شدد الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان على أن «قوى المعارضة متمسكة بالنهج السلمي في حراكها الوطني»، مشيرا إلى وجود «أطراف ترغب في جر الشارع للعنف للهروب من الاستحقاقات».

وأضاف في لقاء جماهيري عقد في منطقة الدير مساء الأربعاء (1 يناير/ كانون الثاني 2014) أنه «يجب أن نستمر بالإطار السلمي، البعض يرغب في أن ينحرف المسار العام إلى إطار عنيف فيبرر له ذلك استمرار التعاطي الأمني والهروب من استحقاقات التغيير اللازم، أو على الأقل يؤخر عملية الاصلاح، لنتمسك بوعينا وسلميتنا وحضورنا في الساحات، وإن شاء الله هذه سنة جديدة يرى فيها هذا الشعب استرداد حقوقه».

وأردف «أتشرف بزيارة عدد من العوائل لوجود مصابٍ أو معتقل أو غيرها من الأمور التي يعاني منها هذا الشعب، أريد أن أواسي مواساة إنسانية بعض هذه الأسر فيما نزل بها، فأنظر ابن معتقل، ويستقبلني الجد، يقول أنا أيضاً كنت معتقلا، أنا أيضاً اعتقلوني في الخمسينيات، أو في الستينيات، ويقابلني والد المعتقل فيقول أنا أيضاً كنت معتقلا في الثمانينيات، والابن معتقل في الألفية الجديدة».

وواصل «سلسلة من الظلامات وكأنها لا تنتهي، ولو قدر لنا أن نسمع ممن عاشوا في سنة 1900 و1920 لسمعنا ما نسمعه ممن نسمعه في الأربعينيات وعاش في فترة الهيئة وما بعد الهيئة وفي الستينيات وفي السبعينيات وفي الثمانينيات والتسعينيات، ماذا توّلد هذه السلسلة؟ كيف نتصور؟».

وأكمل سلمان «أي إنسان لديه عقل وضمير، نريد لحظة إنصاف من أحبتنا في هذا الوطن، انظروا إلى هذا المشهد، ليس بيتي واحد، اثنين، ثلاثة، عشرة، بل تكاد تكون السمة الغالبة، تأملوا في هذا المشهد، كيف يعيش هؤلاء الناس؟ الجد معتقل، الأب معتقل، الابن معتقل، كيف حياتهم؟ كيف الأمن لديهم؟ أين استقرارهم؟ أين طمأنينتهم؟ ما علاقة الناس بالأرض؟».

وذكر أنه «إذا كانت حكومته لا تحتضنه، وتعاقبه، وتلاحقه، وتطارده، وفي هذه السلسلة الطويلة العاملة على إشاعة الخوف، مستمرة في حرمانه من حقوقه، وفي كل عقل من هذه العقول، في كل هاجس من هواجسنا قلق وخوف، الانسان يأتون له بابن يفرح به، ولكنه خائف يتلقى التعليم المناسب أم لا، يتم توظيفه أم لا».

وأفاد «ولذا فإن هذا الحراك وغيره كان حراك حق، كانت الثورات لكسر هذه السلسلة وهذه الدائرة من الظلم، ومن فقدان معنى الوطن والدولة».

وتابع سلمان «في بعض الليالي تكون درجة الحرارة تحت الصفر في بعض دول أوروبا، وهناك سيارات تمر على الشوارع تكنس الرمل، هذه السيارات وظيفة الدولة والبلدية في أثناء نوم الناس، مسئولية الدولة عندما يتحرك الناس إلى أعمالهم صباحاً، ألا يتعرضوا للحوادث خلال ذهابهم إلى أعمالهم، الدولة تفكر كيف يتنفس الناس هواءً طبيعياً فتضع اشتراطات على المصانع وغيرها، اناس تعيش بإنسانية وتشعر بمعنى الإنسان، هنا لا ترى إلا صور ظلم واضطهاد وسرقة، ولابد من تغيير هذه الأوضاع».

وقال سلمان: «نحن مكافحون من أجل حقوقنا الإنسانية حتى نستردها، حقنا فيمن يحكمنا، حقنا في مجلس يشرع ويراقب، وحقنا في حكومة تمثل إرادتنا، إن أعجبتنا في سيرتها جددنا لها مرة أخرى، وكلنا نتفق على أننا يجب أن نستمر متوكلين على الله سبحانه وتعالى حتى ننتزع حقوقنا».