قال رئيس عيادة الإقلاع عن التدخين استشاري طب العائلة كاظم الحلواجي: «إن 80 في المئة من مدخني الشيشة ممن راجعوا العيادة ينوون الإقلاع عن هذه الظاهرة»، مرجعاً ذلك إلى «تنامي وعي الناس بالمضار الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي تنتج عن تدخين الشيشة».

وتحدث الحلواجي في تصريح لـ «الوسط»، عن الجهود التي تقوم بها عيادة الإقلاع عن التدخين في البحرين، موضحاً أن «العيادة توفر وسائل مساعدة مجانية في مركز الحورة الصحي، ومركز حمد كانو الصحي، إذ توفر التوعية اللازمة للمدخنين بما يسهم في دفعهم نحو الإقلاع عن التدخين، كما تتبع العيادة لجنة تختص بالمراقبة والمتابعة لضبط عمليات التهريب وفرض الرقابة على الأسعار، وهذه الخطوات تأتي من ضمن التزامات مملكة البحرين التي وقعت عليها في إطار الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ، والتي دخلت حيز التنفيذ في العام 2004».

إلى ذلك، التقت «الوسط» عدداً من المدمنين على تدخين الشيشة، إذ قال المواطن البحريني مرتضى حسين: «أدخنُ الشيشة منذ أكثر من خمس سنوات، وقد باتت إدماناً بالنسبة لي، فلا أستطيع أن أتركها، علاوة على ذلك فإن مقاهي تقديم الشيشة أصحبت مكاناً للقاء الأصدقاء الذين يدخنون الشيشة جميعهم، وبالتالي لا أستطيع أن أترك تدخين الشيشة».

وأضاف حسين «عند ذهابي إلى مقاهي الشيشة أشعر بارتياح نفسي وراحة ذهنية، حيث إني وبتدخين الشيشة أشعر بصفاء الفكر، وأنسى جميع الأمور التي تعكر صفو حياتي، كما أنني أشعر بارتياح عندما أرى الأصدقاء وجميعهم في حالة نفسية ممتازة».

ولم يخفِ حسين علمه بمضار الشيشة، قائلاً: «أعلم بمضار تدخين الشيشة، لكنها أصبحت أشبه بالإدمان بالنسبة لي، ولم يسبق لي أن حاولت الابتعاد عنها، ولا أعتقد أني سأحاول ذلك».

ومن جهة أخرى، قال المواطن البحريني علي اسماعيل، وهو أحد المدمنين أيضاً على تدخين الشيشة: «أدخن الشيشة منذ خمس سنوات، وإحساسي عند التدخين لا يوصف، وقد باتت الشيشة بالنسبة لي بمثابة الإدمان، إذ أدخن يوميّاً ما لا يقل عن مرتين، والصعوبة ليست في ترك التدخين، وإنما الصعوبة في ترك ما تعودت عليه».

في الموضوع ذاته، استظهرت «الوسط» رأي الدين في مسألة التدخين، حيث قال رجل الدين الشيخ عبدالنبي النشابة: إن «مدخني الشيشة لا يمتلكون للأسف الوقت، وإنما الوقت هو من يملكهم، وفي الغالب يكون تدخين الشيشة في أوقات متأخرة من الليل ما يتسبب في الغياب طويلاً عن المنزل مما يؤدي إلى تزايد حالات التفكك الأسري وبروز المشكلات داخل المنزل، سواء بين الزوج وزوجته أو بين الأب وأبنائه؛ لأن مدخن الشيشة ينشغل في غالبية وقته بالتدخين».

وأضاف أنه «لا يمكن التغاضي عن الآثار الاقتصادية وراء تدخين الشيشة، في ظل المبالغ الضخمة التي يستنزفها تدخين الشيشة، فالمدخن لا يكتفي بتدخين الشيشة مرة واحدة في اليوم، وإنما يرتاد المقاهي لأكثر من مرة».

ونقل النشابة حادثة وقعت للمرجع الديني الراحل السيد أبوالقاسم الخوئي، قائلاً: «إن أحد الأطباء كان يقول للخوئي نحن نقلدك في الصلاة والصوم والعبادات ولكن أنت يجب أن تقلدنا في الطب، فقال الخوئي للطبيب في ماذا أقلدك؟ فقال الطبيب: أحرم عليك التدخين، وبالفعل ترك الخوئي التدخين نهائيّاً».

ووفقا للدراسات، فإن هناك اعتقاداً لدى الكثيرين بأن تدخين الشيشة أقل ضرراً من تدخين السيجارة، وذلك لأن مرور الدخان من خلال الماء الموجود في الشيشة يعمل على ترشيح الدخان من المواد الضارة، وبالتالي تقليل الضرر الناجم عن تدخين الشيشة، وقد تبين خطأ هذا الاعتقاد من خلال تحليل الدخان الخارج من فم مدخن الشيشة على أنه يحتوي على المواد الضارة نفسها والمسرطنة الموجودة في دخان السجائر، كما أثبتت الدراسات.

وأشارت الدراسات إلى أن التدخين يحدث تلفاً في الدماغ عن طريق السموم الموجودة والتي تصل إلى الدماغ، مؤكدة أن ارتباط ذلك بقلة ممارسة الرياضة يؤدي إلى الإصابات بالأزمات القلبية والزهايمر والسرطان.