هنالك تلقى الموظفون القدامى بشركة «باس» صفعة جديدة عندما أوقفت الشركة عنهم التقاعد المبكر، في وقت تحرك العاملون النشطاء للمطالبة بنيل حقوقهم وإعطائهم ولو جزءاً بسيطاً من التقدير لجهودهم وسنين خدمتهم في الشركة.
وبالرغم من كل ذلك لم تعر الشركة أي اهتمام يذكر بخصوص مطالبهم، ولم تأبه بما كانوا ينادون به ويرنون إلى تحقيقه. ولمّا أخذ اليأس يدب في العاملين عوضاً عن التهميش مقارنة بسنوات كابدوها من التعب والنصب؛ اتجهوا إلى ناحية قناة أخرى تيسر لهم سبل الخروج المشرف، الذي يتطلع له كل العاملون، ألا وهو التقاعد المبكر، كي ينهون بذلك ويطوون صفحة كان ملؤها التعب وشقاء خدمة طال أمدها وذلها.
لقد نال البعض منهم فرصة الالتحاق بنظام التقاعد المبكر، إضافة إلى راتب شهري لمدة سنتين، فيما البعض الآخر أوصدت الشركة في وجهه فرصة الالتحاق بالتقاعد المبكر رغم مساعيه الدؤوبة لإرسال رسائل موقعة من قبل رؤوساء أقسامه ومدير الدائرة، لكن الأمور لم تعد مجدية، بحجة أن دخل الشركة وموازنتها ينذر بانحدار وضعف العمل، فيما وتيرة العمل قائمة من الأساس على قدم وساق، وتمضي بشكل جيد، وتسير بكل سلاسة، وفي طريقها للوصول إلى أعلى نسبة مقارنة بقبل.
السؤال: إذا كان الأمر كذلك، لماذا لا تقوم الشركة على الأقل بتعديل رواتبهم أو إعطائهم درجات وحوافز ليتراجعوا عن فكرة التقاعد المبكر بدلاً من أن تمارس وتتعمد إقصاءهم ومنع حقوقهم من الحوافز، وفي ذات الوقت تقف عقبة لهم أمام بلوغهم مرحلة التقاعد المبكر؟
لقد كنا نطمح أن نحذو حذو العاملين في بعض الشركات، خاصة بالنسبة إلى الموظف الذي عقد العزم على الخروج على نظام التقاعد المبكر أو القانوني، لتعطيه الشركة حقوقه تقديراً على جهوده في ميدان العمل، وعلى ماقام به من خدمة مضنية وسعي حثيث لا يستهان به، لإرضائه ولكي تكون له سنداً بعد التقاعد لمواصلة حياته الثانية، لكن ذلك أضحى مجرد حلم وأمنيات صعبة المنال والتحقيق على الواقع.
مصطفى الخوخي
ترجع بي الذكريات إلى فترة الستينات الجميلة عندما كان الاستعمار يسيطر على حياتنا نحن البحرينيين وكيف كنا ندافع من أجل أن تنال البحرين حريتها واستقلالها وذكريات عن شباب ضحى بنفسه من أجل بحريننا الغالية.
من تلك الذكريات الجميلة التي لا تنسى هي مطالبتنا برحيل الاستعمار في المظاهرات اليومية التي كنا نسيرها ولا نخاف المستعمر، كل ذلك من أجل البحرين أن تبقى عزيزة شامخة، ولكن بالمقابل تم القبض على كثير من شباب هذا الوطن وتم ترحيلهم خارج البلاد ليعيشوا سنوات الغربة في المنفى، وكان منهم الكثير من الكتاب الذين هاجموا الاستعمار من خلال كتاباتهم.
ومن هؤلاء الكتاب ابن الحورة على صالح الدوسري الذي وقف مع الحق ضد الظالم فكل من عايشه في تلك الفترة يتذكر مواقفه النبيلة وكتاباته التي تصل إلى قلب كل قاريْ بسهولة ويسر لما يتمتع به من أسلوب شيق وبسيط ولكن للأسف تم تجاهل هذا الكاتب المبدع ولم تجمع كتاباته في كتب أو مراجع لتكون شاهداً على ذلك الزمان والتاريخ.
علي الدوسري كانت له بصمات في نضال الشعب ضد الاستعمار فهو لديه كنز من المعلومات ويجب على الجهات المختصة في وزارة الثقافة أن تبرز كتاباته التي تحكي عن أهم فترة من فترات البحرين.
صالح بن علي
أجِيلك دُوم بـ شُوق ومَا أشُوفَك تِهتَم
كِلمة منِي وابتِسامَة وحرُوفِي تِهذِي
عيُونك وَردَة ورمُوشَك أورَاقها تِتلَعَثَم
أمِيل مِن التَعَب مَيَلان ورُوحِي لك تِفدِي
تِذكر آخر لِقَاء وإشلُون التَعَب مِنِي يِتكَلَم؟
رَدِيت البِيت وكِل سَاعة دَمعِتي تِجرِي
وإشلُون كَان صُوتِي لَك وعَلِيك يِحلَم؟
فِي النُوم السَهَر صَدِيقِي وُلِيتَك تِدرِي
ذَبحنِي شُوقك فِي كِل لَحظَة أرجُوك افهَم!
مَا عَاد أشُوف الدِنيَا دُونَك تِسوى بـ عِينِي
وِلا أقدَر أكَمِل الطِريق وُرَبِي يِعلَم...
إنِي دُونَك يَعنِي قبُر يَعنِي مُوت يِحوِينِي!
إسراء سيف
الجنة هي دار النعيم الدائم والسعادة المطلقة التي وعد الله بها عباده الصالحين وجعلها الله محلاً لكرامته ومنزلاً لأهل سعادته ومن مات على الايمان وكان له دور في تنوير بصيرة الضالين، الجنة لا يمكن لأي قلم أن يصفها فجمالها تعدى مرحلة الوصف، ولا يمكن لأي مخلوق تخيلها لأنها تعدت مرحلة الخيال ايضاً، ولكن وصفها الله في كتابه الشريف بأنها مساكن وبيوت وغرف مبنية، فيها جميع الملذات الحسية والمعنوية، أنهار وعيون من معين، طعام أهل الجنة الفاكهة واللحم وما يشتهون، شرابهم اللبن والعسل والخمر، كؤوسهم من ذهب، لباسهم من حرير.
نساؤها صنفان، الصنف الأول هن الحور العين نساء جميلات، ناعمات، ولو أن واحدة منهن اطلعت على أهل الأرض لأضاءت الدنيا وما عليها، الصنف الثاني هن نساء الدنيا اللاتي عملن صالحاً ولم يسرن في الأرض مرحاً وعبدن الله مخلصين له.
رجالها أنعم الله عليهم بتمام الكمال والجمال والشباب اي في الثلاثين من العمر، قلوبهم كقلب نبي الله أيوب وجمالهم جمالٌ يوسفي وفصح كلامهم كفصاحة خير البشر.
والجنة لها أسماءٌ كثيرة منها دار السلام، دار الخلد، جنة المأوى، جنات عدن، الفردوس، جنات النعيم، المقام الامين، مقعد صدق، وبين الله أن الجنان أنواع مختلفة في درجاتها ان أردت العيش في الجنان تخلى عن دار الفناء وأشغل نفسك في عباده الله.
رباب سمير النايم
تعد الآثار السلبية لجريمة الرشوة عاملاً مؤثراً على هيبة ونزاهة الوظيفة الحكومية، حيث تنال في الثقة المتبادلة بين طرفي المجتمع المدني من جهة ومن جهة أخرى مؤسسات الدولة الحكومية التي يمثلها الموظف العام، فضلاً عن أن جريمة الرشوة تعد أهم الأخطار الحقيقة التي تضر بالاقتصاد الوطني.
ولا تقوم جريمة الرشوة كغيرها من الجرائم الا بتوافر ركنيها المادي والمعنوي، فالركن المادي في الرشوة هو النشاط الذي يصدر عن المرتشي وينصرف الى موضوع معين، وقد حدد المشرع البحريني في قانون العقوبات البحريني صوراً ثلاثاً لهذا النشاط وتكفي لاكتمال وقوع الجريمة، وهذه الصور هي الأخذ والقبول والطلب.
فإذا كان الأخذ مقابل الرشوة ذا طبيعية مادية فإنه يعني الاستلام وهو فعل يحصل به المرتشي على الحيازة بنية ممارسة السلطة التي تنطوي عليها الجريمة، وليس بشرط أن يصدر التسليم عن الراشي، فقد يصدر عن وسيط حسن النية، أو يرسل المقابل عن طريق البريد، أو الحوالة المالية، أو أن يودع في حساب البنكي للمرتشي مبلغاً، أو أن يضع في حساب هاتفه النقال، وفي هذه الأحوال يعد الأخذ متحققاً حين يعلم الموظف بالغرض من التسليم أو الإرسال فيقرر الاحتفاظ بهذا المقابل، ويجوز أن يكون التسليم رمزياً إذا كان مقابل الرشوة فائدة، فإن الأخذ يعتبر متحققاً حين يحصل المرتشي على المنفعة، كما لو باشر المرتشي العلاقة الجنسية مقابل إخلاله بعمل من أعمال وظيفته الحكومية ففي هذه الحالة يكون الأخذ مكتملاً عند إتمام العلاقة الجنسية، فالأخذ أسهل حالات الرشوة إثباتاً، إذ يصعب على الموظف المرتشي تقديم سبب مشروع يبرر الحيازة.
ويعتبر القبول إرادة متجهة إلى تلقي المقابل في المستقبل نظير القيام بالعمل الوظيفي ويفترض عرضاً أو إيجاباً من صاحب الحاجة، وبالقبول الذي صادف العرض ينعقد الاتفاق الذي تتمثل فيه ماديات الرشوة في هذه الصورة، فالقبول في جوهره إرادة ينبغي أن تكون جادة وصحيحة وهو في مظهره تعبير وإفصاح بوسيلة ما عن وجود إرادة، ويجب أن يقبل الموظف العرض منتوياً العبث بمقتضيات وظيفته الحكومية لمصلحة الراشي.
وكل صور التعبير عن إرادة القبول سواء فلا فرق بين تعبير عن طريق القول أو الكتابة أو الإشارة بل يجوز أن يكون القبول ضمنياً ومثال ذلك انصراف الموظف الى أداء العمل الذي تقتضيه مصلحة صاحب الحاجة بعد علمه بالعرض، ويجوز أن يكون القبول معلقا على شرط، وتعد الرشوة تامة بالقبول، فإذا رفض صاحب الحاجة أن يسلم للموظف ما وعده به فلا يؤثر ذلك في أركان جريمة الرشوة التي توافرت بالقبول، ولا يتغير الحكم كذلك إذا رفض الموظف أداء العمل كرد من جانبه على نكوث صاحب الحاجة عن وعده.
أما الطلب فهو تعبير عن إرادة منفردة من جانب الموظف ومتجه الى الحصول على مقابل نظير أداء العمل الوظيفي وتتم الرشوة بمجرد الطلب ولو لم يستجب له صاحب الحاجة بل تتم ولو رفضه وسارع الى إبلاغ السلطات العامة، فالرشوة في هذه الصورة هي سلوك الموظف دون اعتبار لسلوك صاحب الحاجة وسبب اعتبار الطلب المجرد كافياً لتمام الرشوة أن الموظف قد عرض بذلك العمل الوظيفي للاتجار فأخل بنزاهة وظيفته والثقة في الوظيفة العامة ولم ير المشرع البحريني فرقاً بين عرض للاتجار واتجار فعلي وأيضاً قد ساوى المشرع بين طلب الموظف المقابل لنفسه وطلبه لغيره سواء لزوجته أو أطفاله أو أحد أقاربه. وسنكمل في المقالات القادمة باقي سلسلة مكافحة الفساد.
وزارة الداخلية
مع انتهاء عام وبداية عام جديد، نحتاج إلى إعادة ترتيب أوراق حياتنا، وأن ننهي أشياء تراكمت دون إتمام، ونكمل أخرى لم تكتمل بعد.
وقد وجدت بين ركامي رسائل لم تُرسل في حينها، فجمعتها بقدر الإمكان كي أعيد إرسالها مختصرةً وموجزة إلى أصحابها، لعلها تصل مع بداية العام الجديد إلى وجهتها المقصودة:
- إلى كل من تسوّل له نفسه أن يترشح للرئاسة أو الوزارة أو أي منصب: القيادة كالسباحة، لا يمكن أن تتعلمها بالقراءة.
- إلى كل صاحب منصب: تذكر دائماً.. أنها لو دامت لغيرك، ما كانت لتصل إليك.
- إلى كل مسئول: اِفعل ما يجب، وليس ما تستطيع.
- إلى هيئات المستشارين بالوزارات المختلفة: كل وزير جاهل بموضوع ما، لكن ليس بكل الموضوعات، إذن ما الحاجة إلى كل هذا العدد من المستشارين؟!
- إلى من يبكون عهد ما قبل الربيع العربيى: إن من يضيعون حاضرهم حزناً على ماضيهم، لا مستقبل لهم.
- إلى أهالي شهداء الثورات العربية: ما ضاع حق وراءه مطالب.
- إلى كل إعلامي وصحافي وصاحب كلمة: الحرية قيود، أكثر مما هي كسر للقيود.
- إلى كل القوى السياسية التي تخوّن بعضها البعض وتتناحر بالباطل: من لا يسامح فقد هدم الجسور التي كان يجب أن يسير عليها.
- إلى الشعوب التي ترضى بالذل: من فقد المال لم يخسر شيئاً، ومن فقد الصحة فقد خسر بعض الشيء، ومن خسر كرامته وشرفه فقد خسر كل شيء!
- إلى ضيوف برامج «التوك شو»: لكي يحترمكم الحاضرون.. احترموا الغائبين.
- إلى المتلونين والمتحولين: من يجلس على مقعدين يسقط بينهما.
- إلى كل فاسد وظالم: كيف تستمتع بالحياة إذا كنت تحيا كالميت؟
- إلى كل طاغية يصر على البقاء في الحكم: لا تتوقع نتائج مختلفة إذا كنت تكرر نفس الأسلوب الذي استخدمه من سبقوك من أمثالك المخلوعين والمعزولين.
- إلى زعماء العرب المخلوعين: تأخرتم كثيراً كي تصلحوا وتعدلوا، وعندما أضطررتم إلى إصلاح «سقف المنزل».. اخترتم «يوماً ماطراً»!
- إلى أصحاب الأحزاب السياسية: أحزابكم كالشواطئ، والناس تبحر بقواربهم بينكم، فأحسنوا معاملتهم وأصلحوا وأعدلوا إن أردتم أن تمكث القوارب طويلاً على شاطئكم.
- إلى كل من قرأ كلماتي: أبعث إليكم أخيراً بقول الإمام الشافعي: كم من حاجة لنا قضيناها بالاستغناء عنها.
أحمد مصطفى الغر
العدد 4137 - الجمعة 03 يناير 2014م الموافق 01 ربيع الاول 1435هـ