جِدْ لي ابتداءً فيكَ حتى أَقْطَعَكْ
وافتحْ رؤايَ على رؤاكَ لأجْمَعَكْ
لا زلتَ تربِكُ أحرفيْ يا واحدًا
وزَّعْتَ مِنْ وَحْي المعاجِزِ مَصْرَعَكْ
وفقدتُّني حيثُ المَجَازُ يتيهُ بي
ما أضيقَ البوحَ الفصيحَ وأوسَعَكْ
أنا عابرٌ عِلِقَتْ بيَ الكلماتُ في
وَحْلِ الرؤى وأنا أحاوِلُ مَطْلَعَكْ
لُغَتي تُخَاصِمُني بدَرْبِكَ كُلَّمَا
أنويكَ أفقِدُها وأفقِدُ مَوْضِعَكْ
حيثُ القرابينُ التي فَصَّلْتَها
فضفاضةً كُلُّ الوجودِ تَشَبَّعَكْ
قاومتَ جُنْحَ الليلِ - مِثلُكَ لا يبايعُ
مِثْلَهُ - وأضأتَ لمَّا قَطَّعَكْ
وُوُلِدْتَ مِنْ جُرْحٍ، فَطَمْتَ مِنَ الرَّدى
عُمُرًا بأرحامِ المَواسِمِ أودَعَكَ
قارعْتَ لونَ الزيفِ، نَقَّيْتَ المَدى
بدماكَ،كنتَ مُلَطَّخًا ما أَنْصَعَكْ!
مانَعْتَ أنْ تحياعلىعُمُرٍ رمادِيٍّ
ولم تَلْوِ السُّيوفُ تمنُّعَكْ
الأبيات الأولى من القصيدة الفائزة بالمركز الثاني
العدد 4137 - الجمعة 03 يناير 2014م الموافق 01 ربيع الاول 1435هـ