يلقي الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم خطابه المنتظر إلى العالمين العربي والإسلامي بجامعة القاهرة في خطوة جادة لتحسين صورة الولايات المتحدة أمام العرب والمسلمين وذلك بعد أن اهتزت هذه الصورة إثر غزو العراق.

وفي مقابلة أوباما مع «بي بي سي» في واشنطن أمس الأول قال إن الرسالة التي يأمل توجيهها تكمن في «أن الديمقراطية وحكم القانون وحرية التعبير وحرية الدين ليست بكل بساطة معتقدات غربية يتم التبشير بتطبيقها في تلك الدول». وأضاف أن «هذه المبادئ ليست مبادئ أميركية ولكنها مبادئ عالمية ومن الخطأ فرضها ولكن بكل تأكيد نحن نشجع على ذلك».

كلام الرئيس الأميركي جميل ويشير إلى أن تحدياته كبيرة، لكن قد يكون أوباما هو الحلم أو النقلة النوعية التي ستدخل العالم إلى مرحلة جديدة، معالمها ليست مستحيلة بحيث لا تكون هناك مجاملات للأنظمة الدكتاتورية على حساب ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية.

والسؤال الذي يطرح قبيل إلقاء الخطاب المنتظر... هل يفاجئنا الرئيس الأميركي بمنهجية جديدة تحترم إنسانية العرب والمسلمين بشكل منصف؟

نعم إن مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هي مبادئ عالمية - وليست غربية كما يحلو لبعض الأنظمة الاتوقراطية أن تروج له في المنطقة - والحث على تفعيلها ونشرها في عالمنا العربي والإسلامي يحتاج إلى جهود محلية أساسا، وهذه الجهود يمكنها أن تستند إلى منظومة حقوق الإنسان التي تبشر بها الأمم المتحدة، وسيكون من الإيجابي لو أن واشنطن دعمت البيئة الديمقراطية من خلال هذا الإطار الأممي. ومثل هذا التوجه يبدو صعبا لأنه يتعارض مع المصالح الحيوية للإدارة الأميركية، فكيف سيوازن أوباما هذه الأمور في خطابه؟

رسائل أوباما إلى دول المنطقة مرادها قد يكون إيجابيا - أو على الأقل أفضل حالا عما كان في حقب الرؤساء السابقين- وما علينا إلا أن ننتظر ونسمع ما يريد قوله هذا الرئيس الأميركي الذي بعث برسائل نصية وإلكترونية مستخدما التقنية الجديدة وما توفره من وسائط متعددة في الترويج لخطابه اليوم. أوباما يريد أن يسمعه أو يشاهده أو يقرأه كل عربي ومسلم، صغير وكبير، امرأة ورجل، طفل ومراهق... عبر وسائطه من الإنترنت إلى الفضائيات، ولربما نسمع بمفاجآت لم نتوقعها.