لو رجعنا إلى الوراء قليلاً، فسنجد أنَّ بعض الأخبار التي نتداولها حاليّاً ليست جديدة. مثلاً، في (8 سبتمبر/ أيلول 1975) نشرت إحدى المجلات الأسبوعية البحرينية خبراً تحت عنوان: «الأسلحة والمفرقعات كانت مخبأة في أماكن سرية بالسفينة».

كانت هناك تفاصيل كثيرة مع الخبر الذي نشر آنذاك، من بينها «لم يكن صاحب السفينة التي ضبطت محمَّلة بالأسلحة يظنُّ أنه سيتم ضبطه في البحرين، وأن تقف سفينته الآن وحيدة أمام فرضة المنامة. فعندما أمر صاحب السفينة النوخذة والبحَّار بالتوجه إلى البحرين كان واثقاً بأنّه لن يتم ضبط السفينة أبداً، فقد أخفى في أماكن سرية بها كمياتٍ كبيرةً من الأسلحة والمفرقعات، كانت في طريقها إلى البحرين لتسليمها إلى أشخاص معينين. ولقد توجَّه صاحب السفينة، التي تمَّ ضبطها بسفينة أخرى يملكها، إلى إحدى الدول العربية الأخرى، وكانت سفينته الأخرى محملة بالأسلحة والمفرقعات...».

الخبر طويل، ويذكر فيما يذكر أنه كانت «هناك خطة للاغتيالات وأعمال التخريب»، وأنه «تمت مصادرة ما بالسفينة من أسلحة، وبدأت أجهزة الأمن في سؤال النوخذة والبحَّار لمعرفة صلة هذه السفينة المحملة بالأسلحة بالمقبوض عليهم في قضايا الشيوعية، وخاصة أنه ثبت أنه تم تدريب عدد منهم على حمل السلاح وصناعة المفرقعات خارج البحرين... إلخ».

بغضِّ النظر عن تفاصيل الواقعة آنذاك، أو أية واقعة أخرى، فإن هناك من يرى أن ما يحدث «قدر محتوم»، والبعض يطالب بالمزيد من الإجراءات الأمنية، والبعض يناقش في التفاصيل... غير أنَّ من يتطلع إلى الأمام لا يقبل بمقولة القدر المحتوم، وإنما هناك أمور ترتبط بقدرتنا جميعاً على تحديد المسار الأفضل لكيفيَّة التعاطي مع قضايا الشأن العام.

الخبر أعلاه كان في فترة حرجة، بعد حلِّ المجلس الوطني، وكثير من الأخبار المشابهة اللاحقة ارتبطت بتوترات سياسية مماثلة.

إنَّ علينا إزالة التوتُّر السياسي، ورفض الفكرة القائلة بأن التوتر السياسي قدرٌ محتومٌ.