لم يتمنَ أي إنسان في مملكتنا الغالية أن يكون مسك ختام دوري كأس خليفة بن سلمان لكرة القدم بهذه الصورة، وكان الجميع يتمنى أن تكون مباراة نهائية بمعنى الكلمة تسودها المحبة والاحترام وتقبل الهزيمة، وإخراج المباراة بالصورة المطلوبة وإنهاء الموسم على أكمل وجه.
الجميع كان يترقب هذه المباراة وخصوصا أنها ستجمع بين قطبي الكرة البحرينية المحرق والأهلي، وكنا نتوقع أن نشاهد مباراة ممتعة ويخرج كلا الفريقين كل فنياتهم ومهاراتهم في هذه المباراة لتعكس الصورة رأسا على عقب بما ظهر به دورينا الكروي طوال مبارياته السابقة المملة. وكنا ندرك تماما أن المباراة ستحظى بحضور جماهيري غفير، ورأينا المنظر الجميل أثناء المباراة بالكثافة الجماهيرية التي آزرت فريقها بكل طاقتها وأعطت جوا رائعا في المباراة.
سيكتب شهر مايو في أذهان الجميع كونه شهد المباريات النهائية في جميع الألعاب سواء كانت كرة القدم أو غيرها، ولعلنا نشاهد النهائيات التي تحدث في الدول الخليجية الشقيقة، وكيف يكون الاستعداد لها ليس فقط في نهائيات الدرجة الأولى إنما على مستوى الفئات العمرية التي تحظى بمتابعة حثيثة من الجماهير وتتقبل الهزيمة بكل روح رياضية، ونحن في المملكة الغالية يحدث عكس ذلك تماما، فمرورا بالفئات العمرية في لعبة كرة القدم شاهدنا نهائيين محرجين للغاية وشهدا حوادث تدمع العين، الأول جمع بين المالكية ومدينة عيسى في نهائي كأس الناشئين الذي شهد حوادث مؤسفة كادت تؤدي إلى إصابات بليغة لبعض جماهير مدينة عيسى، ورأينا كيف كان هيجان الجماهير الملكاوية على أحد جماهير مدينة عيسى، وشاهدنا كيف أصبح الملعب كخلية نحل من الجماهير الملكاوية.
النهائي الثاني في الفئات العمرية جمع بين المحرق والرفاع في نهائي أقوياء الناشئين وكادت تكون الفاجعة بين جهازي الفريقين وبعض الجماهير لولا تدخل العقلاء في كلا الناديين وإنهاء المشادات.
الجميع حمل لجنة المسابقات ما حدث في هذين النهائيين كونها سمحت بأن تقام النهائيات على الملاعب الخارجية لاتحاد الكرة وهو ملعب ليس مفتوحا للجماهير. وربما أتفق مع هذه الفئة بالرأي فكان الأجدر أن تقام المباريات على ملاعب أخرى مثل الأهلي أو المحرق.
ولم يكن شهر مايو الفائت اشتباكات فقط في نهائيات كرة القدم، إنما لعبة كرة اليد أيضا والتي شهدت اشتباكات عنيفة بين توبلي والبحرين، وكأن الصالة الرياضية لليد تحولت إلى حلبة مصارعة بين الفريقين، وأظهر لاعبو كلا الفريقين كل طاقتهم لإظهار قوتهم الكبيرة بضرب زملائهم في الفريق الآخر، وتفننوا بشتى الضربات حتى أصبحوا وكأنهم يلعبون الـ «تايكواندو».
لم ينتهِ شهر مايو بخير، فأكملت الجماهير الأهلاوية مسك ختام هذا الشهر بحوادث لم نتمناها، وخصوصا أننا كنا نترقب هذه المباراة ونتوقع أن تكون من خيرة مسك الختام، وينتهي الدوري بأفضل حال، وننهي شهر مايو «الأسود» بعكس ما حدث في هذا الشهر من حوادث مؤسفة، ولكن جاء مسك الختام بحوادث أخرى مؤسفة.
باعتقادي ان ما فعلته الجماهير الأهلاوية يجب أن تحاسب عليه لأنها هي من جلبت لنفسها العقوبة، وقد أعذرها لأن حكم المباراة قد ظلم فريقها، ولكن كان عليها أن تكون متزنة أكثر وأن تتقبل الهزيمة بكل روح رياضية.
وبعيدا عن الحوادث التي شهدتها المباراة، ومن خلال وجهة نظري - المتواضعة - في المباراة الختامية، أعتقد أنها لم ترتقِ للمستوى المطلوب سواء من قبل فنيات اللاعبين أو الاستعداد لها من قبل اتحاد الكرة ولجنة المسابقات، فلم تكن المباراة بمثابة مباراة نهائية تجمع قطبي الكرة البحرينية. والجميع حمل حكم المباراة المسئولية، وأعتقد أنه سبب كبير لما حدث في المباراة، وأعتقد أن وصف مساعد مدرب النادي الاهلي خضير عبدالنبي الذي أدلى بتصريح لـ «الوسط الرياضي» ووصف الحكم بالجبان هو عين الصواب.
أخيرا... سيكتب شهر مايو في ذاكرة المملكة برياضته لما حمله من حوادث مؤسفة، ونستطيع أن نطلق على هذا الشهر بالشهر «الأسود».
إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"العدد 2463 - الخميس 04 يونيو 2009م الموافق 10 جمادى الآخرة 1430هـ