ودعنا العام 2013 واستقبلنا عاماً جديداً جاء معلناً طي صفحة مليئة بالأحداث والمواقف. جاءنا العام الجديد ونحن منشغلون في ترتيب أحداث أيامنا وأحلامنا، وربما ونحن منشغلون في تذمرنا ولومنا.

كان العام 2013 عاماً ثقيلاً على العالم أجمع، وعلى العالم العربي بشكل خاص، مليئاً بالهزائم والمنغصات والإرهاب والقتل والتفجيرات وانتهاكات حقوق الإنسان، من الخليج إلى المحيط، ولابد أنه كان عاماً ضم بين جوانحه القبيح والجميل، السيء والجيد، الباعث على اليأس والملهم بالأمل، المثخن بالكره والمفعم بالمحبة، الملغم بالكفر والمسكون بالإيمان. وكخطوةٍ أولى في عام نتمنى أن يكون متميزاً بجماله، لابد أن نفكّر جميعاً في تحويل السلبي إلى إيجابي، والإبقاء على الإيجابي مشعاً متألقاً.

مازلت مسكونةً بالفرحة التي أسرتني في أول صباح من عامنا الجديد حين حييت العامل الآسيوي في محطة تزويد الوقود، وقلت له معقبة (happy new year) قبل أن أطلب ما أريد، سعادته وهو يستمع إلي، وشكره لي والذي وصل إلى خمس مرات ربما خلال أقل من دقيقة، أشعرني أن الأشياء البسيطة كثلاث كلمات قد تنعش قلباً يعاني برودةً من حوله، وقد أضناه روتين عمله، فقرّرت أن أضيف إلى خطط العام الشخصية لي، بنداً واضحاً وهو محاولة إسعاد البسطاء.

قد نكون أحياناً مستغرقين في همومنا وأحلامنا ومشاغلنا حتى نكاد ننسى أن الحياة أجمل بالاستماع إلى الآخرين، ووضع أهداف جماعية أو شخصية تفيد الجماعة، ولهذا سيكون من الجميل أن نضيف إلى خططنا للعام القادم خططاً تخرج عن دائرة «الأنا» التي بالطبع ستكون مقترنةً بالآخر بشكل غير مباشر، لنجعلها تختص بالآخرين من حولنا بشكل أساس، فتضيف لهم بالدرجة الأولى ابتسامةً وسعادةً، وتضيف إلينا كنتيجةٍ طبيعيةٍ، سعادةً وإشراقاً وأملاً.

في عامنا هذا، وبإصرارنا وجهودنا معاً، سيكون العالم أجمل بعد أن تكون أنفسنا أكثر شفافيةً، وتكون طموحاتنا أقرب لواقعنا بجدّنا وعزيمتنا، فينعكس ذلك على أسرنا ومحيطاتنا الصغيرة التي ستعكسه بدورها على المجتمع الأوسع. ثم إلى بحريننا التي قد تصبح منبراً ونواةً لتغيير العالم الأكبر نحو الجميل المبدع المختلف، إن أجدنا رسم وتحقيق طموحات تتبنّى الخير ونشر السعادة من حولنا.

ولكي نصنع هذا التغيير/ الطموح، لابد أن نسأل أنفسنا بصدق: ماذا حقّقت لنفسي ولغيري في العام الماضي؟ وما هي الإضافة التي أتمنى أن أحققها هذا العام؟ وكيف أنفذها؟ وبمساعدة من وماذا؟ ثم ننطلق نحو الأهداف برؤى وخطوات ثابتة، ستشكّل بذرةً أولى نحو النجاح الدائم بمشيئة الله.