شاءت الظروف أن أكتب هذه الأسطر قبل إجراء قرعة المنتخب المتأهل للدور نصف النهائي من بطولة غرب آسيا المقامة حالياً في العاصمة القطرية (الدوحة) وتنافس عليها 3 منتخبات هي البحرين والعراق وعمان.

مهما خرجت به القرعة بتأهل الأحمر من عدمه، إلا أن المنتخب ظهر بمستوى فني جيد ولاسيما أنه شارك بمجموعة شابه وواعدة أكدت أن البحرين غنية بالمواهب الكروية القادرة على تمثيله في الفترة المقبلة.

مدرب المنتخب أنتوني هيدسون ضرب أروع الأمثلة بالقائمة المتواجدة حالياً وحرصه الشديد على بناء جيل واعد، وكان أبرز أهدافه احتكاك وانسجام اللاعبين للسير على خطته الموضوعة بصقل المواهب وتهيئتها للاستحقاقات المقبلة.

أسباب كثيرة جعلت الأحمر ينهي الدور الأول من البطولة دون تسجيل أي هدف، ربما يكون أبرزها الاصابات التي لاحقت اللاعبين في الفترة الماضية، إضافة إلى مشاركة لاعبين قليلي خبرة مثل عباس الساري الذي تنقصه الخبرة فقط وهو من خيرة اللاعبين الذين يتمتعون بامكانات عالية وأتوقع له مستقبل زاهر في السنوات المقبلة، ولا ننسى بأنه من اكتشاف هيدسون. أضف إلى ذلك أن منتخبي عمان والعراق هم أيضاً لم يسجلوا أي هدف إضافة إلى لبنان وفلسطين، ومجموع المنتخبات التي لم تسجل حتى الآن 5 منتخبات من أصل 9 وليس منتخبنا فقط. وبالعودة لمشاركة الساري أعتقد أن مشاركته حملت ايجابيات أكبر بكثير من تسجيل الأهداف.

الكثير من المدربين الذين مروا بالكرة البحرينية كانوا يتغنون بصنع منتخب رديف للأحمر، إلا أن الحديث كان على الورق فقط، على عكس المدرب الحالي الذي يعمل بحنكه، وأعتقد أن مساندته أمر ضروري.

ما أود الإشارة إليه هو الابقاء على هيدسون في الفترة المقبلة ومساندته، وجعله يعمل بكل هدوء من دون ضجيج يعرقل أهدافه، لأنه من أكثر المدربين الحريصين على ترك بصمتهم على الكرة البحرينية بعكس بعض المدربين الذين كانوا يهدفون للمال فقط.

المشاركة مع المنتخب الأول ليست سهلة على الإطلاق من جانب اللاعبين، ومن خلال تواجدي مع «الأحمر» في بطولة غرب آسيا، أرى بأن هيدسون هو الرجل المناسب الذي وضعه اتحاد الكرة في المكان المناسب، وعلاقته الوطيدة والقوية باللاعبين تلعب دورا كبيرا بتهيئتهم بالشكل المطلوب للاستحقاقات المقبلة.

أخيراً... هيدسون تسلم قيادة المنتخب لفترة قصيرة جداً، وأعتقد أنه قادر على النهوض بالكرة البحرينية وسيرها في الطريق الصحيح، وبالإمكان توجيه الأسئلة للاعبين سواء الموجودين حالياً في القائمة أو غيرهم عن كيفية معاملة هيدسون معهم وكيفية تدريباتهم، من دون شك سيكون الجواب بأن هيدسون هو القادر على احتضان وصقل المواهب الكروية.