العدد 2463 - الخميس 04 يونيو 2009م الموافق 10 جمادى الآخرة 1430هـ

مع الصحفيين في دار الحكومة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في نهاية السبعينيات دخلت دار الحكومة للتصديق على شهادة الثانوية العامة للدراسة في الخارج كما كان يجري آنذاك، ودخلتها للمرة الثانية أمس ضمن وفد مجلس إدارة جمعية الصحافيين البحرينية.

اللقاء جمع الوفد بسمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي تناول عددا من القضايا المحلية والإقليمية والدولية، وتركّز أكثره على شئون الصحافة والعمل الإعلامي، حيث نعت الصحافة المحلية بالنضج والتحلّي بالمسئولية الوطنية دائما. وأكّد حرصه على تعزيز دورها كمنبرٍ حرٍ لأداء رسالتها في مسيرة العمل الوطني، فالكلمة في هذا العصر قوية ولها تأثيرها الكبير في السياسة وتشكيل الرأي العام كما قال.

رئيس الوزراء طالب الصحافيين بالمساهمة مع الدولة في دعم الاقتصاد وتعزيز قيم الوحدة الوطنية، مشترطا قبل الكتابة السعي للحصول على المعلومة. وهو أمرٌ يثير الكثير من الشجون لدى الصحافيين، نظرا لعدم تعاون الكثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية في تقديم المعلومات، خلافا لكل التوصيات والتعليمات العليا، حتى يتحوّل عملهم أحيانا إلى مغامرة شاقة.

رئيس الوزراء أوضح اهتمامه بقراءة الصحف المحلية حتى بعد أن زاد عددها على السبع، إلى جانب صحيفتين بالإنجليزية، وثالثة بالطريق. واستغلّ الفرصة للتعليق على مقالٍ لإحدى الزميلات، وانتقد مقالا آخر لزميلةٍ أخرى، لأنها تكتب دون تروٍ أو اعتماد على معلوماتٍ موثّقة. وهو معنى تكرّر في حديث رئيس الوزراء، مع مطالبته الصحافيين أن يكتبوا ما يشاءون، مع وضع مصلحة الوطن كأولوية، وثقته بقدرتهم على تحمل الأمانة.

في جانبٍ آخر من حديثه، دعا رئيس الحكومة إلى الكتابة عمّا يهم المجتمع من قضايا، وعدم التركيز على ما تنقله الصحف الأجنبية أو النقل عما تكتبه عن تجارب دولها المختلفة عنا. واستشهد بما اعترف به مؤخرا نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني بعدم امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وما قاده ذلك من تغييرٍ باسم الديمقراطية «لم يجلب الأمن والاستقرار للمنطقة والعراق الذي لن يعود كما كان أبدا».

رئيس الوزراء أعرب عن اعتزازه بالأقلام الوطنية وأصحاب الرأي والفكر والقيم الوطنية التي يراها في الأطروحات الصحافية، فـ»النقد شيء طبيعي في الأجواء الديموقراطية ونراها أمرا صحيا».

في محورٍ آخر، أكّد ثقته بالمواطن البحريني، مذكّرا بتجربة إحدى الشركات الكبرى، التي اعتمدت على الخبير الأجنبي، فاستغل موقعه لتحسين وضعه الوظيفي بالانتقال إلى شركة طيرانٍ منافسةٍ في دولة مجاورة، بعد أن خلّف وراءه الخسائر بالملايين.

هذا الدرس يلتقي مع الدعوات الكثيرة التي تطلقها الجمعيات السياسية والنقابات العمالية والمهنية للاهتمام بالكادر البحريني وتحصين موقعه وضمان لقمة عيشه، في ظلّ أزمةٍ ماليةٍ لم تسلم منها دولةٌ في العالم. وقد بدأت نذرها بالظهور بعد فترةٍ من التكتم الخجول، فبدأنا نقرأ أخبار تسريح العاملين بأحد أنجح القطاعات الاقتصادية في البلاد. وبدأت تتحرّك القطاعات الأخرى للتضامن مع موظفي القطاع المصرفي، أول ضحايا الهزة المالية.

لاشك أن الدافع الوطني هو الذي يقود جميع تحركات الصحافة وتعاملها مع القضايا الوطنية، سعيا لخدمة الوطن وتطوّره، من أجل غدٍ أفضل، خالٍ من المظالم والتمييز الطبقي وسياسة الإقصاء أو الاستئثار.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2463 - الخميس 04 يونيو 2009م الموافق 10 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً