أعرب عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن فخره واعتزازه بالدور الذي يضطلع به عمال البحرين وإسهاماتهم الطيبة في تعزيز مسيرة التنمية الشاملة ودفع عجلة الاقتصاد الوطني، منوهاً بما يتسم به العامل البحريني من إبداع وتميز وكفاءة شهد لها الجميع في مختلف مواقع العمل والإنتاج.

وأكد جلالته أن الدولة تدعم كل جُهد يسهم في توفير المزيد من الحقوق والضمانات للعمال البحرينيين لما يقومون به من دور مهم ومحوري في بناء نهضة الوطن وازدهاره باعتبارهم محرك التنمية وشريانها الأساسي، مشيداً جلالته بما حققته الحركة العمالية في مملكة البحرين من مكاسب ومنجزات لمصلحة العمال جميعاً.

جاء ذلك خلال استقبال جلالة الملك في قصر الصخير، أمس (الأحد)، وزير العمل جميل حميدان الذي قدم لجلالته رئيس وأعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين برئاسة رئيس المجلس يعقوب يوسف محمد.

ورحب جلالته بالجميع، وأثنى على الدور الذي يضطلع به المجلس التنفيذي للاتحاد الحر في الدفاع عن مصالح مملكة البحرين وتعزيز التعاون والتنسيق مع مختلف الاتحادات العمالية العربية والدولية للتعريف بالإنجازات والنجاحات التي حققتها البحرين بما يعود بالخير والمنفعة على عمالها.

وقال جلالة الملك خلال حديثه مع رئيس وأعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين إن العمل المقدر هو الذي تكون له فائدة للوطن والمواطن، وإننا نحرص على أن يشارك المواطن في مختلف مجالات الإنتاج من أجل التطوير والتقدم وإننا نجد أن الرجل والمرأة يعملان ومبدأ الاختيار مفتوح أمام الجميع لخدمة وطنهم، ونؤكد أن شعب البحرين هو دائماً محل الثقة انطلاقاً من أخلاقه الحميدة وتواصله بين الجميع ومع الآخرين بكل محبة انطلاقاً من وعيه ومعدنه الأصيل.

وقال جلالته إننا نقدر دور الوافدين و لمقيمين لمساهمتهم في مسيرة العمل التنموي وإن جميع الوافدين يفضلون ويحبون العيش في البحرين نظراً لما يتميز به الشعب البحريني من ترحيب بالجميع. وأضاف جلالته أنكم موضع التقدير وأنا على ثقة بأنكم تقومون بالعمل الصالح الذي ينفع بلدكم ويسهم في تحقيق المزيد من الإنجازات ونحن في بداية الطريق والمزيد من الإنجازات سوف تتحقق بإذن الله بخطوات ثابتة مدروسة وستكون عوناً للأجيال القادمة وأن المهم أن نفتح المجال أمام الجميع وهذا هو واجبنا.

وأكد جلالته أن من الأولويات هو توفير احتياجات المواطن من تعليم وصحة وسكن والأسعار للمواد الاستهلاكية، داعياً جلالته كل بحريني أن يفتخر بالإنجازات التي حققتها مملكة البحرين التي تنعم بالخير ولله الحمد. مؤكداً أن شعب البحرين حريص كل الحرص على العمل والجد في خدمة الوطن، كما أن للمرأة البحرينية دوراً إيجابياً في مسيرة التنمية في البلاد من خلال مشاركتها في مختلف مجالات العمل إلى جانب دورها الأسري في تربية ورعاية الأبناء.

كما أشاد جلالة العاهل بالجهود التي تبذلها وزارة العمل وسعيها المتواصل في سبيل تدريب الشباب البحريني وتأهيلهم لمختلف مواقع العمل لما فيه تقدم الحركة الاقتصادية والتنموية في البلاد، منوهاً في هذا الجانب بالبرامج والخطط التي تنفذها الوزارة من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات وإيجاد فرص العمل لأبناء البحرين. داعياً جلالته إلى تكاتف كل الجهود لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات لمملكة البحرين وعمالها وتعزيز مكانة مملكة البحرين في مختلف المحافل العمالية، وتمنى جلالته للجميع كل التوفيق والسداد

وقال رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد يعقوب يوسف محمد في كلمة: «يسعدني ويشرفني أن أقف أمامكم اليوم لأرفع لجلالتكم باسم عمال البحرين وجميع منتسبي الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين من نقابات وعمال جزيل شكرنا وعظيم امتنانا على حرصكم واهتمامكم الدائم على تحقيق تطلعات وآمال عمال البحرين ومطالبهم المحقة. لقد رأينا ذلك واضحاً عندما كانت من أوائل خطوات المشروع الإصلاحي لجلالتكم إصدار قانون النقابات العمالية وأمركم السامي باعتبار الأول من مايو عيداً للعمال. وهو أمر ليس بمستغرب من جلالتكم، لما عرف عنكم من اطلاع على التجربة النقابية الوطنية التاريخية لعمال البحرين ورغبتهم في وجود التنظيمات والهياكل النقابية التي تجمعهم. فلقد أعطى المشروع الإصلاحي لنا نحن العمال الأدوات الحقيقية للدفاع عن مصالح العمال».

وأضاف «ولكن للأسف لتسيس الحركة النقابية في بدايات المشروع الإصلاحي جاء الحراك موازياً للهجمة التي قامت بتنسيقها دوائر أجنبية بهدف إضعاف هيبة الدولة وتفتيت أواصر البنية الاجتماعية لمملكتنا. وهكذا وجدنا أنفسنا نحن مؤسسي الاتحاد الحر أمام أن نكون عوناً لبلدنا أو نتحالف مع الأجنبي ابتغاءً لمنصب دولي أو بطولة فارغة يكون الخاسر فيها الوطن والعمال معاً».

وأوضح أن «الحبّ الذي يجمع حب عمال البحرين مع جلالتكم هو حب هذه الأرض وأهلها وتقديرنا لحضارة وعراقة الشعب البحريني وتلاحمه الوطني والذي يظهر جلياً بين مختلف مكونات المجتمع البحريني في أجمل صوره. إن كلماتكم الهادفة وآراءكم الحكيمة وتوجيهاتكم السديدة برعاية أبنائكم العاملين بمملكة البحرين لها بالغ الأثر في نفوسهم لترسخ إيمان الجميع بأهمية التكاتف والتلاحم والعمل من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقاً، والعمل على إبقاء اسم مملكة البحرين شامخاً ومثالاً يحتذى به أمام جميع دول العالم».

وأكد أن «المسئولية الملقاة على عاتقنا نحن النقابيين الوطنيين في الدفاع عن قضايا أمتنا العربية والإسلامية ببعدها الوطني والدولي بعيداً عن التحزب والتخندق الطائفي والمذهبي. ونكون مسئولين أمام الله سبحانه وتعالى وأمام قادتنا بأن نمارس العمل النقابي دفاعاً عن عمال البحرين ومطالبهم المشروعة مؤكدين التزامنا بقوانين المملكة وأعرافها وقيمها وأن ثقتنا بالقضاء البحريني كبيرة كوسيلة ووجهة نهائية عادلة ونزيهة في حل وفض المنازعات العمالية. كما نؤكد حرصنا على مكونات الاقتصاد الوطني المختلط من كل عابث أراد أن يجعل من البحرين وشعبها ورقة ابتزاز في يد الأجنبي».

وقال رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد: «لا يخفى على جلالتكم الأسباب التي دعت لتأسيس الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين من قيام من كان يحتكر العمل النقابي من الدعوة للعصيان المدني والإضراب العام في العديد من المنشآت والمرافق الحكومية والخاصة بما عاد بالضرر على البحرين وعلى الاقتصاد الوطني، وما تسبب من شق اللحمة الوطنية بين عمال البحرين في مواقع العمل. حيث نسعى إلى إعادة لمّ شمل عمال البحرين وأن نكون واجهة مُشرفة لتمثيل البحرين دولياً وعربياً خير تمثيل».

وأوضح أن «الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين وفي سبيل تحقيق تطلعاته وأهدافه الوطنية ولتصحيح صورة مملكة البحرين في المحافل العمالية العربية والدولية هو بحاجة إلى الدعم المادي والمعنوي، حيث نتطلع إلى دعم جلالتكم للحركة العمالية من خلال توفير مقر دائم لممارسة أنشطته وبرامجه التي تخدم منتسبيه وجميع عمال البحرين. ودعم الاتحاد الحر مادياً بموازنة تسمح له بتنفيذ خططه لتطوير الحركة العمالية البحرينية. والتأكيد على وزارة العمل بأن تقف على الحياد الصادق بين الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين والاتحاد العام لنقابات عمال البحرين».

ورفع إلى «جلالة الملك رجاء المواطنين وعمال البحرين خاصة استمرار الدعم الذي تولونه إلى عموم الشعب البحريني من خلال بقاء الدعم الحكومي للسلع الأساسية من مواد غذائية ومحروقات تساهم بشكل فعلي في رفع مستوى معيشة رعاياكم».