انتشرت مؤخراً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي وعلى نطاق واسع معلومات عن اكتشاف دواء جديد لعلاج المرضى المصابين بداء السكري يعرف بـ «أمزي لايت»، وبحسب المتداول فإنه أول عقار في العالم لعلاج مرض السكر بصورة نهائية ويطلب من المريض استخدامه لفترة تتراوح ما بين شهرين وستة أشهر بواقع ثلاث حبات يومياً ويكلف ما بين 180 ديناراً 504 دنانير بحسب مدة العلاج، كما أشار الخبر إلى اسم صيدلية تقوم ببيعه في إحدى عواصم دول الخليج مع ذكر رقم الاتصال واسم مخترع الدواء.

«أمزي لايت اف ون بوينت تو» علامة مسجلة لشركة سكارايد ساينس في المملكة المتحدة، وهو عبارة عن مركب يحتوى على خليط من الإنزيمات مثل 1.4 أ دي جلوكان جلوكانو هايدروليز، وأمايليز، بالإضافة إلى مركب ترايميثيل جلايسين، ويتم استخلاص تلك المكونات من مزارع مخبرية لبكتيريا وفطريات، وهو دواء لعلاج عسر الهضم ويصنف على أنه مكمل غذائي لعلاج مرضى السكر بنوعيه الأول والثاني وتكمن فاعلية هذا المستحضر في تعويض كم ووظيفة ما فقد من إنزيمات لدى مرضى السكري ومرضى مرحلة ما قبل الإصابة بالمرض.

كذلك يقوم مستحضر «أمزي لايت اف ون بوينت تو» بمحاكاة الوظيفة الإنزيمية المعلولة لدى مرضى السكري في كل من الغدد اللعابية، والمعدة، والبنكرياس والأمعاء، ويلعب هنا دور المنظم ويعمل على استعادة تدريجية وبفاعلية مستوى انزيم الأماليز في الدم، وتقويم وظائف البنكرياس وتحسين مستوى إفراز الانسلولين، ما ينتج عنه تهيئة فسيولوجية مثلى لبرمجة التفاعلات البيو كيميائية لتستجيب بفاعلية ضمن جهاز الغدد الصماء في جسم الإنسان. علماً بأن الشركة المصنعة لهذا المكمل الغذائي أشارت إلى أنه يقوم بتخفيض والتحكم بمستوى السكر في الدم عن طريق تحفيز أكسدة الجلوكوز إلى نواتج غير ضارة، وثاني أكسيد الكربون وماء، وقد أرجعت الشركة نفسها تلك النتائج إلى ما توصلت إليه دراسات سريرية من دون أن تشير تفصيلاً إلى مصادرها.

وهنا عوداً على بدء، نقول أولاً إن «أمزي لايت اف ون بوينت تو»، لا يعالج مرض السكر فهو ليس دواء، إنما مكمل غذائي صحي يعمل على تعزيز هضم الكربوهيدرات، وتنظيم عملية امتصاص السكريات الأحادية في الدم وتحسين إنتاج طاقة الجسم، وكل من تلك الوظائف الفسيولوجية يفتقر إليها مرضى داء السكري. ثانياً، هناك فرق بين المكمل الغذائي أو الصحي، والدواء، حيث يندرج الأول تصنيفا تحت مسمى المواد الغذائية لما يحدث من أثر غذائي أو فسيولوجي ويراد به إسناد الغذاء الطبيعي للإنسان (المصدر توجيه الاتحاد الأوروبي رقم أي سي / 46/ 2002)، بينما الدواء مواد صيدلانية أو طبية لها القدرة على إحداث آثار دوائية أو مناعية أو أيضية في سبيل معالجة الأمراض والوقاية منها (المصدر توجيه الاتحاد الأوروبي رقم أي سي / 43 / 2001). ثالثا، «أمزي لايت اف ون بوينت تو» يعتبر مكملاً صحياً وغذائياً من الممكن أخذه، بالإضافة إلى العلاج الذي يوصف لمرضى السكري من قبل الأطباء المعالجين، وليس علاجا بديلا أو نهائيا.

لقد تم طرح هذا المركب في دولة الإمارات العربية المتحدة عن طريق شركة أدوية خاصة في العام 2006، وتم بعد ذلك سحب ترخيصه بعد ما تبين ترويجه بتحضيرات صيدلانية أخرى غير المصرح بها، وهذا ما أشارت اليه صحيفة «جلف نيوز» بتأريخ 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2010.

وتبقى هنا كلمة أخيرة ولكنها تحمل من المعنى والدلالات الكثير بقدر ما للمرض من أثر فى حياة الانسان، وهي أنه يبقى تعديل وتقويم النمط الحياتي للجميع وخاصة مرضى السكري، العامل الأهم في التحكم والتعايش الأمثل معه، فالدواء على أهميته ليس إلا إحدى زوايا العلاج وربما الوقاية، ولكن دعنا نوجه بوصلتنا للاتجاه والمحطة التي تسهم بفاعلية أكبر وأهم في درء خطر مرض السكري وتجنب مضاعفاته المهلكة، دعنا فعلياً تجنب عوامل الخطر للإصابة بذلك المرض بدءاً بالسمنة وعاداتنا الغذائية التي تفتقر في أحيان عدة إلى أبسط مفاهيم الغذاء الصحي، فلنعرف أولاً ما نأكل وكيف نتحكم في ضغوط حياتنا اليومية بطرقة أمثل.