمة. ومعروفٌ أن أردوغان أكد تورط الصهاينة في الأحداث الجارية في تركيا وقال: «إن هذا التدخل ثابت وموثق».
أميركا هي الأخرى لها مصالح من إزالة أردوغان عن حكم تركيا؛ فمصالح الصهاينة هي مصالحها كما تعلن عن ذلك مراراً وفي كل مناسبة. كما أن أميركا يصعب عليها التعامل مع حكومة ذات محاضن شعبية لأن هذا النوع من الحكومات يصعب شراؤه والسيطرة عليه، على العكس من الحكومات الاستبدادية، وهذا ما جعلها تقف ضد أردوغان ومع السيسي في مصر، وتُحجم عن مساعدة ثوار سورية تحت حجج واهية.
جماعة «فتح الله كولن» كان لها دور بارز فيما جرى في تركيا؛ وقد أشار أردوغان لهذا التدخل، وقد أصبح تدخل هذه الحركة واضحاً هذه الأيام. شخصياً أعرف مجموعة من أنصار هذه الحركة التي تتخذ من الشيخ سعيد النورسي رحمه الله قائداً روحياً لها، وهي حركة صوفية تعمل في مجال التعليم والدعوة، وقد استطاعت أن تضم إلى صفوفها أعداداً كبيرة من العسكريين والقضاة والإعلاميين وغيرهم من طبقات الشعب التركي. هذه الجماعة وقفت مع أردوغان وحزبه في الانتخابات السابقة، ولكن منهجها الفكري يختلف مع منهج أردوغان وحزبه، ولكن المصالح جمعتهما في الفترة الماضية وكنت أتمنى أن يدوم التوافق بينهما، ولكن الاختلاف في المنهج جعل الاختلاف يطفو على السطح ويأخذ أبعاداً في غاية الخطورة على الفريقين. فجماعة فتح الهف كولن ترفض العمل السياسي وتفضل العمل الدعوي الذي يميل إلى التصوف، ولهذا انتقد كولن موقف أردوغان من «إسرائيل» خصوصاً عندما أرسل سفينة مرمرة وحمّله المسئولية عن فتل الأتراك التسعة في سفينة مرمرة، معلّلاً ذلك بأن أردوغان لم يستأذن من «إسرائيل» قبل هذه الغزوة!
كما أن كولن يميل الى إقامة علاقات ممتازة بين تركيا و»إسرائيل»، وبينها وبين أميركا، وهو يرى أن أردوغان لا يقوم بهذا العمل بالصورة التي يريدها كولن، ومن أجل ذلك ساند المظاهرات التي قامت ضده في ميدان تقسيم، كما وقف إلى جانب العلمانيين والعسكر ضد أردوغان تماماً كما فعل حزب النور في مصر. ولعل قناعته بأن أردوغان قد لا ينجح في الانتخابات القادمة هي التي شجّعته على اتخاذ هذا الموقف، فمصالح جماعته أهمّ من المبادئ التي يتبناها، وغالباً ما يفعل الصوفية ذلك.
مواقف أردوغان من أحداث المنطقة العربية وتأييده لحركات بعض شعوبها، وكذلك موقفه من الانقلاب في مصر جعل بعض هذه الدول تتخذ منه موقفاً سلبياً، فعملت على الوقوف إلى جانب خصومه ودعمهم، كما حرّضت عليه علمانييها وأجهزة إعلامها وكل الجوقة المعروفة، فقام هؤلاء بما هو مطلوبٌ منهم من اللطم والردح والتباكي على مستقبل تركيا الذي أضاعه أردوغان! ولم يخجل بعضهم من شتم الإسلام الذي يمثله أردوغان والقول بأنه سيعيد الخلافة العثمانية!
تركيا ليست بلداً خالياً من الفساد لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل؛ ولكنها بلدٌ تتخذ إجراءات صارمة لمحاربته. وقد فعل أردوغان ذلك ووعد بتطهير وزارته من الوزراء الفاسدين فوراً، وقد غيّر عشرة وزراء وقبل استقالة ثلاثة وزراء آخرين، وتعهّد بتطهير حكومته من كل مظاهر الفساد، ولكن الذين انتقدوه يرون الفساد بأم أعينهم وأكثرهم يساعد على انتشاره، وفرقٌ بين من يفعل ذلك وبين ما فعله أردوغان.
الهجوم الشرس على أردوغان ليس حباً في تركيا ولا حرصاً على شعبها، وإنّما يمثل في جوهره عملية انتقامية خسيسة من رجل أراد أن يعبّر عن مواقف تمثل العزة والكرامة لشعبه المسلم، الذي رأى أن الوقوف إلى جانب الحق هو الموقف الصحيح، حتى وإن عارضته الأغلبية الممسوخة. أرادوا العمل على إفشاله في الانتخابات البلدية المرتقبة في 30 مارس/ آذار، وكذلك الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الصيف المقبل 2014، ولكن الشعب التركي بات أكثر وعياً بما يجري حوله، وأصبحت هذه الدسائس مكشوفةً للجميع. والمرجّح عندي أن حزب أردوغان سيفوز لأن الشعب تركي عرفه جيداً، واكتشف الفرق الكبير بينه وبين سابقيه، وهذا الاكتشاف هو الذي جعلهم يرشحونه أكثر من مرة.
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 4140 - الإثنين 06 يناير 2014م الموافق 04 ربيع الاول 1435هـ
لا ننزعج اذا اختلفت الاراء و لكن ان لا تكون هناك عقول ؟؟
قرات اراء الزائرين , ولكن ما ياسف المقام , ان هناك تجني على شخص , قدم مشروعا نهض بتركيا لتكون دوله متقدمه و سابق و متجاوزه لكثير من نظرئائها من العرب و الغرب
اردوغان قائد يعمل على المشروع اسلام الامه ,
من العيب ان يقال فيه ما ذكر
على هوينكم !
لو عمل رئيس كل دولة عربية مثل أوردوغان ماوصل العالم العربي الى وضعه المبكي . أتركوا هذا الرئيس . لستم كفئا لمثله .
محرقي بحريني
أردوغان رئيس منتخب وله شعبية كبيرة وقف مع الحق دون خوف أستطاع أن يرجع بتركيا لهويتها الاسلامية فرض أحترام تركيا على جميع الاصعدة والغريب يا استاذ محمد الهرفي أن من يهاجم أردوغان ويمجد الطاغية الاسد هم أنفسهم يظهروا يبحثون عن الديمقراطية والعدل المساواه
..
... و منافق و يكفي ارساله المدرعات....
اردوغان زعيم الإخوان المستسلمون
صديق الصهاينة،وليس ضدهم كما تزعم.....فشل في حربه الهمجية على سوريا وشعبه......هذا هو نهج هؤلاء المتزعمين بالإسلام....مكانهم هو مزبلة التاريخ.....الإسلام أكبر من من يحاول تشويه الإسلام بزرع الحقد والقتل والطائفية.
أردوغان
نعم أردوغان استطاع أن يعمل نقلة نوعية لتركيا من الناحية الاقتصادية
ولكن سياسته الخارجية فشلت وخصوصا في التعاطي مع ثورات الربيع العربي ..
أردوغان شخص لا يبحث الا عن مصالحه
فنراه قد أرسل ارهابيين وقام بالتدخل في شؤون سوريا
كلنا نعلم أن أمريكا واسرائيل تقتضي مصالحهم برحيل الاسد .. وهناك من يتفق معهم وهو أردوغان واذا اتفقت مصالحه معهم .. فلا نستبعد تعاون أمريكي صهيوني تركي !!
فاشل
لان هو اسود وجه بعد ليش يحاربونه,دمر سوريا الله يدمره
يمهل و لا يهمل
و سيرى الذين ظلمو سوريا و البحرين اردوغان و جماعته اي منقلب سنقلبون. أنا اتوقع له نهاية سيئه و سيرمى في مزبلة التاريخ
تركيا
كان على تركيا أن تنئ بنفسها عن التدخلات والصراعات وتبقي نفسها خارج الدومات والدهاليز الغير معروفة سلفا نتائجها لتحافظ على سمعتها وإعتدالها ولكن للأسف سياسة إوردغان كانت خلاف ذلك رغم كل الانجازات الذي حققها هو وحزبه إلا أن التصرف الغير مدروس يلغي كل تلك الافعال وكما قيل" غلطة الشاطر بألف" .
انتهى اردوغان الى مزبلة التاريخ
رئيس فاشل ادخل تركيا في معتركات هي في غنى عنها
نعم الرجل
نعم الرجل والقائد نقل تركيا وجعلها من الدول القوية اقتصاديا
و ماذا عن فشله في سوريا
اردوغان تدخل في سوريا وارسل الارهابين اليها و فشل في المهة و انت تعلم و لم يكن لديك الشجاعة الكافية بان تذكر شياء من اجرامه
التأريخ التركي الأسود ..خير "شاهد"
... و كفى.
لأنه نبي هذه الأامة!
نقطة على السطر.
صحيح و لكن
اردوغان حاله كالبشر وكغيره من القادة نسي انه بشر و انغمس في تصور التعظيم لنفسه و فعل ما فعله غيره و لا يختلف عنهم. هناك فيلم وثائقي من انتاج بي بي سي يوصف كيفية استيلائه علي مناطق شاسعة من اسطنبول القديمة لإنشاء مجمعات و مساكن لحسابه. حاله حال غيره وليس ملاكا و يواجه مصير أمثاله لا شيئ جديد. لا عزاء للمتصورين.
الجواب هو
نكره اردو خان لأنه منافق قذر ونقطة على السطر
حبيبي تأكد من إسمه أول قبل التسرع في الرد
هذا إسمه (( أوردوغان )) وليس (( راجو خان )) يمكن اللي تقصده هندي وليس تركي