قرر المجلس الوطني السوري الذي يتمتع بنفوذ كبير في المعارضة السورية أمس السبت (4 يناير/ كانون الثاني 2014) مقاطعة المحادثات المزمعة في جنيف والتي تستهدف إنهاء الصراع المحتدم في سورية منذ نحو ثلاثة أعوام.
ويعارض المجلس المشاركة في المفاوضات المقرر إجراؤها في 22 يناير الجاري بدعوى أن القوى العالمية لم تبذل جهوداً كافية لإرغام الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي. وحققت قوات الأسد في الأشهر القليلة الماضية مكاسب ميدانية في مواجهة مقاتلي المعارضة ومن ثم فإنه لا يواجه أي ضغوط في الوقت الراهن لتقديم تنازلات.
وقال المجلس الوطني السوري في بيان إنه بعد بحث الأمر من كافة زواياه السياسية والعسكرية والإنسانية فإن الأمين العام للمجلس لم ير ما يشجع ولم ير أجندة واضحة يمكن على أساسها أن ينجح الاجتماع ومن ثم فإن المجلس يؤكد قراره السابق بعدم الذهاب إلى جنيف 2 بسبب الأوضاع الحالية. والمجلس جزء من ائتلاف أكبر للمعارضة من المقرر أن يتخذ قراره النهائي بشأن المشاركة في محادثات جنيف 2 غداً (الإثنين). وقرار المجلس بعدم حضور اجتماعات جنيف يمكن أن يزيد الضغوط على الائتلاف الذي قال إنه مستعد مبدئياً لحضور المؤتمر لكنه لن يفرض بالضرورة قراره.
ميدانياً، قتل العشرات من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ومناصريهم خلال معارك مع مقاتلي المعارضة شمال سورية واعتبرها الائتلاف الوطني المعارض «ضرورية» من أجل مكافحة «التطرف» و»تنظيم القاعدة الذي يحاول خيانة الثورة».
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أمس (السبت) لـ «فرانس برس» أن « 36 عنصراً من الدولة الإسلامية في العراق والشام ومناصريها قتلوا وأسر ما لا يقل عن 100 آخرين خلال اشتباكات تجري منذ فجر الجمعة مع مقاتلي المعارضة السورية في ريف حلب الغربي وريف إدلب الغربي الشمالي».
كما قتل خلال الاشتباكات 17 مقاتلاً معارضاً ينتمون إلى كتائب إسلامية وغير إسلامية، بحسب المرصد.
وأعلن «جيش المجاهدين»، الذي تشكل مؤخراً في حلب، الحرب على الدولة الإسلامية التابعة لتنظيم «القاعدة» وجماعات معارضة أخرى، في بيان نشر الجمعة «حتى إعلانها حل نفسها أو الانخراط في صفوف التشكيلات العسكرية الأخرى أو تركهم أسلحتهم والخروج من سورية».
وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عن دعمه «الكامل» للمعركة التي يخوضها مقاتلو المعارضة ضد الجهاديين المنتمين إلى تنظيم «القاعدة».
واعتبر الائتلاف في بيان أصدره السبت أنه «من الضروري أن يستمر مقاتلو المعارضة بالدفاع عن الثورة ضد ميليشيات (الرئيس السوري بشار) الأسد وقوى القاعدة التي تحاول خيانة الثورة».
ودعا الائتلاف بحسب البيان الذي نشره في إسطنبول حيث يقطن أبرز أعضائه، المجتمع الدولي «للاعتراف بأهمية دعم القوى الثورية في معركتها ضد تطرف تنظيم القاعدة».
وأكد أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف هادي البحرة على ضرورة «أن يرى العالم كيف تأخذ المعارضة المبادرة لمكافحة التطرف في سورية» مشيراً إلى أن «القاعدة تشكل تهديداً للشعب السوري كما أنها تشكل تهديداً كذلك للإنسانية جمعاء».
واقتحم مقاتلون من «جبهة ثوار سورية» مقرات «الدولة الإسلامية» في بلدة تلمنس في ريف إدلب وسيطروا عليها وصادروا الأسلحة الموجودة فيها وأسروا بعض عناصر الدولة الإسلامية، بحسب المرصد. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن «الجيش الحر يطوق بلدة سلقين في ريف إدلب «من أجل إخراج داعش من المدينة وقام بقطع كل الطرق المؤدية إلى المدينة».
العدد 4138 - السبت 04 يناير 2014م الموافق 02 ربيع الاول 1435هـ